العدد 3771 - الأربعاء 02 يناير 2013م الموافق 19 صفر 1434هـ

لولا الدورة ما تأهلت منتخباتنا إلى كأس العالم ولم تواكب الرياضة الخليجية

عيسى بن راشد «ماركة مسجلة» في تاريخ دورات كأس الخليج

عيسى بن راشد وأحمد الفهد في أحد مجالس دورات الخليج
عيسى بن راشد وأحمد الفهد في أحد مجالس دورات الخليج

كرمته الصحافة الخليجية في دورات كأس الخليج وأعطته حقه من التقدير والاحترام، وأطلقت عليه «هرم الرياضة الخليجية» بفضل ما يملكه من معلومات قيمة وغنية وآراء رياضية سديدة ساهمت في تطوير دورات كأس الخليج. كما أطلقت عليه «فاكهة دورات كأس الخليج» بفضل أسلوبه الشيق في الحوارات، وتعليقه الممتع على الأحداث، لذلك شد إلى مجلسه جمعا كبيرا من المشاركين في دورات كأس الخليج. وأصبح «ماركة مسجلة» في كل دورة.

والشيخ عيسى بن راشد من مؤيدي استمرار دورات كأس الخليج بسبب ارتباطه الوثيق بها، بعد تبوئه رئاسة الاتحاد العام 1974، وقد ترأس الوفد البحريني المشارك في خليجي «4» التي أقيمت في الدوحة، وهي الدورة التي سطع فيها اسم حارس المرمى العملاق حمود سلطان وحصل على لقب أفضل حارس مرمى. كما شهدت مشاركة المنتخب العراقي لأول مرة، واستمر في رئاسة الوفد البحريني حتى الدورة التاسعة التي أقيمت في السعودية، إذ تبوأ بعدها رئاسة المؤسسة العامة للشباب والرياضة.

محدثنا يعترف بفضل دورات الخليج على الرياضة الخليجية، ويقول إنها كانت السبب الرئيسي لاهتمام قادة دول التعاون بالرياضة، لذلك قدموا الموازنات الكبيرة لبناء المنشآت الرياضية واستضافة الدورات الرياضية واستقطاب أبرز المدربين العالميين، أمثال زاغالو وكارلو ألبرتو وبروشش، بالإضافة إلى المدربين الخبيرين العراقي عمو بابا والإيراني حشمت مهاجراني، ودعوة كبار الشخصيات الرياضية مثل رئيس «الفيفا» ورؤساء الاتحادات القارية والجوهرة السوداء بيليه. ولم يقتصر الاهتمام على لعبة كرة القدم بل شمل كل الألعاب الرياضية. كما كانت سببا مباشرا لوصول منتخبات الخليج لنهائيات كاس العالم بدءا من منتخب الكويت في اسبانيا سنة 1982 ومنتخب العراق في المكسيك العام 1986 في المكسيك ومنتخب الإمارات العام 1990 في إيطاليا، والمنتخب السعودي بدءا من مونديال أميركا العام 1994.

ومرت بحديثنا لحظات من الحزن حينما تذكر الكثير من المواقف التي مرت به في دورات الخليج، حينما تذكر رئيس الاتحاد السعودي الراحل فيصل بن فهد ورئيس الاتحاد الكويتي الشهيد فهد الأحمد، إذ كانت تربط بينهم علاقة وطيدة وعلى رغم ذلك كانت لهم مع بعضهم بعضا تصريحات «نارية» تلهب الجماهير وتجعل الإعلاميين يلهثون وراءهم، من أجل تصريح حصري بمثابة «مفرقعة صوتية» سرعان ما ينتهي أثرها وتعود صحبة الود والمحبة فيما بينهم كما كان.

