العدد 3773 - الجمعة 04 يناير 2013م الموافق 21 صفر 1434هـ

القطان: يجب الاستعداد للموت الفجأة بالتوبة والاستغفار والعمل الصالح

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، إن الاستعداد للموت الفجأة يجب أن يكون بالتوبة والاستغفار والعمل الصالح، مشيراً إلى أن على العبد «مجانبة الموبقات وسائر المحرمات، وأن يكتب وصيته لبيان ما له على الناس، وما للناس عليه، وكتابة الوصية لا تقرّب الأجل، كما أن عدم كتابتها لا تبعده».

وذكر القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (4 يناير/ كانون الثاني 2013) أن «من علامات الساعة الصغرى كثرة موت الفجأة، وموت الفجأة موجود من قديم الزمان ولكن ظهوره وانتشاره في الأزمان المتأخرة أكثر منه في الزمان المتقدم، وفي زمننا هذا يكثر موت الفجأة بالسكتات القلبية، أو الجلطات الدماغية، أو الذبحة الصدرية، أو ارتفاع ضغط الدم أو السكر أو انخفاضهما،أو بالحوادث المختلفة، ترى الإنسان الشديد المعافى الذي لا يشكو بأساً فيصرع فجأة بأحد هذه الأعراض، أو ينام فتكون نومته الكبرى، ومع هذه الكثرة من الأموات على هذه الكيفية إلا أن جملة منا في غفلة، وكأن ما أتى غيرنا لا يأتينا ولا يقرب من دارنا».

وتساءل: «كيف نجرأ على الله فنرتكب معاصيه، وأرواحنا بيده؟ وكيف نستغفل رقابته، والموت بأمره يأتي فجأة؟ أما سأل أحدنا نفسه: لماذا لا يستطيع أحد أن يعلم متى سيموت؟ إنها حكمة بالغة، ليبقى المؤمن طوال حياته مترقباً وداع الدنيا، مستعداً للقاء ربه».

وأضاف: «إنه من الخطير حقاً أن نتأفف من ذكر الموت وأسبابه، نراعي في ذلك مشاعرنا، ونلهث ونجري خلف الفرحة بهذه الدنيا»، مبيناً أن «ذكر الموت يعين، بعد الله تعالى، على فعل الطاعات والاستزادة من المعروف والخير، ويزهّد في الدنيا وزهرتها، ويكشف لك غرورها وزوال متعها، ويهو ن عليك فوات نعيمها، لتفكر في نعيم الآخرة المقيم، فتجتهد في العبادة، وتعمل لتلك الساعة».

وأوضح أن «موت الفجأة لا يخرج عن قدر الله تعالى وتدبيره، ومعلوم أن الدعاء يرد القدر».

ودعا إلى أن «يتقي العبد ظلم الناس، والتعدي عليهم، وبخسهم حقوقهم، فكم من مظلوم دعا على ظالم في ماله وولده، فاستجيب له ففقد الظالم ماله، ومات أولاده أمامه».

وقال القطان: «كم سعى الإنسان ويجهد في هذه الحياة الدنيا، قد ملأ قلبه بالطموحات، وغره طول الأمل، وغفل عن كثرة العلل، فانطلق كالسهم يركض خلف مبتغاه، يعرق ليجمع، ويجمع لينفق أو ليبخل، قد أطغاه حب الجاه، وأرهقه التطلع للمنصب، وأشغله هم الأولاد، وقصم ظهره اللهث وراء الأموال، فيفلح حيناً، ويعثر حيناً آخر، وينهض مرة أخرى لا يبالي بتعب ولا يفكر في جهد، فقط أن يصل إلى ما وصل إليه غيره، بل يزيد على ذلك ما استطاع إلى ذلك سبيلاً».

وأضاف: «كم للدنيا من فتن مغرية، تأخذ بلب المرء وقلبه، وتهد من جسده وقوته، يظن أنه سيبلغ غايته، وينال مبتغاه، وفي لحظة من اللحظات لم يحسب لها حساباً، قد انغمس في عمله، يدقق حساباته الدنيوية غافلاً عن حساب الآخرة الشديد، وفي لحظة من اللحظات وهو في غمرة السعادة بين أهله وذويه وأولاده، أو بين أصحابه وأحبابه، وفي لحظة من اللحظات يعيش نشوة الأموال، وكثرة الأولاد، واستقرار الصحة والجسد، في تلك اللحظة التي يبصر بها من حوله، ويسمع من يحدثه، ويحدث من يسمعه، ويحرك فيها جسده، لا مرضاً يشكو، ولا علة يعالج، ولا طبيباً يزور، قوة في جسمه تركب فوق قوة، ونشاطاً في عقله تختصم فيه الأفكار بالأفكار، لحظة رهيبة، ومفاجأة غريبة، فيها توقف كل شيء، ماذا جرى للجسم الصحيح؟ ماذا حصل للعقل المدبر؟ ماذا وقع لصاحب الأموال والمنصب والجاه؟ ما هذه الصفرة التي سرت في جسده؟ أين ذهبت نضرة هذا الجسم المترف؟».

العدد 3773 - الجمعة 04 يناير 2013م الموافق 21 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 7:39 ص

      زائر 4

      جزتك الله خيرا ويارب يحسن ختامنا

    • زائر 3 | 6:41 ص

      ودعا إلى أن «يتقي العبد ظلم الناس، والتعدي عليهم، وبخسهم حقوقهم، فكم من مظلوم دعا على ظالم في ماله وولده، فاستجيب له ففقد الظالم ماله، ومات أولاده أمامه

      لذلك يا فضيلة الشيخ :يجب عليكم قول الحق .. ولو على أنفسكم (وقل الحق ولو كان مراً) .. حيثُ أنكم يا فضيلة الشيخ ومع الأسف الشديد لم تكونوا في معظم خطبكم محايدين وخصوصاً في ما يحدث من انتهاكات لكرامة الإنسان وشرفه لفئة من المواطنين .. واخر مثال على ذلك (فيديوا الصفعة ) الذي انتشر في العالم وتكلم عنه العالم وأنتم لم تسمعوا عنه. وشكراً لك يا فضيلة الشيخ.

    • زائر 2 | 11:28 م

      لو فكّر الانسان في آخرته لما ظلم ولما وشى وقطع رزق زميله ولما رقص على جراخه ولما خوّن وشهر وإتهم زوراً بالارهاب..

      وتساءل إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان: «كيف نجرأ على الله فنرتكب معاصيه، وأرواحنا بيده؟ وكيف نستغفل رقابته، والموت بأمره يأتي فجأة؟ أما سأل أحدنا نفسه: لماذا لا يستطيع أحد أن يعلم متى سيموت؟ إنها حكمة بالغة، ليبقى المؤمن طوال حياته مترقباً وداع الدنيا، مستعداً للقاء ربه» ..

اقرأ ايضاً