العدد 3760 - السبت 22 ديسمبر 2012م الموافق 08 صفر 1434هـ

فصبرٌ جميل!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

فصبرٌ جميل والله المستعان... كلمات نسمعها دائماً، ونردّدها في حديثنا أمام الأزمات، وهي لا تأتي عبثاً، وإنّما يقيناً منّا بأنّ رب العالمين هو المعين، وهو مفرّج الهم، وهو الذي يقضي الحاجات، حاجات قلوبنا المهمومة وحاجات جيوبنا الفاضية!

عندما يتحدّث البعض عن مصائبه، فإنّ مصائبنا تهون علينا، وعندما يبكي البعض عن غرقه في أحزانه، فإنّنا ندعو الله له بالفرج، ونسعد من عدم وجود هذه الهموم في جعبتنا. وما هي إلاّ أوقات يظن فيها العبد ظنونه الحميدة في ربّه، فيستجيب الرب ويفتح له الأبواب، فهو القائل سبحانه وتعالى: «ادعوني استجب لكم» (غافر:60).

هناك من ينسى أنّ رب السماء عالِمٌ ومطّلعٌ على شئون عباده، وهناك من يتناسى رفع اليد للدعاء. والدعاء سلاح ذو حدّين، فقد يستجيب الرب لنا في لحظات، وقد تطول الاستجابة إلى عدّة سنوات، ولكن في النهاية ما يذهب يأتي ولو بعد حين.

وللأسف، بعض البشر يستعجل عدالة الرب، ويريدها في اللحظة، ولا يعلم ما الخير من وراء الصبر، هذا الصبر الذي لا يتحمّله إلا الأقوياء، أولئك الذين بشّرهم رب العباد بالجنّة، وهم الذين يصبرون ويتحمّلون الأذى، ولا يردّون على الإساءة والسيئة إلا بالحسنة وأفضل منها.

من الصعب على النفس عدم الرد على إساءة أحدهم، ومن السهل جداً جرح النّاس بكلام غير لائق، ولكن من هو ذاك الذي يستطيع رد الإساءة بأحسن منها، كالعود لا يزيده الإحراق إلاّ طيباً.

لا نعتقد بأنّنا مثل هؤلاء الذين يصبرون، ولكنّنا نتمنى أن نكون مثلهم في الأزمات وعند الشدائد، فالدنيا ليست سهلةً، بل تحتاج إلى صبر طويل وخبرات كثيرة حتى نعيش ونتعايش.

مَن منّا لم تشتد عليه المحن؟ ومن منّا لم يبكِ في يومٍ من الأيام؟ إننا نحزن لنعرف قيمة الفرح، ونبكي لنعرف قيمة الضحك والابتسام، وقد حبانا الله بهذه الأمور لنتعلّم كل يومٍ حكمةً في حياتنا، فنخرج منها أقوى وأشد وأفضل.

ننصح بعض النّاس بالرجوع إلى مولاهم في أزماتهم وفي أتراحهم، فهو العالم بسرائر القلوب، وهو الشافي من كل محنة وألم وحزن يدخل القلوب وينخرها.

وهو سبحانه العالم بما نريده وما نطمح له، فهل نرجع إلى الله خالقنا في حياتنا؟ نتمنّى ذلك.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3760 - السبت 22 ديسمبر 2012م الموافق 08 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 8:18 ص

      أم البنات

      الحمد لله على كل شي ولنصبر على هذا الإبتلاء كما صبر النبي أيوب على مرضه ولنقل دائما حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

    • زائر 15 | 5:40 ص

      ننصح بعض النّاس بالرجوع إلى مولاهم في أزماتهم وفي أتراحهم، فهو العالم بسرائر القلوب، وهو الشافي من كل محنة وألم وحزن يدخل القلوب وينخرها.

      وأنا أنصح من يهمه الأمر: يقول عز وجل (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) صدق الله العلي العظيم. والقلب السليم هو الذي سلم من الغل والحقد والحسد والشح والكبر وحب الدنيا والرئاسة. فأرجوا من كل مسئول عما حدث في بلادنا واوصلنا إلى هذه الحالة أن يتدبر في معاني هذه الاية يفكر في لقاء ربه في أية لحظة . وعندما يتوسد الوسادة وقبل أن يهجع لنومه يفكر قليلاً في أنين كل أم فقدت ولدها وكل إبن فقد أباه وكل مفصول فقد رزقه ورزق عياله عسى ان يصلح قلبه قبل فوات الاوان.

    • زائر 14 | 2:05 ص

      ..الصبر,,

      كنت أقرا كلماتك وعيناي تفيضان من الدموع بعد كل الظلم الذي نعيشه في هذا البلد
      وكان احدهم يهدأني بذكر الله ..
      ان الله مع الصابرين
      اجركم الله يا شعبي..
      آحركم الله يا امة محمد ..

    • زائر 11 | 1:22 ص

      خبز و ماي ..

      #احد الاصدقاء دائما يطرح هذا السؤال "متى راح تفرج" أي الوضع السياسي بالبلد .. ارد عليه و أقول علينا بالصبر و الثقة بالله .. و علينا الدعاء و مواصلة الحراك الشعبي و حتى لو لم تفرج بحياتنا على الاقل اولادنا و احفادنا "يعيشون مثل الناس"..

    • زائر 10 | 12:48 ص

      وكذلك (حسبنا الله ونعم الوكيل)

      مرّ فرعون وجنوده على عجوز فعبثوا بعشة تلك العجوز فرفعت يدها الى ربها تناجيه (اين انت يا رب هل انت غافل) مضت السنين وبعد18 سنة كانت هذه العجوز تمشي على ساحل البحر فجاءها هاتف يقول لها لسنا بغافلين ولم تعرف مصدر ثم عادت الى المسير فأتاها الهاتف مرة اخرى لسنا بغافلين واذا بها ترى جثة فرعون
      ملقاة على الشاطيء فعلمت ان الله استجاب لها ولكن الحكم تقتضي ان تكون الاجابة مؤجلة. قال الامام علي ع ما المسافة بين السماء والارض فاجاب (هي دعوة المظلوم) وطبعا كلنا يعرف الامهال لا يعني الاهمال

    • زائر 9 | 12:47 ص

      بارك الله فيك

      بارك الله فيك وعساك على القوة انشاء الله

    • زائر 8 | 12:41 ص

      الفرج

      الفرج من الله ولاكن الظلم ظلمات يوم القيامه الوطن انظلم من أهله من ناس ماتخاف الله

    • زائر 6 | 12:30 ص

      زوار الفجر ( كل الحجي ما يرفونه )

      زوار الفجر ( كل الحجي ما يرفونه ) يقتحمون عليك البيت ويبهدلوا حياة من فيه وكأنهم داخلين على عدوا وليس مواطن بسيط مع عائلة بسيطة في منزل بسيط لا يتحمل بابه الهواء فكيف اذا اقتحموه تكاد تتصور بأن البيت قد وقع من قعقعتهم واثارة الرعب للمساكين من اهل القرى الذين ليس لهم سوى الله معين وناصر ( فكل ما قلتيه عزيزتنا مريم ) لا يعرفه اولئك .

    • زائر 5 | 12:17 ص

      مصار حادث

      مصار حادث الباص تشالنجر إلي ماتو فيه العلماء

    • زائر 12 زائر 5 | 1:36 ص

      شقاعد تقول انت

      شقاعد تخربط

    • زائر 4 | 12:08 ص

      البلاء محفوف بالنعم

      لله الحمد رغم البلاء ابتسم فانا ام لمعتقل محكوم ومصاب وزوجة مفصول والمرض ينخر جسمي ولكني على ثقه بالله وصابره بانه امتحان ويجب ان انجح فيه واعلم انه خير لي لعلمك بعاقبة الامور ولكني ادعوا الله بالفرج لانه تكفير ذنوب و واحمد لله

    • زائر 13 زائر 4 | 1:50 ص

      كله في ميزان حسناتك يااختي

      فلتكن السيده زينب عليها السلام قدوه لنا في الصبر وطول البال

    • زائر 3 | 11:51 م

      ضاقت ولما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت اظنها لن تفرج

      ماضاع حق ورائه مطالب صبراصبرا ان الفرج قريب ان شاء الله
      نثق بالله ونثق بقدرته وجبروته ونثق بانه هو صاحب الكلمه الاولى وليس غيره من البشر

    • زائر 2 | 11:46 م

      وبشر الصابرين

      لا أعتقد أن شعبا صبر وصبر مثل صبر أيوب عليه السلام مثل شعب البحرين ، حتى يتنذر البعض بأنه شعب لن يحاسب في الأخرة وسيدخل الجنة مباشرة دون حساب مكافأة على صبره وتحمله الضيم والفقر وهو في بلد يعد غنيا. لو قارنت شعب البحرين وبقية الشعوب فيما تتعرض له من بلاوي لرأيت أن شعب البحرين سيكون في المرتبة الأولى من الصبر. إن الله مع الصابرين ، وبشر الصابرين .

    • زائر 1 | 9:49 م

      كل تأخيرة فيها خيرة

      من دعاء الافتتاح (فَاِنْ اَبْطأَ عَنّي عَتَبْتُ بِجَهْلي عَلَيْكَ ، وَ لَعَلَّ الَّذي اَبْطأَ عَنّي هُوَ خَيْرٌ لي لِعِلْمِكَ بِعاقِبَةِ الاُْمُورِ ، فَلَمْ اَرَ مَوْلاً كَريماً اَصْبَرَ عَلى عَبْد لَئيم مِنْكَ عَلَيَّ يا رَبِّ )

اقرأ ايضاً