كما يتذكر محدثنا بصورة أوضح دورة كأس الخليج السادسة التي أقيمت في أبوظبي العام 1982 والتي فاز فيها منتخبنا بالمركز الثاني بفارق نقطة واحدة عن منتخب الكويت، وهي البطولة التي لم يحالفنا الحظ فيها بعد أن احتسب الحكم هدف الكويت الأول من كرة خرجت خارج الملعب «آوت» وكان منتخبنا يضم خيرة نجوم كرة القدم البحرينية، وتمكن من تسجيل 10 أهداف وكانت أعلى نسبة من الأهداف يسجلها المنتخب في دورات الخليج.

إلا أن محدثنا يتوقف عند محطة «خليجي 8» ويتذكر بصفته رئيسا للجنة التنفيذية للدورة، هذه الدورة التي عادت إلى البحرين للمرة الثانية بعد انطلاقتها الأولى العام 1970، وتحديدا يوم السبت 22 مارس/آذار 1986، حينما أعلن أمير دولة البحرين الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة افتتاح البطولة من على أرض استاد البحرين الوطني الذي يستقبل البطولة لأول مرة بعد افتتاحه العام 1982، وأقيمت عليه أول مباراة رسمية بين منتخبي البحرين والإمارات العام 1983 ضمن تصفيات الدورة الأولمبية، وقد سبق تنظيم الدورة أحداث ساخنة حول مشاركة الكويت في الدورة بعد تجميد عضويتها في الاتحاد الدولي لكرة القدم وهي الأحداث نفسها التي مرت بها الكرة الكويتية العام الماضي، وعلى رغم ذلك فاز باللقب، وجاءت مشاركة العراق بمنتخبه الرديف وحل في المركز السادس في حين حصل منتخبنا على المركز الخامس، وأحرز المنتخب الإماراتي المركز الثاني لأول مرة في تاريخه.

وعلى هامش الدورة عقدت ندوة رياضية مهمة تحت مسمى «دورات كأس الخليج وأثرها في تطوير كرة القدم الخليجية» تحدث فيها رئيس اللجنة الاولمبية الكويتية الشيخ فهد الأحمد والشيخ عيسى بن راشد، وبسبب أهمية ما طرح في الندوة من آراء مهمة عن دورة كأس الخليج، نقتبس منها كلمات قالها الشهيد فهد الأحمد «قبل دورة كأس الخليج لم يكن في منطقة الخليج أي نوع من أنواع الاهتمام الكافي إلى أي نوع من أنواع الريادة الحديثة، ولم تكن منشأة تستحق أن تكون منشأة رياضية. كما لم يكن هناك أي اهتمام حكومي أو أهلي للشباب الرياضي، وإن وجد فقد كان بصورة بسيطة في بعض المناطق فقط، إذ كانت دول الخليج تنظر إلى الرياضة وكرة القدم بالذات على أنها مجرد هواية لسد فراغ الشباب وإلهائهم بلعبة كرة القدم. وأنه بعد مرور 16 عاما على بدء الدورات الخليجية استطاعت أن تنشئ منشآت في مناطق مختلفة من دول المنطقة تضاهي وتتفوق على ما هو موجود في أكبر وأكثر الدول تحضرا».

وأضاف «لولا دورات الخليج لما كانت جميع دول الخليج العربي تمتلك مثل هذه المنشآت الرياضية التي تكفي لتنظيم أكبر البطولات الرياضية»، مشيرا إلى منشآت المملكة العربية السعودية وقطر التي تعد من أفضل المنشآت الرياضية في العالم. وقال أبو عبدالله: «إن دول الخليج بدأت تهتم بالتعاقد مع مدربين عالميين، وإقامة المعسكرات لمنتخباتها الوطنية، والتحضير للبطولة كأفضل ما يكون من أجل تحقيق النتائج، وهو ما أهل هذه المنتخبات لمقارعة المنتخبات الآسيوية الكبار والمنافسة على الوصول إلى نهائيات كأس العالم».

العدد 3771 - الأربعاء 02 يناير 2013م الموافق 19 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً