أكدت استشارية أمراض الغدد الصماء والسكر والدهون بالمركز الطبي الجامعي بمدينة الملك عبدالله الطبية التابعة لجامعة الخليج العربي الدكتورة نسرين السيد أن ارتفاع معدلات الإصابة بداء السكري في السنوات الأخيرة يستدعي التركيز على مرحلة ما قبل المرض أكثر من مرحلة الإصابة بالمرض، خصوصا في ظل الأرقام التي تشير إلى ارتفاع معدلات الإصابة بداء السكري في دول مجلس التعاون الخليجي وتصدرها قائمة العشر الأوائل على مستوى العالم في نسبة الإصابة بالمرض وفق أحدث الإحصائيات.

وقالت السيد: “إن التوقعات تشير إلى احتمال تصاعد عدد المصابين بالسكر حول العالم واردة في حال لم تتوافر التوعية الكافية بالأسباب والاهتمام بالوقاية”، لافتة إلى أن عدد المصابين بالسكر حول العالم تجاوز 300 مليون بحسب منظمة الصحة العالمية، ويتوقع الخبراء أن يصل العدد إلى زهاء 380 مليوناً خلال السنوات العشر المقبلة إذا لم تتخذ إجراءات وقائية تحد من ارتفاع العدد.

وأشارت على خلفية إحياء اليوم العالمي للسكر في نوفمبر الماضي إلى أن برامج التوعية والوقاية باتت أهم وأجدى اقتصاديا من معالجة المرض بعد الإصابة به لكونه مرضا مزمنا يتقدم ويتطور بتقدم عمر الإنسان، خصوصا أن الأرقام تشير إلى أن مملكة البحرين تحتل المرتبة الثامنة في نسبة الإصابة بالمرض عالمياًّ بنسبة 20 في المئة من عدد السكان البالغين، أي أن شخصاً من بين 5 أشخاص في المجتمع البحريني مصاب بالمرض، وهو ما يعتبر ناقوس خطر يحتم أخذ الاحترازات الوقائية والتوعوية، موضحة أن السمنة وعدم ممارسة الرياضة تتصدر قائمة أسباب الإصابة بالسكري.

وأشارت السيد إلى أن مرحلة ما قبل الإصابة بالمرض هي المرحلة الأهم حيث تكون معدلات السكر في الدم أعلى من المعدل الطبيعي ولكنها ليست مرتفعة بشكل كبير ليطلق عليها اسم “مرض سكري”، لذلك تعتبر هذه المرحلة مرحلة المرض الصامت لأنه يكون المرض موجودا من دون أعراضه.. وإهماله يؤدي إلى الإصابة بالمرض بمضي الوقت خصوصا مع زيادة الوزن، لافتةً إلى أن الفئة العمرية التي تقع فوق سن 45 وما فوقها هم الأكثر عرضة للإصابة بالسكري من غيرهم.

وفي هذا السياق، لا تستبعد السيد أن يصاب من هم أصغر سنا من 45 بالسكري خصوصا إذا كانوا يعانون من زيادة في الوزن أو ارتفاع ضغط الدم أو الكولسترول أو تكيس المبايض لدى النساء، مع وجود عوامل وراثية مساعدة، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن احتمالات زيادة عدد المصابين بالسكري تشهد تزايدا في ظل تغير نمط الحياة وانتشار ظاهرة السمنة وانتشار العادات الغذائية السيئة وقلة الحركة، لذلك فإن الغذاء المتوازن وممارسة الرياضة المستمر والفحص الدوري يعدان خير وسيلة للوقاية.

وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن مرض السكري مسئول عن وفاة 4.6 ملايين فرد سنوياًّ، كما يتسبب المرض ومضاعفاته في وفاة شخص كل 7 ثوان، كما يسبب مضاعفات تهدد الحياة مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية وبتر الأطراف السفلى والعمى، فيما يستنزف على الطرف المقابل نسبة كبيرة من ميزانيات الرعاية الصحية.

وشددت السيد على قضية نشر الوعي الصحي، واعتبرتها أهم مؤثر في نجاح مساعي محاصرة السكري وتقليل عدد المصابين به في السنوات المقبلة، إذ تقول: “الوقاية من مضاعفات المرض تتمثل في التحكم والسيطرة على مستوى السكري بالدم، وتجنب الإصابة بضغط الدم والسمنة، والإقلال من تناول الدهون، والامتناع عن التدخين، وتجنب التوتر والعصبية”.