العدد 3755 - الإثنين 17 ديسمبر 2012م الموافق 03 صفر 1434هـ

دودة الألفية تعيش لملايين السنين

كشف العلماء عدداً من الأسرار التشريحية حول الكائن الحي الذي يطلق عليه اسم الدودة الألفية متعددة الأرجل «إلاكم بلينبيز» والتي تملك 750 قدماً، وعثر عليه للمرة الأولى منذ ثمانين عاماً، لكنه أعيد اكتشافه من جديد في كاليفورنيا.

فبالإضافة إلى العدد الضخم من أزواج الأرجل التي يملكها هذا الكائن؛ فإن الاكتشاف الجديد الذي عثر عليه العلماء، هو أنه يختلف عن الشائع بين الديدان متعددة الأرجل الأخرى في كونه يستطيع أن يحيا لملايين السنوات بخلاف الفصائل الجديدة الأخرى.

الدراسة نشرت في مجلة «زوو كيز»، وقال أستاذ علم التشريح من جامعة أريزونا وقائد فريق البحث الذي أعد الورقة البحثية باول ماريك: «إنه نوع من المخلوقات الأسطورية في عالم الديدان ألفية الأرجل».

وكان ماريك وشقيقه في العام 2005 اكتشفا نوعاً من المفصليات متعددة الأرجل الكامنة تحت الصخور بجبال كاليفورنيا، وحتى وقت اكتشافها لم تكن مخلوقات «إلاكم بلينبيز» سبق مشاهدتها منذ العام 1926.

وقتها نشرت الورقة البحثية التي رصدت إعادة الاكتشاف ووصفت الصورة الحيوية الكاملة للمخلوق في مجلة الطبيعة «نيتشر»، لكن البحث الجديد نظر إلى الصفة التشريحية للمخلوق بالكثير من التفاصيل الأخرى.

وعلى رغم الاسم؛ فإن معظم الديدان الألفية لا تصل أعداد أرجلها إلى الألف، ومعظم الفصائل التي تعود إلى نظام «بوليدزميدا» الشائع وهي الديدان الألفية الأكبر حجماً لايزيد عدد أقدامها على 62.

ولكن ماريك أكد أن «إلاكم بلينبيز» تحمل معدلات قياسية بالنسبة إلى المخلوقات متعددة الأرجل، حيث تحمل الإناث أكثر من 750 قدماً في حين يقل عدد أقدام الذكور إلى أكثر من 562 قدماً.

وقال ماريك شارحاً: «يبدو أن هذه الأرجل تساعدها في أسلوب حياتها تحت الأرض، فهي تعيش تحت الأرض على عمق يتراوح بين 10 و 15 سم (4 إلى 6 بوصات) من سطح التربة، وهو العمق الذي عثرنا عليهم فيه تحت التربة الصخرية، واعتماداً على وظيفية الشكل الخارجي للفصائل القريبة منه، فإن هذه الأرجل تساعده على الدخول إلى الجحر تحت الأرض والتعلق بالصخور الضخمة».

وأكدت الاختبارات الأخيرة التي أجريت لهذا الكائن الحي أنه يمتلك بعض الملامح شديدة القدم.

فمعظم الديدان الألفية تأكل أوراق الشجر وتدمر الغطاء النباتي بسبب أجزاء الطحن في أفواهها، ولكن العلماء اكتشفوا أنه لديه صفات تشريحية أكثر بدائية، لأن فكوكه متصلة برأسه، كما أن ماريك يعتقد أنها بدائية وأنها تتعلق على النباتات والأنسجة الفطرية وتتغذى عليها.

كما أن جسمه يبدو أكثر تشابهاً مع الديدان الألفية القديمة جدّاً عن الأنواع الأخرى الموجودة حديثاً، ويؤكد ماريك أنه منذ ملايين السنين كانت الكائنات الشبيهة بـ «إلاكم بلينبيز» واسعة الانتشار، لكنها الآن واحدة من الأعداد القليلة الباقية منها.

ويقول شارحاً: «إنها فصائل معمرة، كما أن أنسابها تعود إلى جنوب إفريقيا، ولا توجد صلة لهذه الفصيلة في منطقة أميركا الشمالية، كما أن صفاتها التشريحية تحتفظ بعدد من الخصائص البدائية».

ويمتلك هذا المخلوق أيضاً عدداً من الملامح غير المعتادة، مثل الجسد المغطى ببصيلات شعر تفرز الحرير، ويعتقد أنه شديد الندرة، ويوجد فقط في منطقة صغيرة للغاية بالقرب من سان فرانسيسكو.

ويقول ماريك: «بناء على بحثنا يبدو أن هذا الكائن الحي يتواجد في ثلاثة مواقع يبعد كل واحد عن الآخر 4.5 كم (3 أميال)، ويبدو أن العوامل الجغرافية والمدنية تؤثر عليه».

واعترف ماريك بأنه متحمس شخصيا للديدان الألفية، مؤكداً أن إعادة اكتشاف هذا الكائن الذي يحطم المعدلات القياسية هي خبرة مذهلة، لكنها قد تكون مرعبة بالنسبة إلى شخص لم يكتشف بعد وجود كائنات متعددة الأرجل.

العدد 3755 - الإثنين 17 ديسمبر 2012م الموافق 03 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً