دعت اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري مساء أمس الأحد (9 ديسمبر/ كانون الأول 2012) في ختام اجتماعها في الدوحة الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي لتسهيل بدء مرحلة الانتقال للسلطة، كما أكدت دعمها لمهمة المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي.

وجاء في الفقرة الأولى من البيان الختامي لاجتماع اللجنة أنها تطلق «النداء مجدداً بمطالبة الرئيس بشار الأسد الاستجابة لقرار مجلس جامعة الدول العربية القاضي بتنحي الرئيس عن السلطة لتسهيل عملية بدء مرحلة الانتقال للسلطة ووقف سفك الدماء والتدمير».

يأتي ذلك فيما استولت مجموعات مسلحة إسلامية أمس (الأحد) على جزء كبير من قاعدة عسكرية في شمال غرب سورية، في خطوة من شأنها أن ترسخ سيطرة المقاتلين المعارضين على هذه المنطقة من البلاد.

وذكر صحافي في وكالة «فرانس برس» أن مقاتلين ينتمون إلى مجموعات إسلامية سيطروا الأحد على جزء كبير من قاعدة الشيخ سليمان العسكرية في شمال غرب سورية التي يحاصرونها منذ أسابيع.

ورأى الصحافي العلم الأسود للكتائب الإسلامية يرفرف فوق أحد الأبنية التي تم الاستيلاء عليها، في وقت كانت الاشتباكات مستمرة بالأسلحة الرشاشة الخفيفة للاستيلاء على ما تبقى من القاعدة الواقعة على تلة صخرية على بعد حوالى 12 كيلومتراً شمال غرب مدينة حلب.

وتبين للصحافي في «فرانس برس» أن عدداً كبيراً من المقاتلين الموجودين في الجزء الذي سقط من القاعدة هم عرب أو من القوقاز بقيادة رجل أوزبكي.

وقتل في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية أمس 61 شخصاً، بينهم عشرة مدنيين في قصف مصدره القوات النظامية على بلدة مرعيان بريف إدلب (شمال غرب)، بحسب ما ذكر المرصد السوري.

دبلوماسياً، توقع كل من رئيس وزراء قطر والأمين العام لجامعة الدول العربية حصول تقارب في المواقف بين الولايات المتحدة وروسيا إزاء الأزمة السورية، خلال محادثات تجرى بين البلدين حالياً في جنيف بمشاركة المبعوث الدولي الخاص إلى سورية الأخضر الإبراهيمي.

وقال الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي من الدوحة «معلوماتي أن الهدف من المحادثات هو البناء على ما جاء في البيان الختامي في اجتماع جنيف في 30 يونيو/ حزيران الماضي حول بدء مرحلة انتقالية وتشكيل حكومة لها صلاحيات كاملة».

وقال العربي إن «الهدف إعداد قرار يصدر عن مجلس الأمن»، مضيفاً «ما أن يصدر (القرار) ستكون رسالة واضحة للنظام بأن الحماية سقطت».

واعتبر العربي أن المعارضة السورية «يمكن أن تشكل بديلاً لتولي النظام في الوقت المناسب».

وقال «دخلنا في المراحل النهائية» للأزمة السورية.

وعبر رئيس وزراء قطر، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني من جهته لدى افتتاحه في الدوحة اجتماع اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالملف السوري عن الأمل في أن تتوصل «الاجتماعات التي تقوم في الوقت الحاضر بين الولايات المتحدة وروسيا إلى فهم مشترك لما يجري في سورية حتى يقوم مجلس الأمن بمسئولياته حسب ما تتطلبه الظروف».

كما عبر عن أمله في «الدخول في عملية انتقالية واضحة تضع حداً لحمام الدم في سورية». من جهة ثانية، غادر سفير رومانيا في سورية دمشق متوجهاً إلى بيروت بسبب «التدهور الكبير في الوضع الأمني» في العاصمة السورية، كما أعلنت وزارة الخارجية الرومانية الأحد.

في الجزائر، أعلن السفير السوري، نمير الغانم أمس أن المعلومات التي نشرتها بعض وسائل الإعلام العربية وشبكات اجتماعية عن انشقاقه وتوجهه إلى فرنسا «خاطئة تماماً».