العدد 3771 - الأربعاء 02 يناير 2013م الموافق 19 صفر 1434هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

«الصحة» تتجاهل تصليح خط المواعيد المعطل في «مركز البديع» منذ 4 شهور

بدأت المشكلة منذ أربعة شهور، حينما تعطل أحد خطي الهاتف المخصصين لحجز المواعيد في مركز البديع الصحي، ما أسهم في صعوبة قدرة المراجعين والمرضى على الاتصال لحجز مواعيدهم الدورية، فبعد أن كان المركز يخصص خطين لحجز المواعيد، تعطل أحدهما بسبب خلل فني كما تدعي وزارة الصحة والتي أفاد المسئولون في المركز بأنهم رفعوا خطابا لها وأبلغوها بالمشكلة منذ حدوثها، في الوقت الذي لم تحرك الوزارة ساكنا حتى الآن.

نحن مراجعون ومرضى وأهل مرضى، نحتاج لحجز مواعيد دورية لمراجعة المركز للعلاج، وتعطل الخط الأول والضغط على الخط الثاني يسبب تأخر حجوزاتنا بشكل دائم وبالتالي يؤخر حصولنا على العلاج، وبتنا مجبرين على الاستئذان من أعمالنا وقصد المركز لحجز مواعيدنا بأنفسنا عوضا عن الاعتماد على الهاتف، الأمر الذي يصعب علينا في كثير من الأحيان كما أننا في أحيان أخرى نضطر إلى عدم حجز الموعد بالذهاب للمركز نظرا لعدم قدرتنا على الاستئذان في كل مرة من العمل ورفض مسئولينا ذلك.

ومن هذا المنطلق نناشد وزارة الصحة حل هذه المشكلة البسيطة لضمان حصول المواطنين على العلاج وحفظ سلامتهم.

(الاسم والعنوان لدى المحرر)


ذكرى الأربعين...

الإمام الحسين (ع) صوت الحق ولحن الخلود

قُم جدد الحزنَ في العشرين من صفر

ففيه رُدت رؤوس الآل للحفرِ

السيدهاشم الستري (الصيّاح)

إنَّ هذه القصيدة واحدة من دُرر الشعر وعيونه في مجال الرثاء وبالأخص في مناسبة ذكرى أربعين الإمام الحسين (ع).

إنها دعوة من الشاعر لتجديد الحزن على الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه الأطهار، هذا الحزن الممزوج بالدموع الذي بدأ من رسول الله (ص) عندما علم بما يجري على الإمام الحسين (ع) منذ ولادته، هذا الحزن الذي تصاعد بعد استشهاد الإمام الحسين (ع) سنة 61هـ، ليمتد حتى يومنا هذا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، هذا الحزن وهذه الدموع يفجران الطاقات ويزيلان عن النفس أدران الضعف والذل والهوان، إن هذا الحزن الممزوج بالدموع التي تسيل على مصاب أبي الأحرار يُمثل تياراً قدسياً يأخذ بأيدينا إلى السمو الروحي والنفسي وينقي قلوبنا من أدران الحقد والكراهية، إنَّ هذه الدموع تجعل صاحبها شديد الحساسية والرفض لكل صور الظلم والجور والعدوان في كل زمان ومكان.

إنَّ هذه الدموع شكلت شلالات تكنس في طريقها جيف الظلمة والطغاة والمستكبرين عبر الزمان.

- الدَور الإعلامي لقافلة النور في ثورة الإمام الحسين (ع):

إنَّ ثورة الإمام الحسين (ع) حلقت بجناحين، الجناح الأول دماء الشهداء التي سالت على أرض كربلاء والجناح الثاني هو الدور الإعلامي الذي قامت به قافلة النور قافلة السبي الحسيني.

قافلة أبناء الرسول (ص) بقيادة الإمام السجاد (ع) والسيدة زينب (ع) لقد كان الإمام الحسين (ع) مدركاً تمام الإدراك للدور الإعلامي الذي سوف تضطلع به العائلة، ومن هنا كان رده قاطعاً وحاسماً على كل من ناقشه في موضوع اصطحاب النساء والأطفال بقوله: «شاء الله أن يراهن سبايا على ظهور المطايا»، فلو أن الإمام الحسين (ع) خرج لوحده ثم قتل وقطعت أوصاله عسلان الفلوات عندها لن يكون لثورته المباركة هذا الزخم وهذا التوهج وهذا الأثر، ولضاع دمه (ع) ودماء أهل بيته وأصحابه الكرام وسط تلفيقات التواريخ المزيفة والروايات الملفقة.

لقد كانت العائلة المباركة شاهد عيان على واقعة الطف رَوَت ووثقت كل تفاصيلها وفظاعاتها التي واجهتهم بها السلطة الأموية الغاشمة كما روت كل المواقف البطولية للإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه الأطهار مع قلة العدد وفقدان الناصر.

إن هذه القافلة كانت تمثل دور المراسلين تروي كل ذلك في كل موقع وموقف تمر به وكانت هناك مواقف مفصلية كان دورها أبرز ومن تلك المواقف؛ خطبة الإمام السجاد (ع) والسيدة زينب (ع) بمجلس عبيد الله بن زياد في الكوفة وخطبتاهما في مجلس يزيد بدمشق، هذه الخطب التي حفظها التاريخ وأحدثت زلزالاً في عاصمة الأمويين.

وكان واقع حال السبي الهاشمي يمثل أكبر حافز ودافع للنقمة والثورة على الحكم الأموي من قبل المسلمين، فها هم يرون الحالة المزرية التي كانت عليها السبايا من النساء والأطفال مربوطين بالحبال والإمام السجاد (ع) بيديه الأغلال وفي عنقه الجامعة وهم يركبون جمالاً عُجفاً بلا غطاء ولا وطاء قد لوحت الشمس وجوههم وغيرت ألوانهم، وكان أمر يزيد أن يسلكوا بهم أطول الطرق إمعاناً في التعذيب والإذلال، إلا أن السحر انقلب على الساحر وبان كذب الإعلام الأموي وبانت الحقيقة وعرف الناس أن هؤلاء من أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة وليسوا خوارج على الأمير، لقد بدت مظاهر الاستنكار والشجب لسلوك السلطة وأخذ الناس يسألون أنفسهم أهكذا يُفعل بذرية رسول الله (ص)؟! أهذا هو أجر الرسالة؟! أهكذا يتم تطبيق الآية المباركة «قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى».

إن كل منطقة مر بها الركب الحسيني تجد مسجداً أو مقاماً، وقمة التحدي الإلهي للنظام الأموي أن يقام مزار للسيدة زينب (ع) قرب دمشق عاصمة الأمويين، يؤمه الملايين وهي التي دخلتها أسيرة، وأن يقام للطفلة رقية مقامٌ قرب قصر يزيد يقصده الزوار من كل حدب وصوب وأما يزيد فلا قبر له ولا أثر.

ويعود الركب من دمشق بعد أربعين يوماً من السبي قاصداً أرض كربلاء وأبصار النساء والأطفال شاخصة نحو هذه البقعة المباركة وتنظر السيدة زينب (ع) مدققة النظر لترى قبر الإمام الحسين (ع) فتسيل دموعها على خديها كما يصور الحالة شاعر أهل البيت المرحوم ملا علي بن فايز المتوفى 1904هـ إذ يقول:

قبر الشهيد ابن أمي بانت لنا أنواره

قبر عسى يا الوالي ما تنقطع زواره

وها هي دعوة السيدة زينب (ع) تصل إلى السماء وها هو الصحابي الجليل جابر بن عبدالله الأنصاري يفتتح هذه الزيارة ليصل إلى أرض كربلاء مع صاحبه عطية العوفي وغلام لجابر قبل وصول الركب الهاشمي ليكون بذلك أول من شد الرحال لزيارة أبي عبدالله الحسين (ع) وليلقم حجراً كل من يدعي عدم جواز شد الرحال وزيارة قبور الأئمة والأولياء، إنه جابر وما أدراك مَنْ جابر.

