العدد 3766 - الجمعة 28 ديسمبر 2012م الموافق 14 صفر 1434هـ

الأنصاري: التكوين الفكري والدولة المدنية

استحوذت ورقتان قدمتا في الملتقى الفكري حول المفكر محمد جابر الأنصاري على الاهتمام الخاص نظراً لعمق أطروحتيهما، الأولى قدمها المحاضر باقر النجار تحت عنوان: «محمد حابر الأنصاري: مفكراً عربياً من البحرين.. سياقات التكوين الفكري»، والثانية حاضر فيها محمد نعمان جلال تحت عنوان: «محمد جابر الأنصاري ومفهوم الدولة المدنية».

السياقات والمحطات في حياة الأنصاري كانت جزءاً مما طرحه النجار، حيث عبّر عن اعتقاده أن الشخصية الفكرية للأنصاري هي فهمه وتفسيره للأحداث والمواقف المحيطة، والتي لم تكن، إلا وليدة تلك السياقات والمحطات التي مر بها أو تلك التي توقف عندها، والجماعات التي تشابك (تعامل) معها والأحداث التي مر بها، فمرحلة النشأة الأولى في حياته من مدينة المحرق مروراً ببيروت وبريطانيا وباريس، قد طبعت بصماتها على نمط حياته وعلى نتاجه الفكري وعلى مواقفه ودعواته السياسية واتجاهاته الاجتماعية والثقافية، وهي مواقف ودعوات تمثلت في اتجاهاته من الأحداث التي حوله وفي علاقاته بالقوى الاجتماعية والسياسية المختلفة وتلك الفاعلة والمؤثرة في المجتمع.

فهم الحاضر العربي

وزاد قوله إن الأنصاري نشأ وترعرع في مرحلة تاريخية مهمة من تاريخ العرب المعاصر، فالمنطقة العربية - ومنذ سقوط الدولة العثمانية بعيد الحرب العالمية الثانية - لم تعرف أي شكل من أشكال الاستقرار السياسي، فانتقلت من تحالف مع الغرب إلى تحالفات كانت بعضها معادياً للغرب، و من دخول أطراف فيها في حروب مع إسرائيل إلى تحالف أطراف أخرى معها، ومن أشكال لتحالفات مع دول أقليمية ضد بعضها البعض إلى أشكال من الصراع على الدولة تأخذ أحياناً منحاً سياسياً أو بعداً أثنياً، اشتدت وتيرته خلال العقود الثلاثة أو الأربعة الأخيرة بل أن هذه الوتيرة قد اشتدت مع البروز القوي لجماعات وقوى الإسلام السياسي وصراعها على الحكم و مع الغرب في المنطقة العربية والعالم الإسلامي. وهي صراعات قد شكلت أو باتت تشكل دون شك حاضر ومستقبل المنطقة العربية. من هنا جاءت كتابات الأنصاري لتصب في محاولة فهم الحاضر العربي بمختلف أشكالاته التاريخية والسياسية، من أجل المساهمة في بناء مستقبل أفضل (للأمة العربية) يتيح للعرب حضوراً أكثر فاعلية وأكثر أبداعاً.

العدد 3766 - الجمعة 28 ديسمبر 2012م الموافق 14 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً