العدد 3773 - الجمعة 04 يناير 2013م الموافق 21 صفر 1434هـ

تلويص

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

«تلويص» كلمة في اللغة الدارجة، وتعني عدم قيام الإنسان بعمله كما يجب، أو قيامه بعمل لذر الرماد في العيون أو «تمشية شغل»، وهذا ما تجري عليه الكثير من الأمور في وطننا الحبيب البحرين، خصوصاً من قبل جهات رسمية ومؤسسات حكومية.

وبداية مع إعلانات وزارة الأشغال عن رصف عدد من طرقات القرى في إطار تطويرها في الأشهر الماضية، ومع ذلك الإعلان الذي جاء متزامناً مع إعلان المارشال الخليجي استبشر أهل القرى خيراً، لكن الحقيقة أن الإعلان وما جرى بعده ليس إلا «تلويص»، وسأضرب مثلاً بطرقات مجمع 531 بالمرخ التي لم يمضِ شهر على رصف القليل منها، وهي رديئة وسيئة للغاية، وحتى كلمة «تلويص» قليلة عليها، فهي خدعة إعلامية؛ ففي البداية، المجمع صغير، ولا يحتاج سوى مدة قليلة لرصف جميع طرقها، ولكن عملية الرصف تتم يوماً واحداً في الأسبوع فقط، هذا طبعاً إذا تفضل المقاول على الأهالي بهذا اليوم.

يُضاف إلى ذلك، أن الأرصفة الجانبية التي كان من المفترض رصفها بالطابوق الأحمر تم إلغاؤها ولا سبب لذلك، وبعد اتصالات بالمقاول والوزارة تبين أنهم عدلوا عن ذلك مجتمعين.

وعند السؤال عن التأخير، يتم الرد «أسفلت ما في». إذا «أسفلت ما في» فلماذا يتم تخريب الطرقات؟ هل لتخريب سيارات الناس؟

والسؤال، إذا كان هذا حال طرقات مجمع صغير فما بالك بمجمعات كبيرة ومناطق وقرى أكبر.

وهنا أذكر أن هناك حفرة على الطريق الرابط بين الجسرة والهملة ودمستان، وبالتحديد بالقرب من الهملة، وتكون عادة ممتلئة بالمياه، وقد مضى عليها أشهر بل سنوات ولم يتم إصلاحها، ولا أعلم هل هذه المنطقة خارج البحرين؟ أم هل هذه الحفرة هي من التراث التاريخي الذي يجب الحفاظ عليه؟ أم أن هذه الحفرة علامة الجودة على «التلويص»، لذلك فبقاؤها لازم.

وفي صورة أخرى لمحاولة «تلويص» المواطنين، هي الدراسة التي قامت بها وزارة التنمية الاجتماعية مع البنك الدولي بشأن «علاوة الغلاء».

لن نناقش الدراسة، بل وصف وزارة التنمية الاجتماعية بأن الدراسة ستسقط أصحاب «الدخل العالي جداً» من الاستحقاق، وحسب علمنا أن الراتب الأعلى للاستحقاق هو 700 دينار، وهو طبعاً إذا ما تم مقارنته مع المواطنين الخليجيين يكون «راتب تلويص»، فإذا كان هذا الراتب عالٍ جداً، فالظاهر أن من يصل راتبه 750 ديناراً سيتم حسابه ضمن مليارديرة العالم، ولكن بـ «التلويص»، لأن في «هالديرة كلشي غير الدينا كلها».

وفي إطار «التلويص» تسربت أنباء عن إعطاء وزارة العدل صلاحيات كبيرة بشأن تعديل النظام الأساسي للجمعيات السياسية، وذلك في إطار الحفاظ على حرية التعبير والعمل الحزبي وأصوات المواطنين، باختصار «تلويص» لأصواتهم.

وعمد أحدهم إلى اتهام الشخص الذي تعرض للصفعة بـ«إرتكاب أعمال التخريب والإرهاب» دون دليل، وذلك من «تلويص» من يسمع كلامه لأنه لا يجد ما يبرر ما جرى.

ولـ «التلويص» حالات لا تعد ولا تحصى في بلادنا، فمحاربة الفساد ومكافحته هي جعجعة دون طحن، وكلام بلا فعل، فالفساد دون مفسدين، فلا مفسد يحاسب، ولا مال عام يتوقف هدره، ولا مال أو أراضي أو سواحل أعيدت للخزينة العامة والمُلك العام، فالضجة التي تثار مع صدور تقرير الرقابة المالية والإدارية كل سنة ما هي إلا «تلويص» للمواطنين، وهذا «التلويص» مؤقت وموسمي.

حتى صوت الكثير من المواطنين، الذي أعطي لهم في الانتخابات البلدية والنيابية، كان بمثابة «التلويص»؛ فأصوات 16 ألف منهم تساوي صوتاً واحداً في مكان آخر.

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 3773 - الجمعة 04 يناير 2013م الموافق 21 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 11:39 ص

      بخصوص كلمة تلويض

      سوف يتم تشكيل لجنة لمتابعة التلويص القائم وفريق تلويص بأشراف أكبر ملوص في العالم صوتك وصل

    • زائر 1 | 11:37 م

      قليل من كثير

      ما ذكرته قليل من كثير ... جعل الله أناملك تزخر بالعطاء

اقرأ ايضاً