وتنهي العائلة المباركة مراسيم الزيارة لتعود القافلة إلى أرض المدينة حيث اللقاء الحاشد ليجتمع الناس حولهم بعد أن دخل بشر بن حذلم لينعى الإمام الحسين(ع) بقوله:

يا أهل يثرب لا مقام لكم بها

قتل الحسين فأدمعي مدرارُ

الجسم منه بكربلاء مضرج

والرأس منه على القناة يدار

وتتحرك المدينة لتثور على الحكم الأموي وتتابع الحركات والثورات لتنتقل إلى مكة حيث ثورة ابن الزبير ثم ثورة التوابين والمختار في الكوفة حتى سقوط حكم يزيد بعد ثلاث سنوات لينتهي أثره ويزول ذكره إلا من مكرمات ثلاث سطرها له التاريخ بأحرف من نور، الأولى قتل الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه وسبي نسائه وأطفاله، والثانية استباحة مدينة الرسول والتنكيل بأهلها والثالثة هدم الكعبة المشرفة قبلة المسلمين!

كل ذلك بفضل ثورة الإمام الحسين (ع) الذي لم يترك لابن حرة من عذر في السكوت على الظلم، لقد أريد لهذه الأمة أن تكون قطيعاً من الأغنام تساق بالعصا فلا تعصي وتقدم للذبح فلا يحق لها أن تئن ولا تبكي فبفضل هذه الثورة المباركة خرج المارد من القمقم وانتفضت الأمة من عقالها وظهر من يقول للظالم كلمة (لا) بملء الفم، وبقيت قضية الإمام الحسين (ع) غضة طرية كأنها حدثت اليوم، تتوقد حرارتها في قلوب المؤمنين وها هو نعي الإمام الحسين (ع) وذكره يعم الكرة الأرضية بجميع قاراتها ويدخل كل بيت في هذه المعمورة كما يجسد ذلك الشاعر العظيم المرحوم السيد حيدر الحلي المتوفى 1882م في قصيدته الرائعة:

أناعي قتلى الطف لازلت ناعياً

تُهيجُ على طول الليالي البواكيا

أعد ذكرهم في كربلا إنَّ ذكرهم

طوى جزعاً طي السجل فؤاديا

ملاحظة: لهذه القصيدة قصة يذكرها صاب كتاب «أعيان الشيعة»

وها هي الملايين من داخل العراق وخارجه تزحف ميممة شطر مرقده الطاهر متحدية كل وسائل الإرهاب لتجدد العهد على السير على خطاه معلنة تصميمها على رفع الراية التي رفعها بأرض كربلاء راية الشرف والإباء ولتشم عند مرقده الطاهر نسيم العزة والكرامة.

كما يجسد ذلك الشاعر العملاق المرحوم محمد مهدي الجواهري المتوفى 1997م في عينيته الرائعة:

تَعاليت من مُفزعٍ للحتو

وبورك قبرك من مَفْزَعِ

تلوذُ الدهورُ فمن سُجْدٍ

على جانبيهِ ومن رُكَّعِ

شَممتُ ثراكَ فهبَ النسيم

نسيمُ الكرامةِ من بَلْقَعِ

ويبقى الإمام الحسين (ع) عالمي الهوية وتبقى ثورته شمساً لا تغيب ويبقى اسمه وساماً على صدر الزمان فهنيئا لمن جاء يوم القيامة والإمام الحسين (ع) شفيعه وتعساً لمن جاء يوم الحساب والإمام الحسين (ع) خصيمه.

إبراهيم حسن إبراهيم (أبوصادق)


لذكرى الأربعين

تحرّج على قافية المجد واستجد عطاءً

طأطئ هامك وأمش الهوينة

وأخلع نعليك إذا ما وطأت وادياً فيه القداسة مُتربة

فها هنا سعت أوداج مهبرة

بين توراة موسى وإنجيل عيسى

رويداً إذا طلت وحطّ رحالك بِنُزل قرآن طه

تنفس نسيم الكبرياء مهللاً (مكبراً)

أمقام إبراهيم هنا أم قربان أحمد

صَرحٌ على أعتابه تلت ملائكة

آيات تبجيلٍ وذكر متجدد

وأي ورد احتضن المنون إباءه

مُزلزل الثقلين عزة عصماء

تيمم الخلود بإكليل تُربه

فتوج وسامه علياء

وقد أنبلج فجر المتهجدين شجا بعد طول أسحار

وانقشعت ظلامة المستضعفين بهد إعصار

وأينعت للطف جنان خالدات بدم زاك

متيمم قد أفرغ الله عليه كماله

ففدى للطالبين طريقا معبدا

وهل سجر بريق الأحرار إلا الحسين

نهاية الحواج

العدد 3771 - الأربعاء 02 يناير 2013م الموافق 19 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً