العدد 3771 - الأربعاء 02 يناير 2013م الموافق 19 صفر 1434هـ

الدورة نقلت الكرة الخليجية للقارية والعالمية والدولية

زليخ...صاحب «الهاتريك» الأول في دورات الخليج:

دخل اللاعب البحريني «صاروخ النسور» كما كانت تطلق عليه الجماهير البحرينية عموما والأهلاوية خصوصا النجم حسن زليخ التاريخ من أوسع أبوابه بعد نجاحه في تسجيل أول ثلاثية (هاتريك) في دورات كأس الخليج عندما هز الشباك القطرية في دورة الخليج الثانية في المباراة التي انتهت بحرينية 6/2.

زليخ شارك مع منتخب بلاده في 4 دورات خليجية متتالية، وعلى رغم الإصابات اللعينة التي حرمت الجماهير الخليجية والبحرينية من مهارات هذا اللاعب النجم، إلا أنه نجح في ترك بصمة له في كل دورة شارك بها، فكان صاحب هدف الفوز للبحرين في مرمى المنتخب القطري خلال المباراة الافتتاحية للدورة الأولى 1970.

ثم جاءت الدورة الثانية في الرياض، ونجح في ترك بصمة تاريخية عندما هز الشباك القطرية بثلاثية (هاتريك)، وفي الدورة الثالثة التي استضافتها الكويت سجل هدفا وحيدا في مرمى المنتخب العماني، وأخيرا في الدورة الرابعة في العاصمة القطرية الدوحة لم يخض سوى دقائق معدودة خلال مباراة المنتخبين البحريني والعراقي، ليخرج مصابا وابتعد عن الملاعب بسببها مدة موسم واحد.

رحلة زليخ بدأت مع الكرة منذ موسم 65/1966 وأنهى مشواره الكروي في مناسبة فريدة عندما جاءت توجيهات عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة (ولي العهد في تلك الفترة) لاتحاد الكرة والمسئولين بضرورة تنظيم مباراة اعتزال النجم حسن زليخ في يوم العيد الوطني وتحديدا في 16 ديسمبر/كانون الأول 1980، وفعلا كانت نقطة النهاية في مشوار هذا النجم الرائع أمام القادسية الكويتي المرصع بنجوم ذهبية نجحوا في تحقيق لقب كأس آسيا مع الأزرق الكويتي قبل شهر واحد فقط من موعد مباراة الاعتزال.

تلك باختصار رحلة «الصاروخ» حسن زليخ مع دورات الخليج التي عاصر خلالها الكثير من اللاعبين الكبار والنجوم في جميع المنتخبات، وكان لوحده يمثل حالة فريدة في صفوف المنتخب البحريني عندما تواجد وعاصر 4 أجيال مختلفة من المهاجمين بدأها بجانب أحمد بن سالمين وخليفة بن سلمان وسالم مبارك وجاسم حمد، ثم في الدورة الثانية مع حسن علي ومحمد جكنم، والثالثة لعب بجوار فؤاد بوشقر وسلمان شريدة، وأخيرا الرابعة كان بجوار خليل شويعر ومحمد بهرام.

«ملاعب الوسط» التقت حسن زليخ من أجل التحدث أكثر عن دورات الخليج وأثرها في تطور ونمو الحركة الرياضية في المنطقة الخليجية ورصد انطباعاته عن كل ما يدور بهذه الدورة. في البداية ما هي انطباعاتك عن الدورات الأولى التي شاركت فيها؟ وما هي أبرز الذكريات التي مازالت عالقة بذهنك؟

-إقامة وتنظيم الدورة الأولى في البحرين حدث لا ينسى، وقد نجحنا في تنظيمها بصورة متميزة، وما زلت أتذكر إصرار المدرب المصري للمنتخب حمادة الشرقاوي ورفضه قرار اتحاد الكرة في تلك الفترة؛ لإبعاد المنتخب عن الضغوط الجماهيرية والإعلامية، عندما أصر على الابتعاد عن مقر سكن الوفود، فكان الموقع البديل سكن عوالي كمعسكر بعيد عن الأضواء.

الواقعة الثانية كانت تتعلق بالدورة الثانية وانسحاب المنتخب من الدورة بسبب الظلم الذي واجهه في مباراة السعودية، وكان القرار مثل المفاجأة؛ لأنه حدث لا شعوريا وخصوصا مع انفلات الأعصاب بعد القرارات المجحفة والبعيدة عن الواقع. ومازلت أتذكر الاعتداء الذي تعرض له المدرب حمادة الشرقاوي وكذلك بعض اللاعبين.

أما الدورة الثالثة فكان نظام المجموعات الذي أقرته اللجنة المنظمة ظالما ومجحفا لجميع المنتخبات ولم يخدم الدورة في تلك السنة، وخصوصا مع قلة عدد المنتخبات، والجميع أكد أن القرار فاشل ولهذا تغير بعدها في الدورة الرابعة.

ما هو الفرق بين الدورات الأولى والدورات القليلة الماضية؟

الفرق كبير في مختلف الجوانب ولكل منها إيجابياتها وسلبياتها، فالدورات الأولى وعلى رغم أن الإعلام كان متواضعا، إلا أنه نجح في تغطية الدورة ورسم الملامح الواقعية التي من أجلها انطلقت هذه الدورة، وغطى الدورة بكل كفاءة، وفيما يتعلق بالإعلام حاليا في تغطيته الدورة الخليجية، فإنه يواجه انفلاتا عند بعض القنوات، وعلى رغم الطفرة التقنية والتكنولوجيا الكبيرة إلا أن بعض القنوات خرجت عن السياق والأهداف التي من أجلها تنظم الدورة، إلى درجة أنها أساءت للعلاقات وبعض الشخصيات بصورة شخصية. والإعلام حاليا نقل المنافسة من الملعب إلى الفضائيات. ومن الجانب الجماهيري فإن الحضور الجماهيري الآن تغير ويظهر بقوة في المباريات بسبب الطفرة السكانية، وخصوصا أن الدورات الأولى كانت الجماهير الخليجية حاضرة وبقوة.

ماذا عن المستوى الفني؟

التطور الكبير الذي عاشته ومازالت تعيشه الكرة في المنطقة جاء بفضل الدورات الخليجية، فبسببها نقلت المنتخبات إلى القارية والعالمية، وهناك الكثير من الشواهد التي تؤكد كلامي ومنها المستوى الفني، ولا يستطيع أي شخص أن ينكر فضل الدورات على التطور الذي نعيشه في مختلف الجوانب. ولكن في الدورات الأولى كانت المواهب والمهارات الفردية حاضرة بكثرة وفي صفوف كل منتخب، أما الآن فإن الأداء الجماعي والتقنية التكتيكية طغى على جميع المنتخبات، وبالكاد ترى المهارة الفردية حاضرة.

والتطور الفني الذي عاشه اللاعبون جاء نتيجة الاهتمام والرعاية الكبيرة من الدول الخليجية، وخصوصا فيما يتعلق بالتعاقد مع أفضل وأكبر المدربين العالميين، وهناك أمثلة كثيرة في هذا السياق أمثال زاغالوا وكارلوس البرتو وسكولاري وغيرهم من المدربين الذين لا تحضرني أسماؤهم في هذا الوقت.

وكيف ترى التطور الهائل في الجوانب الأخرى مثل المنشآت والبنية التحتية الرياضية على جميع الدول؟

بالتأكيد من الجوانب المضيئة للدورات الخليجية هو تطور المنشآت والبنية التحتية في جميع الدول، بالإضافة إلى حجم الدعم الذي تحصل عليه الكرة الخليجية تغير وتطور للأفضل.

هناك بعض الأصوات التي تنادي بتطوير دورات الخليج من خلال إدخال بعض المنتخبات الجديدة أو تحويلها لمنتخبات الرديف أو الشباب، وهناك من ينادي بتطويرها عبر تنظيمها بنظام الذهاب والإياب، كيف ترى هذه المقترحات والأصوات؟

دورات الخليج «خط أحمر» ولا يمكن تغيير واقعها وفكرتها، وأنا أرى شخصيا أن استمراريتها هو استمرار للتطور الكروي في هذه المنطقة، وأما المقترحات والأفكار للتطوير فهي مطلوبة، بالإضافة إلى أن تحويل هذه الدورة لمنتخبات الشباب فهي ستفتقد طابعها وأيضا هناك حاليا دورات خاصة بالناشئين والشباب وهي تكفي لتطوير هذا القطاع.

وفيما يتعلق بدعوة منتخبات جديدة ربما تكون فكرة جيدة ولكنها تحتاج لمزيد من البحث والمناقشة والتنسيق فيما بين الاتحادات والدول، وبشأن نظام الدورة فأنا من أشد المؤيدين لنظام التجمع وخصوصا أنه قادر على تحقيق الأهداف الرئيسية لهذه الدورة.

نجاح الدورات الخليجية السابقة كان متميزا على مختلف الجوانب التنظيمية والإدارية والفنية، ولكن ذلك لم يكن كافيا لتحوز على رضا الجهات الدولية والعالمية مثل الاتحادين الآسيوي والدولي، ولهذا لم تدخل هذه الدورة الروزنامة الدولية ولم تعتمد رسميا، فهل ذلك ترك أثرا عليها؟

الاعتراف بالدورة من الجهات التي ذكرتها موجود ولكن ليس رسميا وربما يكون شخصيا، ووجود الدورة خارج الروزنامة الدولية مؤثرا جدا على بعض الجوانب ودخولها سيساهم في إثرائها وتطويرها، ولكن ذلك يحتاج لتحرك جماعي وتنسيق أكثر وتحركات أكبر من مختلف الدول، وكمنطقة نملك الكثير من المناصب والشخصيات القادرة على تحريك هذا الملف ولكن بشرط أن يكون التنسيق والتحرك جماعيا.

ماذا عن منتخب البحرين حاليا وهل تراه جاهزا لمنافسات خليجي21؟ وهل هو قادر على الظفر باللقب والتتويج به للمرة الأولى؟

المنافسة حق مشروع للجميع ومستويات المنتخبات الخليجية متقاربة بدليل تبادل الفوز والنتائج التي تحققت بينها في الفترة الماضية، وربما يكون الاختلاف الوحيد بين المنتخبات يتركز في حجم الدعم الموجه لها علاوة على توافر الأسباب الأخرى من منشآت ودعم مادي وغيرها من الجوانب المتعلقة بالمنتخبات والأندية مثل المسابقات المحلية، وأنا أرى أن مشاركة منتخبنا في دورة غرب آسيا كانت مثالية للمدرب الأرجنتيني كالديرون الذي يملك الكثير من الخبرة ليمنحها للاعبين.

العدد 3771 - الأربعاء 02 يناير 2013م الموافق 19 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً