العدد 3782 - الأحد 13 يناير 2013م الموافق 01 ربيع الاول 1434هـ

كنا الرابع في المجموعة قبل البطولة ونستمد قوتنا من جماهيرنا

مايسترو الأحمر محمد بن سالمين يفتح قلبه لـ «الوسط الرياضي» قبل موقعة العراق غداً:

منتخبنا نجح في تخطي الدور الأول
منتخبنا نجح في تخطي الدور الأول

تعيش الجماهير البحرينية هذه الأيام فترة رائعة من خلال اقتراب حلم تحقيق لقب كأس الخليج للمرة الأولى منذ انطلاق أول بطولة العام 1970، إذ تأهلنا من الباب الصعب (كالعادة) مساء الجمعة الماضي للدور قبل النهائي لخليجي21 الحالية من خلال التفوق على قطر بهدف دون مقابل، وبالتالي حلولنا في المركز الثاني خلف الإمارات.

وجاء مشوارنا في البطولة مُخيفاً في البداية بعد أن تعادلنا مع عُمان بدون أهداف وبأداء يُعتبر ضعيفاً، قبل أن نقدم أداءً رائعاً أمام الإمارات لكن كرة القدم لم تُنصفنا وخسرنا بهدفين لهدف، قبل أن تأتي موقعة الحسم لنتغلب على قطر ونستفيد من سقوط عمان على يد الإمارات، وللحديث عما حصل في الدور التمهيدي ومباراة العراق يوم الغد في الدور قبل النهائي، إليكم هذا الحوار كاملاً مع لاعب خط وسط منتخبنا الخبير محمد بن سالمين:

طلبت التبديل

أولاً، حدثنا عن إصابتك، ماذا حصل، وكيف؟ وهل أنت من طلب التبديل أمام قطر؟

- أود أن أوضح نقطة هامة وهي أن إصابتي لم تحصل أثناء مباراة قطر، بل إنني في التدريبات التي سبقت المباراة تعرضت لضربة في نفس مكان العملية السابقة التي أجريتها وأبعدتني سنة كاملة عن الملاعب وهي في مشط القدم، وأديت الشوط الأول بشكل طبيعي ولكن مع الدقائق الأخيرة منه أحسست ببعض الآلام وبين الشوطين تحدث معي المدرب ومع الجهاز الطبي وقلت إنني سأواصل وإن عاودتني الآلام سأطلب التبديل، ولكن لم أتمكن من اللعب أكثر من 13 دقيقة لعودة الألم إضافة للإحساس النفسي بأنني من المُمكن أن أتلقى ضربة أخرى تُبعدني، وتذكرت أني غبت سنة كاملة لنفس السبب ولذلك طلبت الخروج، ودخل عبدالوهاب علي بدلاً مني، وبعد المباراة مباشرةً أجريت فحصاً بالأشعة والحمد لله اتضح أن الأمور عادية وغير مؤثرة على مشاركتي غداً.

كنا الرابع

ما سر التحول في الأداء والمستوى من مباراة عمان مروراً بالإمارات ووصولاً لمباراة قطر والصعود لقبل النهائي؟

- دعني أتحدث معك من البداية، فاغلب القنوات الرياضية والمحللون وضعوا منتخبنا على أنه سيحرز المركز الرابع في المجموعة، وربما هذا واقع لأن قطر وعمان يشاركان في تصفيات كأس العالم وهما أكثر جهوزية من البحرين، والإمارات شاركت بهذا المنتخب في أولمبياد لندن وقدمت أداءً رائعاً، أضف إلى ذلك التراجع الكبير للغاية لمنتخبنا وخروجه من تصفيات كأس العالم وكأس العرب، واللاعبون كانوا في أمس الحاجة لإعادة الثقة للجمهور البحريني، وبالتالي نحن كلاعبين لم نكن نتوقع أن نحظى بمثل هذا الدعم الإعلامي والجماهيري لأن المنتخب في تراجع كبير، ولذلك في مباراة عمان الافتتاحية أقولها بكل صراحة تفاجأنا بالحضور الجماهيري الكبير، ولكن ربما حساسية مباريات الافتتاح لم تجعلنا نؤدي المطلوب، ثم أصرينا أن نظهر بمستوانا الحقيقي أمام الإمارات ونُكافئ الجماهير على دعمها لنا، وفعلاً ظهرنا بصورة متميزة وكنا الأقرب للفوز لكن كرة القدم لم تقف معنا في ذلك اليوم، ولذلك لم يتبق لنا سوى الفرصة الأخيرة أمام قطر، وفيها إما أن نُسعد الجماهير ونجعلها تستعيد الثقة في منتخب بلادها وإما أن نخرج بخفي حنين وتواصل كرة القدم البحرينية تراجعها، وهو الأمر الذي أعطانا دافعاً كبيراً نحو البحث عن الانتصار وهو ماحصل، وأشير إلى نقطة كنت قد ذكرتها سابقاً وهي أنني شخصياً تفاجأت بالكم الهائل من الجماهير في مباراة قطر على رغم أن المنتخب لايمتلك سوى نقطة واحدة وقادم من خسارة أمام الإمارات.

الدعم الجماهيري

هل تُريد إيصال نقطة أن الجمهور هو السبب الرئيسي وراء التأهل وأنكم تلعبون من أجل إسعاده؟

- هذا أمر لايوجد أي شك فيه إطلاقاً، فلولا فضل الله ودعم جماهيرنا البحرينية الوفية لما تمكنا من تحقيق الخطوة الأولى وهي الصعود لقبل النهائي، وصحيح أن هنالك أموراً فنية وغيرها، لكن أقولها أن الجمهور هو السبب الرئيسي وراء تأهلنا، ونحن نلعب من أجل البحرين ومن أجل رسم البسمة على شفاه هذه الجماهير وخصوصاً أنها لم تسعد منذ فترة طويلة، وأنا أشكرهم على هذا الدعم، وأعرف تماماً أن هنالك ربما أعداداً مضاعفة ترغب في الحضور لكن ظروفها لاتسمح، وهؤلاء أيضاً نشعر بهم وبدعمهم، وأنا شخصياً أتلقى اتصالات دعم وتحفيز من العديد من الجماهير من أغلب مناطق البحرين، وأنا أعد كل الجماهير أننا إذا رأينا مدرجات الاستاد الوطني مليئة أمام العراق فسنبذل أقصى مانملك لتحقيق الانتصار والصعود للمباراة النهائية للمرة الأولى بالنظام الجديد.

لم نُحبط من الإمارات

كيف تمكنتم من تقديم أداء مُشرف أمام قطر على رغم أن الروح المعنوية لم تكن كما يجب بعد إحباط الخسارة من الإمارات؟

- ربما لا أحد يُصدق، فنحن لم نكن مُحبطين من الخسارة أمام الإمارات، فالأداء الذي ظهرنا به أعطانا قناعة بأننا لم نكن نستحق الخسارة ولذلك استثمرنا ذلك إيجابياً وجعلنا ذلك دافعاً لنا لتقديم الأفضل أمام قطر من أجل الفوز، والكل شاهد أننا ظهرنا بمستوى مُشرف، ولو كنا مُحبطين فلن نتمكن من تقديم أي مستوى يُذكر، وهذا دليل على صحة كلامي.

إضاعة الفرص

أنت تتحدث عن المستوى، والكل يتفق على أنه في تصاعد لكن هنالك مشكلة في إضاعة الفرص وهي معضلة كبيرة بالتأكيد، ما الحل؟

- كلامك صحيح تماماً، فأنا في اعتقادي أننا أكثر فريق في البطولة حصل على فرصٍ حقيقية أمام المرمى وفي جميع المباريات، ولكن عدم استغلال ذلك يجعلنا في ورطة، ففي لقاء الإمارات دفعنا الثمن وخرجنا بخسارة غير مستحقة، وأمام قطر (الله ستر) ولم تتمكن قطر من إحراز التعادل في الدقائق الأخيرة، ويجب أن يعرف كل اللاعبين بأن الآن لايوجد أي مجال للتعويض، فأمام الإمارات خسرنا وعوضنا ذلك ضد قطر، لكن الوضع يختلف الآن، وزيادة التركيز أمر مطلوب أمام مرمى العراق، وأنا أتوقع أن يكون الهجوم في وضعية أفضل هذه المرة، لأن مهاجمينا لاعبين كبار ولن يطول صيامهم التهديفي، بالذات كونهم يريدون إسعاد جماهيرهم.

تراجع قطر

في مباراة قطر شاهدنا تراجع اللاعبين في آخر عشر دقائق على رغم عدم هجوم القطريين بضراوة، ما الأسباب؟

- للأمانة المدرب لم يطلب منا التراجع للخلف إطلاقاً، بل بالعكس كان ينبهنا لضرورة التقدم للأمام واستغلال الفرص للاستفادة من فارق الأهداف عند الحاجة، ولكن ربما يكون ذلك التراجع طبيعياً ويحصل لأي فريق في العالم، إذ إن الشعور بالخطر والخوف من إحراز القطريين للتعادل جعلنا نتراجع كثيراً للدفاع عن مرمانا، وهنا أعود لنقطة إضاعة الفرص، فلو كنا قد استغلينا ذلك لما وقعنا في الحرج بآخر الدقائق.

الخوف من العراق

تحددت الأمور الآن وسنواجه العراق، هل يُخيفكم هذا المنتخب؟ وهل كنت تريد تحاشي ملاقاته؟

- كل المنتخبات في خليجي21 (تخوف)، وكل منتخب له أسلوبه الخاص ونقاط قوة يتمتع بها، فإذا لم تخف من الفريق الخصم وتحترمه فلن تستطيع عمل أي شيء أمامه، والكل شاهد أن العراقيين أدوا مباريات رائعة والدليل أنهم تغلبوا في كل مواجهاتهم بالدور التمهيدي، ونحن لم نضع في اعتبارنا تحاشيهم أو شيء من هذا القبيل، فما كان في بالنا هو التأهل فقط للدور الثاني وانتظار أي فريق لنقابله.

اللاعبون الشباب

أود أن أسألك عن اللاعبين الصاعدين في منتخبنا، هل كانت هنالك مشكلة في البداية بإدخالهم في جو كأس الخليج، وهل من الممكن أن يُعانوا أمام العراق نظراً لحساسية اللقاء؟

- دورات كأس الخليج صعبة على أي لاعب سواءً كان لاعب خبرة أو لاعب صاعد، لكن لاعبينا أثبتوا اندماجهم مع جو البطولة من خلال ما أدوه من مستويات في الدور التمهيدي، وخصوصاً اللاعبين الصاعدين أمثال سيدضياء والمالود والحسيني والحوطي، ودورات الخليج يتطلب على كل لاعب المشاركة في عدة نسخ منها للتعود التام عليها، لكن لاعبينا يقدمون مستويات رائعة، ولا أعتقد أنهم سيتأثرون بذلك أمام العراق، فالفريق يسير في خط تصاعدي ولن ينزل عنه إن شاء الله، ثم إن هؤلاء اللاعبين أثبتوا أن جيل الكرة البحرينية الموجود في العشر سنوات الماضية قد انتهى ماهي إلا (مقولة كاذبة)، فهم يساهمون في تألق المنتخب وتأهله، وستكون لهم كلمة عليا أمام العراق أيضاً، ونأمل أن يلامسوا الكأس بعدها.

إجازة سعيدة

بعد لقاء قطر منحكم كالديرون إجازة لتسع ساعات، وقبلها حصل هذا الأمر لوقت أقل، هل فعلاً أنتم محتاجون لمثل هذا الأمر؟

- في الحقيقة لايشعر بطعم ذلك إلا من يُعايش الوضع، فنحن طيلة الوقت في الفندق وبعيدون عن أهالينا حتى من قبل البطولة من خلال المعسكرات والبطولات الأخرى والمعسكرات الداخلية كذلك، وبالتالي فإن هذا الأسلوب رائع للغاية، فهو يُساهم في تقليل الضغوط إضافة لتصفية الذهن وعمل (إعادة تهيئة)، ولذلك فاللاعبون يعودون للفندق من جديد وهم في أريحية كبيرة وواضحة على وجوه الكل، فشكراً لكالديرون والجهاز الفني على ذلك.

تحية للجماهير

بن سالمين... كلمة أخيرة وبالذات للجماهير؟

- تحية تعظيم وسلام لكل الجماهير البحرينية التي ساندتنا، وأطالبهم بدعم المنتخب بقوة في لقاء الغد حتى تكتمل الملحمة البحرينية على أرضنا، فنحن نستمد قوتنا بعد الله منهم، وسنهديهم إن شاء الله بطاقة التأهل للنهائي غداً.

العدد 3782 - الأحد 13 يناير 2013م الموافق 01 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً