العدد 3734 - الإثنين 26 نوفمبر 2012م الموافق 12 محرم 1434هـ

مصدر إزعاج!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

عندما يتكلّم البعض عمّا يحدث في الآونة الأخيرة داخل النسيج البحريني، فانّه يشكّل مصدر إزعاج، وعندما يتطرّق البعض الآخر إلى الحياة المعيشية ويشكو الحال، فإنه مصدر إزعاج. وكذلك عندما يطلب البعض حقوقه من ولي الأمر، فإنّ هذا بالطبع يشكّل مصدر إزعاج... مصدر إزعاج لمن يا تُرى؟

حسناً فعلَ الشيخ عيسى قاسم عندما طالب النّاس بالتهدئة وعدم التعرّض إلى حياة الآخرين، ولكنّه اليوم يُشكّل مصدر إزعاج، فلا تهدئته في ظن البعض تنفع ولا كلامه يُهدّئ، بل أخذ «بعض النّاس» تحليل كلامه سياسياً في خطبة الجمعة، على أنّ هناك أجندات أخرى ما وراء ذلك!

إنّنا ضد التوجّه إلى الإضرار بالمصالح العامة والمناطق العامة، وضد التوجّه نحو قتل الأبرياء الآمنين، ولم نجد في كلام الشيخ عيسى قاسم سوى حكمةً منه في تهدئة الشارع، وعسى أن تكون هذه بداية خير تطلّ علينا نحو الحوار الوطني، هذا الحوار الذي ملَّ منه البعض، وسخر منه البعض الآخر، ومازالت هناك فئة «وسطية» واعية تنتظره بفارغ الصبر، وتعلم علم اليقين أنّه هو السبيل إلى إرجاع الأمور الى نصابها الصحيح.

على الجانب الآخر ننتظر ردّة فعل النيابة العامة والقضاء البحريني النزيه، ضد من يلبسون زيّ الأمن ولكنّهم لم يلتزموا بالتعليمات، عندما تعرّضوا إلى مواطن قرية بني جمرة وضربوه وبصقوا في وجهه، وكثير منّا شاهد لقطات الفيديو المشينة تلك لبعض رجال الأمن، ولسان حال المواطن يقول: حكمتم على من حرق وأرهب، أوَليس من الإرهاب ما حدث لشاب بني جمرة؟ وهل ستأخذ الجهات المعنية إجراءاتها الصارمة ضد من تعدّت يده على أجساد النّاس، فضربت وعذّبت وأهانت كرامة المواطن؟ أوليس من العدالة أن نعلم ما حدث ضد هؤلاء؟ أم أن الموضوع يختلف بين المواطن وبين رجل الأمن؟!

وفي آخر شأن بحريني يُشكّل مصدر إزعاج، هو قضيّة الشيخ أحمد الماجد، الذي توارى عن الأنظار لمدّة لا تقل عن 6 أيام، ومن بعدها علم محاميه وأهله بمكان وجوده، وعلى رغم تصريح وزير العدل مؤخّراً بأنّ هناك نظاما الكترونيا يرصد مكان وجود أي معتقل بعد 48 ساعة، إلا أن الجميع كان يجهل وجهة ومكان هذا الشيخ لعدّة أيام!

كنا ومازلنا نؤكّد على السلمية، وعلى الأمن والأمان في بلادنا البحرين، وما نطالب به اليوم هو العدالة، التي إن تمّت، تمّ ما بعدها، وإن فرطت من الأيدي، خَربَ ما بعدها، فالميزان هو المعيار الرئيسي للاستقرار والتقدّم في الاصلاح.

ولا نريد أن نكون مصدر إزعاج، بل جُلُّ ما نريده هو الشفافية والعدالة والاصلاح والمضي في الحوار، لأنّ هذه الركائز هي التي ستحفظ البحرين، وستجعل منّا أمّةً وسطاً، تسابق الأمم الأخرى من أجل المواطن في رقيّه وحضارته وراحته.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3734 - الإثنين 26 نوفمبر 2012م الموافق 12 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 10:40 ص

      أم البنات

      شكرا للعقول الراقية وشكرا للقلم الحر اللذي يشعر ويسمع ويرى آهاتنا فيواسينا ، شكرا لك ، شكرا لك يا أخت مريم لمواساتنا وللوقوف على الحقيقة المرة التي يعيشها الشعب المظلوم ، كلمة يجب أن تقال سينتصر الحق على الظلم قريبا ( أليس الصبح بقريب ) يرونه بعيدا ونراه قريبا

    • زائر 17 | 3:31 ص

      شكرأً علي المقال

      قبل عدة ايام كنت قريب من سيرات الشرطه فنزل احد افردها وهو حامل للسلاح واخذ يهرول وكأنه يقصدنا وكان معي اثنتين من بناتي فخافتا ولما رآي ذالك اخذ يضرب علي السياره بقوه ويقول تحرك تحرك مع العلم ان السيد واقف فكان قمة الازعاج

    • زائر 16 | 2:55 ص

      اي شفافية تطلبين

      احنا شايفين الشفافية وشايفين العدل والعدالة وشايفين الانصاف وعدم العنصرية والمساوة وعدم التمييز.
      احنا شعب البحرين شايفين كل هذا وساكتين والحمد لله لا نشكوا الا اليه وحده
      اصبحنا اغراب في وطن الاجداد واصبحنا كالكرة يتقاذفها الصبية في الملعب كل واحد فيه حرّة يضرب فينا حلو وبارد

    • زائر 15 | 2:55 ص

      حتى متى؟

      من صوبهم غفور رحيم و مو ازعاج بل يُشكَرون عليه و لكن من صوب بعض من افراد الشعب المطالب للحقوق شديد العقاب و ازعاج و تعدّي صارخ ترا ازدواجيه المواقف هاذي ملينا منها و المفروض محد فوق القانون الى متى البحرين بتظل على هالحال؟ الحق يقُال للجميع و الساكت عن الحق شيطان اخرس اللقطات اللي انتشرت في الفيديو مشينه جداً و اُستخدِمت القوة المفرطة و هذا تصرف خاطئ.

    • زائر 14 | 2:12 ص

      رسالة للشعب وحدة فقط

      اقبلوا بما هو موجود ومن يطالب بحقه فهو خارج على القانون ويجب عقابه بقسوه وتجريده من جنسيته. هذه هي واحة الديمقراطية

    • زائر 13 | 1:56 ص

      الشيخ مظلوم من الكثير ولم يكن في يوما داعيا لعنف

      الانسان المنصف المتتبع لخطب الشيخ سواء اكان معه ام ضده لا يستطيع ان يجد عليه نقطة واحدة سلبية من الممكن ان يؤاخذ عليها لا نقول انه معصوم ولكنه ينتقي الالفاظ والكلمات بدقة فائقة ويتحرى الحق والحقيقة الى درجة ان هناك البعض من الشيعة لا تعجبه سلمية خطاب الشيخ عيسى قاسم ويعتبرها استسلامية. ولكن الطرف الآخر يصب جام غضبه على الشيخ عيسى قاسم
      بسبب عدم توقف الحراك ولا يعي ان الحراك شعبيا ولا يحتاج الى من يؤججه او يحركه او يدفعه وهذه المشكلة ان هناك من لا يفهم ان الاوضاع هي الدافع الاكبر لحراك الناس

    • زائر 12 | 1:33 ص

      اخر فقرة في المقال

      هذا ما هو المطلوب
      اذا كان الجميع يعتز بانتمائه للبحرين فلماذا لا يتسابقون الى ما فيه صالحها وصالح
      مواطنيها ولماذا تضيع الحقوق وتمنع بشتى الوسائل ويصر البعض على الاستئثار
      بكل ثروات الوطن والقرارات المصيرية
      كلماتك لا تعجب من لا يحب الوطن واهله وهي المطلوب للانصاف ونشر العدل

    • زائر 11 | 1:22 ص

      طولي اللي ما شافوه اليوم شافوه .. و عرضي داسوه ..

      إلى متى سيبقى الملثمين التابعين بانتهاك الحرمات و ذلك بدخول بيوت المواطنين بانصاف الليالي "دون احم و لا دستور" و دخول غرف البنات و هن نائمات "طولهم اللي ما شافه اجنبي" الملثمين التابعين لوزارة الداخلية شافوه و العرض داسوه .. هذا مو حرام ؟؟

    • زائر 10 | 1:17 ص

      شكرا يا اختناالعزيزة

      شكرا يا اختنا مريم على البوح عما بداخل ضميرك الحي... شكرا على الصدق والإباء والإنصاف ... هكذا نجد بلسما يداوي حراحتنا العميقة..

    • زائر 9 | 12:54 ص

      قمة الازعاج

      أن تمر على نقطة تفتيش أولا يهينونك بالقول وبالقعل - شتم وازدراء بالطائفة وسرقة المقتنيات التي بالسيارة وأولها الهواتف الذكية والمبالغ المالية وحتى ما تشتريه من أكل للعيال - واذا اشتكيت على أي نقطة يطلب منك ما لا يمكن أن تأتي بمن سرقك ومن أهانك .... قمة في الازعاج .

    • زائر 8 | 12:41 ص

      بارك الله فيك

      بارك الله فيك على هذا المقال الهادف ولك منا كل الشكر والتقدير والعرفان على مواقفك المعتدلة والتي تصب في الصالح العام وهي مصلحة المواطن والوطن .حفظك الله من كل شر وبارك الله فيك .. انتي الشرف باستاذه مريم .

    • زائر 6 | 11:50 م

      مشاخيل

      سلمت هذه الأنامل وسلم هذا القلم الحر الوطني النزيه وكثر الله من امثالك ياشريفة البحرين .

    • زائر 5 | 11:06 م

      بحرينية

      كلمة شكر وامتنان لذلك القلم الجرئ والحق حفظك الله بعينه التي لا تنام انا اكن لك كل الحب

    • زائر 4 | 10:45 م

      عشنا وشفنا

      قمة الازعاج مايفعله رجال الا امن من مداهمات للبيوت انصاف الليالي وترويع الامنين قمة الازعاج تكمن في انتشار الغازات الخانقه علينا في بيوتنا ونحن لم نسد شارع ولاحملنا مولتوف واللي ماينطره اعظم

    • زائر 2 | 9:31 م

      لك الشكر

      لك شكري العميق على هذا المقال الرائع وحفظك الله من كل شر ( السيدة)

اقرأ ايضاً