العدد 3734 - الإثنين 26 نوفمبر 2012م الموافق 12 محرم 1434هـ

تحكيم مسابقات الفئات في قفص الاتهام... ومطالبات بتطويره

انتقادات ومطالبات بضرورة تكثيف مراقبة وتقييم الحكام

كثرت الشكاوى والانتقادات من المعنيين من إداريين ومدربين بالأندية على المستوى التحكيمي في مسابقات الفئات العمرية وخصوصا مع كثرة الأخطاء والتعامل غير المرن مع اللاعبين الصغار الذين يحتاجون في هذه المرحلة بالذات للتعلم من أخطائهم سواء في قانون الكرة أو غيرها من الجوانب الأخرى المتعلقة باللعبة.

الأداء التحكيمي في مسابقات الفئات العمرية أثار ردود أفعال سلبية وواسعة، معظمها اتفق على وجود قصور فني في أداء الجانب الأكبر من قضاة الملاعب داخل الملاعب وخصوصا أن بعض الحكام يستخدم صلاحياته بعصبية وكأنه يدير مباريات لفئة الكبار في ظل افتقادهم للكثير من المقومات التي يجب توافرها في الحكم سواء في شخصيته القيادية أو بمتابعته لكل شاردة وواردة في الملعب، بالإضافة إلى أن بعض الحكام يفتقد لتطبيق نقطة جوهرية هامة في التحكيم معروفة ومشهورة بمبدأ التعامل بروح القانون الذي يتطلب في بعض الحالات التعامل به حفاظا على سير اللعب ومنعا من حدوث بعض الإشكاليات التي ربما تتطور لمشاحنات وملاسنات واحتكاكات غير مرغوبة في المباريات.

الانتقادات كثرت بين مسئولي الأندية وخصوصا مع زيادة العقوبات المترتبة على ما تشهده المباريات، فعلى سبيل المثال ومن ضمن المواد التي تحويها لجنة الانضباط تغريم النادي الذي تبلع عدد بطاقات لاعبيه الصفراء في المباراة الواحدة 5 حالات يفرض عليه غرامة مالية 100 دينار تحسم من مخصصاته المالية الموجودة باتحاد الكرة في نهاية الموسم.

نقطة أخرى أثارت انتقادات الأندية عبر المدربين والإداريين وهي تتعلق بالأخطاء المرتكبة من قبل الحكام وتؤثر على مجريات المباراة وتؤثر على نتيجتها لدرجة أن بعض الأخطاء بديهية ولا تحتاج لفلسفة أو عقلية عبقرية لاتخاذها، إلا أن قلة الثقافة لدى بعض الحكام تجعلهم محل شك بل أنها تؤكد عدم قدرتهم على إدارة المباريات نظرا لعدم جهوزيتهم سواء فنيا أو بدنيا أو ثقافيا وهذه الجوانب ربما تتعلق بشخصية الحكم ذاته.

الأخطاء التحكيمية ستبقى وستتواصل وهي جزء من اللعبة كما يقول عنها الخبراء، وطالما هناك فائز أو خاسر فستبقى الانتقادات حاضرة، ويجب على لجنة الحكام أن تستفيد من التجارب وأن يتعلم الحكام أكثر من أخطائهم من أجل غد أفضل ومستقبل مشرق.

«الوسط الرياضي» استطلع بعض الآراء من المعنيين بالمشكلة التحكيمية في سبيل وضع بعض الحلول والمقترحات التي تساهم بالنهوض بالمستوى العام في مسابقات الفئات وخصوصا مع وجود أخطاء ومشكلة يجب على لجنة الحكام أن تتدخل فيها لحلها سواء بالتقييم أو التوجيه والتركيز أكثر على تثقيف الحكام بما يجعلها تطور من مستوى حكامها، أو على أقل تقدير تقلل من نسبة السلبيات المتواجدة، وبالتأكيد فإن المشكلة ليست محصورة فقط في المستوى التحكيمي بل هي ممتدة وتشمل اللاعبين في مثل هذه المراحل فهم بحاجة للمزيد من التثقيف، والمشكلة تقع أيضا على عاتق الأندية المطالبة بضرورة زيادة وعي لاعبيها سواء عن طريق التوجيه الملقى على عاتق المدربين والإداريين.


حقائق وأرقام

يصل عدد المباريات في الموسم الواحد إلى ما يزيد عن 750 مباراة وذلك في جميع المسابقات التي ينظمها اتحاد الكرة وفي جميع الفئات.

- بلغ عدد الحكام العاملين قرابة 100 حكم موزعين على 4 درجات هي الدوليين، والدرجة الأولى ثم الثانية وأخيرا الثالثة، وتضم قائمة الحكام الدوليين 18 حكما بين حكم ساحة ومساعد حكم وحكام للصالات والكرة الشاطئية.

- تختلف مخصصات الحكام المعتمدة من اتحاد الكرة من درجة إلى أخرى، وبعد التغييرات والزيادة التي حدثت للمخصصات هذا الموسم، فإن الحكام الدوليين يتقاضون مبلغا وقدره 60 دينارا لحكم الساحة عن كل مباراة يديرها، فيما يتقاضى الحكم الرابع من الدوليين مبلغا وقدره 40 دينارا، والحكم المساعد 50 دينارا.

- أما حكام الدرجة الأولى فالمخصص المعتمد لهم فهو يتكون من 40 دينارا لحكم الساحة، والحكم المساعد 34 دينارا وللحكم الرابع، ويتقاضى حكم الدرجتين الثانية والثالثة مبلغا موحدا هو 26 دينارا لكل مباراة يشارك فيها، وبالنسبة لمقيم الحكام فهو يتقاضى مبلغا وقدره 20 دينارا لكل مباراة مكلف بها.


حسين: دوري الفئات يعج بالكثير من الجوانب التحكيمية السلبية

أكد إداري فريق الناشئين بنادي الشباب حسين علي المعروف بـ «اللغم» وجود الكثير من الجوانب السلبية في إدارة الحكام لمباريات دوري الفئات، كاشفا عن أهمها وأبرزها وتتلخص في الانتقائية والتشديد على بعض الجوانب التي وصفها بالهامشية.

وأضاف «على سبيل المثال يأتي حكم ويشدد على أسماء اللاعبين في ورقة التسجيل، وحكم آخر لا يعير بطاقات اللاعبين أهمية لدرجة أنه لا يشاهدها، وفي الجانب التحكيمي هناك تسرع في اتخاذ القرارات الإدارية والعقوبات على اللاعبين وصولا للمدربين والإداريين».

وشدد «اللغم» على أن بعض الحكام الذين يديرون مباريات المسابقات العمرية لديهم من الخبرة الكثير وخصوصا أنهم منذ فترة طويلة يديرونها ولكنه أكد أن مستواهم يراوح مكانه وأخطاءهم متكررة مع كل المباريات.

وقال الإداري المخضرم الذي ربما يعتبر واحدا من أقدم الإداريين الموجودين في دوري الفئات أنه منذ ما يزيد عن 10 سنوات وهو يرى بعض الحكام يديرون مسابقات الفئات، مشيرا إلى أن ذلك يؤكد على عدم تطور مستوى هذا الحكم أو ذاك. وقال «لا ننكر الجهود الكبيرة والمكثفة التي تقوم بها لجنة الحكام ولكن التطوير يجب أن يشمل المستوى والأداء التحكيمي، ولهذا أتمنى من اللجنة أن تزيد من مراقبة المباريات والحكام من أجل النهوض بالمستوى التحكيمي».


أفكار ومقترحات للجنة الحكام

نضع أمام لجنة الحكام بعض المقترحات والأفكار التي ربما تساهم في عملية تطوير قدرات الحكام الفردية وخصوصا حكام الدرجتين الثانية والثالثة الذين بحاجة للتوجيه أكثر في هذه المرحلة من مشوارهم مع صافرة التحكيم.

أول المقترحات هي الاستعانة بعدد من الحكام الدوليين السابقين والزج بهم في مراقبة وتقييم الحكام وخصوصا مع ما يحملونه من خبرة طويلة قضوها في ملاعب الكرة، بالإضافة إلى امتلاك بعضهم لشهادات خاصة بمقيمي الحكام بعد دخولهم في دورات خاصة في الفترة الماضية، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر الحكم الدولي السابق والمحاضر العالمي والدولي جاسم مندي الذي يملك رصيدا هائلا من الخبرة، بالإضافة إلى الحكم الدولي المتقاعد سلطان مجلي، وزميله جعفر الخباز، وأحمد حبيب، وغيرهم من الحكام السابقين.

المقترح الآخر هو مرتبط بالمقترح الأول وهو بناء على المراقبة والتقييم الذي سيقوم به جميع المقيمين الموجودين والعاملين مع لجنة الحكام حاليا القيام بمحاضرات مكثفة لحكام الدرجات الثالثة والثانية وحتى الأولى والدوليين وتكون هذه المحاضرات مستمرة طوال العام والموسم الكروي وكأنها دورات تحكيمية خاصة بناء على الأخطاء المرتكبة في مسابقات الفئات.


العبيدلي: عصبية الحكام والتسرع والاستعجال أبرز الأخطاء

عبر مدرب أشبال البديع أحمد العبيدلي عن رضاه عن المستوى التحكيمي بصورة عامة إلا أنه أكد وجود أخطاء تحكيمية في جميع المباريات التي لعبها فريقه ووصفها بأنها عادية وتحدث في مباريات الفرق الأولى.

وأضاف «الأخطاء التحكيمية هي جزء من اللعبة ولا يمكن انتهاؤها أو إبعادها عن المباريات»، مشيرا إلى أن أهم الأخطاء التي تتكرر في جميع المباريات هي ما تتعلق بالتسرع والاستعجال في اتخاد العقوبات الإدارية التي تحرم اللاعب من اللعب في المباريات.

ولفت العبيدلي إلى مشكلة أخرى يعاني منها المدربون والإداريون في الأندية من بعض الحكام وهي تتعلق بعصبية الحكام وتعاملهم مع اللاعبين بقسوة في الكثير من الحالات التي تستوجب أن يكون الحكم هادئا وأن يوصل المعلومة الصحيحة للاعب ليتقبلها، وأضاف «نقطة أخرى شاهدتها على الحكام أنهم لا يتعاملون ويطبقون روح القانون في الكثير من الحالات كأن تلامس الكرة ليد اللاعب دون قصد أو عمد فيقوم الحكم بإشهار البطاقة الصفراء له وغيرها من الحالات».

وطالب مدرب أشبال البديع لجنة الحكام بتكثيف المراقبة والتقييم للحكام في مباريات دوري الفئات من أجل تطوير المستوى التحكيمي والأداء العام للحكام وخصوصا أن بعضهم لم يتسن له اللعب.


سيدصادق: الحكام يفتقدون للخبرة المطلوبة

انتقد مدرب أشبال المالكية سيدصادق حميد الأداء والمستوى التحكيمي في مباريات مسابقات الفئات عموما ودوري الأشبال خصوصا، مؤكدا أن غالبية الحكام يفتقدون للشخصية التحكيمية القادرة على ضبط النسق العام للمباراة، مشيرا إلى وقوع الكثير منهم في الأخطاء المتكررة، واصفا التحكيم بالضعيف في دوري الأشبال.

وأضاف «الغالبية العظمى من الحكام يفتقدون للخبرة المطلوبة في معرفة قانون التحكيم نتيجة عدم ممارستهم للكرة ويبدو أن صغر سنهم له دور في تكرار الأخطاء، فالعصبية موجودة وشد الأعصاب تظهر من خلال قراراتهم وهو ما يدخل اللاعب الصغير في مصادمات ومواجهات على رغم أنه في هذا العمر يحتاج للتوجيه والإرشاد أكثر».

وشدد المالكاوي على أن التسرع في اتخاذ القرارات هي السمة البارزة عند جميع الحكام، مؤكدا أن بعض الحكام يرفض ذكر الأسباب التي على أساسها تم اتخاذ قراراته في المباراة في حال تمت مناقشته بعد نهاية المباراة، مطالبا من لجنة الحكام أن توجه الحكام بالحديث مع المدربين والإداريين بعد المباراة وإبلاغهم بأبرز أخطاء اللاعبين من الناحية السلوكية للتنبيه عليهم في المباريات اللاحقة، معبرا عن شكره وتقديره لأعضاء اللجنة وللحكام لما يقومون به متمنيا أن يتقبلوا الانتقاد بصدر واسع ورحب.

العدد 3734 - الإثنين 26 نوفمبر 2012م الموافق 12 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً