صرح نائب الرئيس السوري فاروق الشرع إن الرئيس بشار الأسد يرغب في حسم الوضع عسكرياً في سورية قبل أي حوار، في حين اعتبر هو أن طرفي الأزمة غير قادرين على حسمها عسكرياً، ما يعكس اختلافاً في وجهات النظر بينه وبين الأسد إزاء هذه النقطة.
في غضون ذلك، كشف عن تفاصيل «خطة للخروج» من الازمة في سورية قدمتها طهران، الحليف الإقليمي الأبرز للنظام السوري، وتنص على وقف العنف وبدء الحوار.
على الأرض، يشهد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين نزوحاً واشتباكات غداة قصفه بالطيران الحربي للمرة الأولى، ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى التعبير عن قلق متزايد من «التصعيد الخطير» للنزاع.
وقال الشرع في حديث إلى صحيفة «الأخبار» اللبنانية المقربة من سورية وإيران نشر أمس الإثنين (17 ديسمبر/ كانون الأول 2012)، «ليس في إمكان كل المعارضات حسم المعركة عسكرياً، كما أن ما تقوم به قوات الأمن ووحدات الجيش لن يحقق حسماً»، داعياً إلى «تسوية تاريخية» تشمل الدول الإقليمية وأعضاء مجلس الأمن.
وتابع الشرع من دمشق أن «من اتيحت له فرصة لقاء السيد الرئيس سيسمع منه أن هذا صراع طويل، والمؤامرة كبيرة وأطرافها عديدون (...) وهو لا يخفي رغبته بحسم الأمور عسكرياً حتى تحقيق النصر النهائي وعندها يصبح الحوار السياسي ممكناً».
إلا أنه أضاف أن «كثيرين في الحزب والجبهة (الوطنية) والقوات المسلحة يعتقدون منذ بداية الأزمة وحتى الآن أن لا بديل عن الحل السياسي، ولا عودة إلى الوراء».
ويعكس موقف الشرع تبايناً في أعلى هرم القيادة السياسية بشأن مقاربة النزاع المستمر في البلاد منذ 21 شهراً.
ورغم تأكيد الرجل الثاني في النظام أن الأسد «يملك في يديه كل مقاليد الأمور في البلاد»، تحدث عن «آراء ووجهات نظر» داخل القيادة، لم تصل إلى حد «الحديث عن تيارات او عن خلافات عميقة»، على حد تعبيره.
واشار إلى أن رئيس الجمهورية «هو القائد العام للجيش والقوات المسلحة، وهو الذي يعين رئيس مجلس الوزراء ويقود الحزب الحاكم ويختار رئيس مجلس الشعب»، بينما تتولى إدارة شئون الدولة «مؤسسات تنفيذية وتشريعية وقضائية».
وأوضح أن المسئولين عن هذه المؤسسات يستندون إلى توجيهات الأسد في اتخاذ قرارات غير قابلة للنقاش، فهم «يعملون، أو يزعم بعضهم أنه يعمل، وفق التوجيه، وأحياناً يحسمون قرارهم عندما يشيرون بأصابعهم إلى الصورة المعلقة فوق مكاتبهم (العائدة للرئيس الأسد)، مما يعني أن التوجيه لا نقاش فيه».
ومن نيويورك، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، مارتن نيسيركي الأحد إن بان كي مون «قلق من استمرار التصعيد الخطير للعنف في سورية في الأيام الماضية»، واصفاً قصف مخيم اليرموك الذي تسبب بمقتل ثمانية أشخاص الأحد، بأنه «مصدر قلق كبير».
وشهد المخيم نزوحاً كثيفاً مع استمرار الاشتباكات في أحياء داخله بين مقاتلين معارضين ومسلحين من اللجان الشعبية التابعة للجبهة الشعببية لتحرير فلسطين-القيادة العامة الموالية للنظام السوري، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ونددت أطراف فلسطينية باستهداف المخيم، أبرزها الرئيس محمود عباس الذي أجرى اتصالات مع بان كي مون والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بهدف «تجنيب مخيماتنا وأهلنا في سورية الصراع الدائر هناك».
ودعت حركة «حماس» الى «وقف استهداف أبناء شعبنا وتجنيبه ما يجري في سورية». وتدعم الحركة الاحتجاجات المطالبة بسقوط النظام السوري بعد سنوات من تأييدها له واتخاذها من دمشق مقراً لها.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، جدد المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة أنور رجا الاثنين من دمشق تأكيد وقوف الجبهة الى جانب النظام السوري، وذلك بعد وقت قصير من مطالبة متحدث باسم الجبهة في رام الله الأسد بـ «الاعتذار» عن قصف مخيم اليرموك.
من جهته، رد وزير الخارجية السوري وليد المعلم على الأمين العام للأمم المتحدة الذي أشار إلى «تصعيد خطير» في النزاع في سورية بعد قصف بالطيران على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق.
جاء ذلك في وقت زار فيه وفد وزاري برئاسة رئيس الحكومة السوري وائل الحلقي مدينة حلب للاطلاع على الصعوبات التي تواجهها جراء المعارك الجارية فيها منذ يوليو/ تموز، بحسب ما أورد التلفزيون الرسمي السوري. وهي المرة الأولى التي يزور فيها وفد حكومي على هذا المستوى المدينة التي تشهد منذ خمسة أشهر معارك دامية.
العدد 3755 - الإثنين 17 ديسمبر 2012م الموافق 03 صفر 1434هـ