اختتمت يوم الثلثاء (23 أكتوبر/ تشرين الأول 2012) فعاليات الملتقى المشترك لمنتدى مؤسسة قطر السنوي للبحوث ومؤتمر شبكة العلماء العرب المغتربين 2012، والذي شهد تدشين استراتيجية قطر الوطنية للبحوث.

وقد شهدت جلسات اليوم الختامي عدداً من النقاشات التي جمعت بين أفضل المعاهد البحثية على مستوى الدولة وذلك بهدف صياغة مبادرات من شأنها تحقيق أهداف المنتدى طويلة المدى في مجال العلوم والأبحاث.

كما قدمت مجموعة من ممثلي مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع شملت كلاً من مركز السدرة للطب والبحوث، الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، وواحة العلوم والتكنولوجيا في قطر، إضافة إلى مؤسسة حمد الطبية وجامعة قطر، عدداً من العروض تطرقت إلى التطورات الحاصلة في مجال الطب والعلوم والبحوث، إلى جانب الإعلان عن المبادرات المقرر تنفيذها خلال العام المقبل والتي من شأنها أن تساهم في تنفيذ استراتيجية قطر الوطنية للبحوث.

من جهته، قال المدير التنفيذي للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي عبدالستار الطائي: «باعتبارنا الجهة التمويلية الوطنية في دولة قطر فنحن نعمل على أن تتوافق أهدافنا والخطة التنفيذية لاستراتيجية قطر الوطنية للبحوث، وقد بدأنا بالفعل في الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي في تبني الركائز الأربعة لاستراتيجية البحوث والعمل على دمجها في مشاريعنا المستقبلية».

وأضاف «كانت أولى خطواتنا لتطوير تلك الأهداف هي مواءمة أهداف برنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي كونه برنامج التمويل الرئيسي للصندوق مع الأهداف الاستراتيجية طويلة المدى، وذلك ابتداءً من الدورة السادسة للبرنامج التي تم إطلاقها في 7 أكتوبر الجاري».

وتطرقت إحدى الجلسات النقاشية لموضوع مرض المتلازمة الأيضية وداء السكري، وشارك في هذه الجلسة عدد من المراكز التابعة لمؤسسة قطر، والتي تكرس جهودها لأمراض القلب والأوعية الدموية. كما تمت مناقشة البحث الحائز جائزة أفضل بحث طلابي في الصحة والطب الحيوي والذي تم التطرق من خلاله لطرق علاج مرض «الديسليبيديميا» Dyslipidemia.

وحول مشاركته في المنتدى الثالث، تحدث الطالب معن أبوزكي من كلية طب وايل كورنيل في قطر، والذي ركزت أبحاثه على نسب حدوث الديسليبيديميا المرتفعة في قطر، قائلاً: «هذا هو أحد الأمراض السائدة التي لا نعرف عنها الكثير، وهذا المشروع يقدم العديد من المعلومات الجديدة لذا فإنه بحاجة إلى الكثير من المتابعة حتى نصل إلى العلاج، ولكننا على الأقل يمكننا الآن تقديم المشورة حول كيفية التحكم في النظام الغذائي لمن يعانون من هذا المرض».

وأضاف «بكل تأكيد هذا البحث بحاجة إلى أن أقوم بمتابعته بشكل مستمر، ولاشك في أن هذا المشروع يحتوي على إمكانات كبيرة، وإنه لأمر جميل أن أشاهد ما قمت به يتطور نحو الأفضل. وهذا مثال ممتاز على أن دولة قطر قد أصبحت منصة للبحوث، لأن ما اكتشفناه هنا يمكن أن ينطبق على العديد من الناس وفي جميع أنحاء العالم من الذين يمتلكون ذلك الطموح ذاته».

من جهته، أعرب الباحث المساعد بجامعة تكساس إي أند أم في قطر، الفاتح الملك، والذي عمل ضمن الفريق الذي أشرف عليه البروفيسور نمر البشير، عن فرحة الفريق بفوزهم بجائزة المنتدى لأفضل بحث في مجال الطاقة والبيئة، قائلاً: «لم يشتمل فريقنا على علماء فحسب، بل تضمن طلاباً ساهموا معنا بهدف صقل مهاراتهم وتدريبهم لتطوير مستقبل قطر في مجال العلوم. واليوم هناك ثلاثة من طلبتنا يعملون في شركة شل قطر وطالب آخر يعمل في شركة ميرسك قطر للبترول». مضيفاً «لقد قدمنا مشروعاً بحثياً لتحويل الغاز الطبيعي إلى وقود سائل عبر استخدام حلول صديقة للبيئة وذات كلفة اقتصادية، وقد ساهمت جهود فريقنا المتعاون في دعم استراتيجية البحوث الوطنية التي أعلن عنها مؤخراً ما يساهم في بناء مستقبل أكثر استدامة».

وقدم منتدى مؤسسة قطر السنوي للبحوث في نسخته الحالية خططاً تنفيذية لتحقيق الأهداف المرجوة من استراتيجية قطر الوطنية للبحوث والتي سيعمل على تنفيذها جميع الشركاء في دولة قطر، حيث أصبحت هذه الاستراتيجية قيد التنفيذ بعد حصولها على تأييد رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر.

من جانبه، تحدث المدير التنفيذي لمعهد البحوث القطري للطاقة والبيئة ربيع مهتار، قائلاً: «إن استراتيجية قطر الوطنية للبحوث طموحة للغاية، وإننا بحاجة إلى مشاركة ودعم شبكة العلماء العرب المغتربين لتحقيق ذلك الطموح». مضيفاً «لدينا اليوم في معهد البحوث القطري للطاقة والبيئة ما يقارب الخمسين عالماً، نصفهم من العلماء العرب».

واختتم مهتار قائلاً: «إننا بحاجة إلى تحالفات دولية لمعالجة تلك التحديات الكبيرة التي ستواجهها قطر في مهمتها الطموحة هذه».