العدد 3692 - الإثنين 15 أكتوبر 2012م الموافق 29 ذي القعدة 1433هـ

إنها تنشر السرطان! (1)

محمد حميد السلمان comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

نُشرت مؤخراً دراسة طبية فرنسية حول تأثير مبيد الحشرات على الأجنة والأطفال في المنازل، وخصوصاً مع كثرة استخدامها في الحياة الحديثة، ما قد يتسبب في خطورة كبيرة على الأجنة والأطفال في سنوات عمرهم المبكرة جداً من أمراض، من ضمنها السرطان.

فإذا كانت مجرد مبيدات حشرية تسبب هذا الهلع والخوف من الأمراض الخطيرة في المجتمعات الأوروبية الآمنة المستقرة فكيف بنا نحن؟ مهلاً، هي ليست ادعاءات ولا حديثاً لفض المجالس، ولا هو كلامٌ في الهواء ليس له أساس من الصحة، فقد بيّنا في عديد من المقالات خطورة الغازات التي صار يتنفسها الإنسان البحريني يومياً بمناسبة وبدون مناسبة.

وبيّنا ما هي الغازات المسيلة للدموع وتركيبها وأضرارها الصحية، مع الرجاء بألاّ يُفتي لنا أحد بغير ذلك.

لقد ذكرنا أن الغازات السامة هذه لا تعرف حدوداً جغرافية ولا طائفية بين قرية ومدينة، فما يُطلق في الهواء يبقى عالقاً به لفترات طويلة، خصوصاً في المناطق الرطبة وأظن البحرين هي أهمها! بل وحتى من يطلقونها وهم متخندقون خلف الأقنعة، ستصيبهم لا محالة لأن القناع سيُخلع ويعودون لتنفس نفس الهواء البحريني المشبع بها، حيث لا يمكن توفير هواء مغاير عن بيئة البلاد المبتلاة بهذه السموم.

وإذا كانت قوانين الأنظمة الموصوفة بالديمقراطية تلزم قوات الشرطة بالتدرب جيداً على استخدام القنابل المسيلة للدموع، وعدم إطلاقها إلا في حالة الضرورة مع مراعاة المعايير القانونية المحددة، إلاّ أن هذه المعايير لا يُلتفت إليها في كثير من الدول التي تستخدم أجهزتها الأمنية الغازات المسيلة للدموع لتفريق التجمعات الاحتجاجية؛ فما بالك بالدول غير الديمقراطية؟

وها نحن نُذكّر مرةً تلو أخرى، ليس من باب تأييد معارضة أو مناكفة غيرها، بل حرصاً على حياة جميع أهل البحرين، حتى المقيمين بها مؤقتاً، من باب الإنسانية وحفاظاً على حياة كل البشر على هذه الأرض وليس بشراً دون آخرين. ولهذا نشير إلى ما تذكره الدراسات الصحية من أن قنبلة مسيل الدموع تتكون من ثلاث مواد كيميائية يرمز لها اختصاراً بالحروف (سي إن) و(سي آر) و(سي إس)، وأخطرها الوسطى (سي آر). ونود التنبيه على خطورة هذا النوع لأسباب ستتضح في سياق الحديث. فهذا الغاز تحديداً هو مادة مسيلة للدموع ومسببة للشلل الفوري، وتبلغ قوته 6 إلى 10 أضعاف قوة غاز (سي إس). ويتشابه غاز (سي آر) كيميائياً مع اللوكسابين (أحد مضادات الذهان النمطية) ويعبأ عادةً في اسطوانات صغيرة (عُليبات)، تنتج سحابة من الرذاذ بمعدل ثابت عندما ترتفع درجة حرارتها. كما يتسبب غاز (سي آر) في تهيج شديد للجلد وسعال وصعوبة في التنفس وتشنج في الجفن مما يتسبب في حدوث عمى مؤقت.

والخطورة التي لا يعيها من يستخدمه في فضاء البحرين المحدود، أن هذا النوع من الغاز (سي آر) يعتبر أساساً مادةً مسرطنة، ولا مزاح في الأمر ولا تهويل، بل هو سامٌ فعلاً في حالة ابتلاعه أو التعرّض له على حد سواء. وقد يتسبب في الوفاة في حالة التعرض لكميات كبيرة منه كما نشاهد يومياً، وخصوصاً في الأماكن سيئة التهوية، حيث يمكن أن يستنشق الشخص جرعة مميتة منه خلال دقائق معدودة. وسبب الوفاة في هذه الحالات هو (الأسفكسيا) أو الأزمة الرئوية.

