تبحث أم منير ومعها ثلاث من أخواتها منذ قرابة العام عن بيت مناسب لها ولأسرتها، واعتقدت للوهلة الأولى أن مهمتها ستكون سهلة بسبب مشاركة 4 موظفات، هي وأخواتها، في تمويل الشراء.

وتقول أم منير، وهي من ساكني قرى المنطقة الشمالية، إنها بحثت مع الوكالات العقارية عن بيت مناسب بسعر 70 ألف دينار، وهي أقصى ما يمكن توفيره من الادخار والقروض، لكنها لم تجد بغيتها، وقد لا تجدها أبداً.

وأضافت: « قالوا لنا إن أقل سعر هو 100 ألف دينار أو أكثر، وأن الأسعار مستمرة في الارتفاع، والملاك متشبثون في الأسعار عالياً، والأمر أشبه بالغابة».

وتعبر أم منير عن نقمتها: «لماذا لا يقوم الملاك بتخفيض الأسعار قليلاً؟».

وتعد مشكلة الإسكان من أبرز المشكلات الاقتصادية السياسية التي تعاني منها البلاد مع تزايد الطلبات للحصول على السكن الاجتماعي مقابل ندرة المشروعات وارتفاع الأسعار ومحدودية الدخل.

وترمي أم منير بالكثير من اللوم على الملاك في التشبث بأسعار الأراضي: «قالوا لنا (مكاتب العقارات) إن الملاك لا يرغبون بتخفيض الأسعار، وهم قد يكونون غير مضطرين لذلك».

ويبدو أن الخيارات ضيقة أمام أم منير وأخواتها: «حتى لو بحثنا عن أرضٍ وقمنا ببنائها فإن أسعار الأراضي مرتفعة فالمشكلة هي نفسها». وتساءلت عن الجهة المسئولة عن مراقبة ما يجري: «ألا يوجد هناك من يهتم بهذا الموضوع؟ الكثير من الناس من أصحاب الدخل المحدود تحتاج لعقارات بأسعار معقولة، لكنها لا تجد، والمشكلة تستمر لسنوات».

وأضافت: «حين سألت أحد أصحاب مكاتب العقارات عن وضع سوق العقارات وعدم قدرة الناس على الشراء الآن، فماذا سيكون عليه المستقبل؟ إلا أن صاحب العقار فضّل الصمت».

ورأى عبدالجليل العصفور، وهو صاحب مكتب للعقارات، ويعمل في مجال التثمين العقاري، أن أسعار العقارات انخفضت كثيراً بعد الأزمة المالية العالمية التي ضربت العالم في 2008 كما لحقت السوق البحرينية تداعيات جرّاء أحداث العام 2011 الأمر الذي خفض من الأسعار كثيراً.

ويقول العصفور: «لنكن منصفين، ليس هناك مالك يريد البيع بخسارة أو مالك سيبيع بأقل من سعر السوق، السوق هي من تحدد الأسعار وليس الملاك».

ويشرح العصفور أن هناك أنواعاً من الملاك، فمنهم من لديه قروض عقارية أو استثمارية، وعليه عامل أكبر للبيع، وهناك ملاك يريدون البيع بأسعار السوق في الوقت الحالي، وتحريك الاستثمار لاحقاً من أجل تحقيق عوائد.

ويرى العصفور أن مشكلة أم منير هي مشكلة شخصية تتعلق بالميزانية أكثر من كونها مشكلة السوق «الواقع يتغير، والأسعار الآن ليست هي قبل عدة أعوام، وهذا أمر طبيعي».