علمُ بلادي أحمر اللون شديد الاحمرار، وأبيض اللون ناصع البياض، وهو ممزوج بماضي أجدادي وأجداد أجدادي، وهو مصدر طاقتي لحبّ وطني، فهو الرمز والهويّة المرسومة في أذهان كل بحريني.

من منّا لا يعرف لون علم بلاده؟ ومن منّا لا يقف عندما يرى العلم يرفرف؟ ومن منّا لا يفرح عندما يجد علمنا في بلدان أخرى؟ الجميع ينتمي إلى هذا العلم، والجميع وضعه أمامه في كل مظاهرة وتظاهرة وحديث وفعالية أُقيمت إبان الأحداث، فلماذا يا تُرى نضع العلم أمامنا؟

إنّه الحب والعشق لأرضنا العظيمة البحرين. إنّه المصدر الذي نقول فيه للبحرين: أنتِ أمّنا وأنتِ حبّنا ولك قلوبنا وأرواحنا، فهل هناك من يختلف على هذا الحب؟ وهل من رجل يقول لا أحب بلادي؟

هناك فئة لا تفرّق بين حب الوطن وبين المطالب والمصالحة، ولكنّنا نقف اليوم في عيد وطننا البحرين، ونقول اننا مخلصون وماضون على مسيرة الاصلاح والمطالبة بالحقوق، ومع شعبنا وقيادتنا نقف جنباً إلى جنب في هذه اللحظات الحاسمة من تاريخ البحرين، فنقرّر كيفية الخروج من المحنة بحوار أطلقه سمو ولي العهد الامير سلمان بن حمد آل خليفة وقبلت به جميع الأطراف.

لا نريد لأحد أن ينسى ما حدث في بلادنا، فالذي حدث سيخلق جيلاً أقوى من جيلنا نحن... جيل متجانس لا يعرف للهوية إلاّ «وطني البحرين»، جيل نتمنى منه و «نتعشّم» فيه أن يبتعد عن العنصرية والفئوية والطائفية، جيل واع بحقوقه وعالم بواجباته، جيل يصنع مستقبلاً مشرقاً للأجيال القادمة.

إنّ انطلاق الحوار بهويّته الجديدة الجدّية، التي يلاحظها أغلب الناس، ويناقشونها في بيوتهم ومجالسهم، دليل على تفهّم الجميع للمأساة التي نعيشها، وما هو إلاّ شاهدٌ على عظم الشرخ الذي حدث في بلادنا الغالية.

نحبّك يا «البحرين» في عيدك الوطني، وليس لنا وطنٌ سواكِ، سواءٌ سُحبَت جنسيّتنا أم لم تُسحب، فأنتِ محفورة بين أحشائنا منذ الولادة، وليس لنا وجهة إلاّ وجهتك، فهنيئا للقيادة وللشعب في عيدكِ هذه المحاولة «البارّة» من ولي عهدنا لكِ فقط.

اللهم احفظ البحرين وأهل البحرين، اللهم إننا نريد الصلاح والاصلاح، والتوافق والتعايش، ونحن الضعفاء وأنت القوي، وأنت العالم بحالنا، فلا تجعلنا جماعات بل وحّد قلوبنا لما فيه خير لوطننا ومهبط رأسنا، اللهم آمين. وجمعة مباركة.