رأى عبدالبزاز أبوبكر الذي يبيع العطور في متجر في مجمّع «الرملي» الحديث الواقع في منطقة عالي أن مبيعات العطور، ومن ضمنها عطر الحرمين الذي يتم استيراده من دولة الإمارات العربية المتحدة، تضاعف خلال العام 2012 بالمقارنة مع العام 2011 ووصلت في متجره إلى نحو 15 ألف دينار شهرياً.

كما اتفق زميله الهندي كمران خان، الذي يبيع في متجر آخر في المجمّع نفسه، أن مبيعات المتجر من عطر «الرصاصي» الذي يتم استيراده كذلك من دولة الإمارات، قفزت خلال العام 2012 بالمقارنة مع العام السابق له، لتبلغ نحو 700 قنينة شهرياً، وهي الكمية نفسها تقريباً التي يبيعها متجر مجاور له.

وقال أبوبكر، الذي كان يتفاخر بنمو التجارة خلال حديثه إلى «الوسط»، إن سعر عطر «الحرمين» يبلغ بين دينارين إلى 195 ديناراً للقنينة الواحدة، وأن المبيعات زادت إلى 15 ألف دينار شهرياً بسبب الإقبال الممتاز من قبل معظم المستهلكين المحليين والأجانب على العطور منذ مطلع العام 2012.

وأضاف «أصبح بيع العطور المستوردة تجارة مربحة؛ وخصوصاً في هذه الأوقات بسبب تصادف الأعياد وكذلك الحج إلى الأماكن المقدّسة في المملكة العربية السعودية، وأن عطر «الحرمين» الإماراتي يلقى رواجاً واسعاً من الكثير من الزبائن الذين يجدون فيها راحة نفسية».

أما خان فهو الآخر سعيد بموجة البيع المستمرة من عطور «الرصاصي» التي يتم استيرادها من الإمارات، والتي يبلغ سعر القنينة الواحدة منها 3 دنانير، ترتفع إلى 500 دينار بحسب النوع والتركيز. وأضاف أن هناك نحو 200 متجر في المنطقة يبيع هذا النوع من العطر.

كما أن خان كان صريحاً في قوله؛ إذ ذكر أن أكثر المبيعات في المتجر الجديد الذي تم افتتاحه حديثاً في المجمّع تتركز على العطور التي يبلغ سعرها بين 5 دنانير إلى 30 ديناراً، في حين يتم بيع قنينة واحدة تقريباً شهريا للعطر البالغ سعر 500 دينار للقنينة.

لكن خان، وهو واحد من أكثر من نصف مليون أجنبي، أو نحو 52 في المئة من إجمالي عدد سكّان البحرين البالغ عددهم 1,2 مليون نسمة، أوضح أن المبيعات تهبط بحدّة في بعض الأيام عندما تكون هناك احتجاجات في المنطقة.

وقد أفاد أصحاب أعمال أن سوق العطور وأدوات التجميل في هذه مملكة البحرين نمت إلى نحو 35 مليون دينار (90 مليون دولار) في العام 2010، بنمو يبلغ 10 في المئة سنوياً، قبل أن تتراجع المبيعات في العام الماضي بسبب الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي بدأت في شهر فبراير/ شباط العام 2011.

كما ذكروا أن العطور أصبحت جزءاً مهمّاً من الكماليات، وهي سوق كبيرة في البحرين وجزء مهم في حياة الناس؛ الأمر الذي زاد من حجم التجارة التي تبلغ في الوقت الحاضر 30 مليون دينار، وتمثل نحو 8 في المئة من إجمالي تجارة التجزئة.

وأرجعوا سبب النمو في سوق العطور وأدوات التجميل إلى التطور الحاصل الآن والنمو الاقتصادي والتجاري الذي تنعم به المنطقة، واستخدام العطور هي من العادات القديمة وهي تتطور مع الزمن.

ويتم استيراد العطور وأدوات التجميل معظمها من الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الأوروبية مثل فرنسا وإيطاليا وألمانيا، بالإضافة إلى دول جنوب شرق آسيا مثل الهند.

غير أن دولة الإمارات العربية المتحدة حجزت لها مكاناً خاصاً في تصدير العطور إلى دول الخليج العربية في السنوات القليلة الماضية؛ إذ تعجّ متاجر ليس في البحرين فقط وإنما في أسواق كبيرة مثل أسواق المدينة المنورة ومكة المكرمة بالعطور المستوردة من الإمارات التي استضافت «قمة الشرق الأوسط للعطور» في الآونة الأخيرة. وينتظر أن يبلغ حجم سوق العطور، التي تشكل نسبة كبيرة من تجارة التجزئة في بعض دول المنطقة، إلى نحو 10 مليارات دولار خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، من نحو 3,5 مليارات دولار سجّّلت في العام 2011. وتعدّ المملكة العربية السعودية أكبر سوق لتجارة العطور ومواد التجميل.

كما ذكر تقرير أن متوسط استهلاك المواطن الإماراتي من العطور الفاخرة يبلغ 9 آلاف درهم سنوياً، وأن مجمل قيمة مبيعات العطور في الإمارات ربما تزيد على مليار درهم إماراتي بحلول العام 2014.