والأهم هنا أن الدراسات تشير إلى استمرار تأثير مادة (سي آر) لفترات طويلة، وقد يظل على الأسطح، وخصوصاً الأسطح المسامية، لمدة تصل إلى 60 يوماً. وتشير دراسة أجراها مكتب الاستشارات الخاصة الأميركي، خلُصت إلى أن هناك عاملين يحددان إمكانية حدوث الوفاة نتيجة للاستخدام المفرط لغاز المسيل، وهما: استخدام أقنعة الغاز من عدمه، وما إذا كان من يتعرضون للهجوم بالغاز يتواجدون في منطقة مفتوحة أم مكان مغلق. واستنتجت الدراسة أنه عند عدم استخدام قناع الغاز، وفي حالة وجود المهاجَمين في مكان مغلق، فإن هناك احتمالاً واضحاً لأن يساهم مثل التعرض لهذا الغاز في إحداث الوفاة، بل ويمكن أن يتسبب فيها بشكل مباشر. كما تربط العديد من الدراسات بين التعرض للغاز الشقيق لـ (سي آر) وهو (سي إس) وبين حدوث الإجهاض، وهو ما يتفق مع ما ورد في تقارير سابقة عن تسببه في إحداث خلل في كروموسومات (صبغيات) الخلايا.

وبناءً على ذلك، فالطفل سيد حسن سيد عيسى سيد هاشم من النبيه صالح، المتوفى في 26/6/2012 كان ذلك بسببه إصابته بمرض السرطان في الرئة إثر تعرضه للمسيلات الدموع بكثافة. وقبله كذلك عباس جعفر الشيخ من الديه المتوفى في 25/1/2012 سبب الوفاة إصابته بطلقات (شوزن) في ظهره، وبسبب تخثر الدم تحوّل لمرض السرطان، ما اضطره للبقاء بالمستشفى لفترةٍ قبل أن ترتفع روحه إلى السماء. وما حدث في بعض المراكز الصحية يدق ناقوس الخطر في وضح النهار لمن يخاف فعلاً على الشعب، كل الشعب. ولمأساة الحديث بقية...

إقرأ أيضا لـ "محمد حميد السلمان"

العدد 3692 - الإثنين 15 أكتوبر 2012م الموافق 29 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 6:30 ص

      رد ع الزأئر الاخير

      اعتقد الغأز المسيل للدموع اقوى م الاطارات بوايد ..تدرون انه شنو المشكلة .انة صاحب المشكله هو فقط الي يعاني ..البقيةم يهتمون.الحين لو انت جألس ف بيتك ويجيك مسيل دموووع..شنو راح تسوي...وعيالك حوالينك

    • زائر 10 | 5:43 ص

      البحث في قوقل

      ارجو من الكاتب البحث عن اضرار الغازات المنبثقه من حرق الاطارات وحاويات القمامه في مشغل البحث قوقل ومن ثم يكتب مقاله هذا

    • زائر 8 | 2:31 ص

      ظلااااام

      أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ

    • زائر 7 | 2:29 ص

      ظلااااام

      أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ

    • زائر 3 | 12:33 ص

      من يتنفس هذا الغاز؟جميع الشعب ام بعضه؟

      أتمني من الجميع ، من معارضة و موالاه ان يتفهموا بانه غاز يبقي في الجو وليس للغاز مانع او حاجز يحجزه عن الحركه شمالا او جنوباً. ومضاره عليكم جميعاً عائلة حكومه، فقير ،غني، موظف ،وزير. والعاقل يقف ضد استخدام هذه الغازات في بلدنا.والعاقل يفهم ......وسلامتكم.

    • زائر 2 | 12:32 ص

      ابوكرار

      با الامس الدكتوره الجودر في التلفزيون تقول ان لا اثر لها لانها مصنعه لذلك الغرض ونحن نعرف ااننا نعيش في هذه االاجواء وبا النسبه للاطارات حدث ولا حرج البرنامج كل عن الاطارات وخلوا مسيل الدموع علا جنب وتبريرات استخدامه

    • زائر 1 | 10:47 م

      الطلق حتى بدون احتجاجان

      الطلق حتى دون وجود احتجاجات كأنه واحب و مطلوب تأديته خلق بيئة ملوثة لاناس منبوذون فالمطلوب ليس فقط المحتجين وانما كل من اهلهم

اقرأ ايضاً