العدد 3783 - الإثنين 14 يناير 2013م الموافق 02 ربيع الاول 1434هـ

اردوغان يقول ان تركيا لن ترضخ للتمرد الكردي

 قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اليوم الثلثاء ان حكومته لن تذعن للمتمردين الاكراد لكنه عبر عن تفاؤل حذر بأن محادثات السلام يمكن ان تنهي صراعا لم يجلب لتركيا سوى "الالم والدم والدموع". وبدأ مسؤولون من المخابرات التركية العام الماضي محادثات مع عبد الله اوجلان زعيم المتمردين بشأن كيفية إنهاء الصراع الذي أسفر عن سقوط أكثر من 40 ألف قتيل منذ أن حمل حزب العمال الكردستاني السلاح عام 1984 بهدف إقامة وطن للأكراد في جنوب شرق تركيا. واثارت المحادثات انتقادات شديدة من دوائر قومية اتهمت الحكومة بالتساهل مع حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة على أنه منظمة ارهابية.

وفي علامة على مواصلة انقرة نهجها المتشدد ضد الحزب ذكرت تقارير اعلامية ان مقاتلات تركية اغارت على اهداف لمتشددين من حزب العمال الكردستاني في شمال العراق يومي الاحد والاثنين الماضيين في اول هجمات من نوعها منذ ظهور تفاصيل عن اجراء محادثات مع اوجلان. وقال اردوغان امام البرلمان في العاصمة انقرة "لا يمكن لاحد ان يجعلنا نستسلم. لم نتقهقر في مواجهة اي هجوم ولن نأخذ اي خطوة للخلف. "لم يجلب العنف والارهاب شيئا لهذا البلد سوى الالم والدم والدموع. صدقوني نحن لدينا هدف واحد: حبس دموع الامهات.. نحن حذرون وحريصون لكن يحدونا الامل." وألقى مقتل ثلاث ناشطات كرديات في جريمة على غرار عمليات الاعدام في باريس الاسبوع الماضي بظلاله على المحادثات الوليدة واشار اردوغان إلى احتمال أن يكون الدافع هو وجود صراع داخل حزب العمال الكردستاني أو أنها محاولة لإعاقة محادثات السلام. واتهم حزب العمال الكردستاني عناصر مجهولة داخل الدولة التركية أو قوى أجنبية واصدر اوجلان دعوة امس الاثنين عن طريق شقيقه للشرطة الفرنسية بحل لغز الحادث. لكنه لم يعط اي اشارة على ان مقتلهم سيعرقل محادثات السلام. وقال محمد الشقيق الاصغر لاوجلان والذي زاره في سجنه بجزيرة إمرالي قرب اسطنبول أمس إن أوجلان لم يعقب على عملية السلام لكنه ربما يدلي ببيان في وقت لاحق إذا زاره زعماء سياسيون أكراد. وذكرت محطة سي ان ان تورك إن عدة مقاتلات أغارت على مناطق خاصة بقوات حزب العمال الكردستاني بشمال العراق يوم الاحد الماضي في اول عملية خلال 12 يوما ثم عاودت الهجمات مساء امس الاثنين. ولم تحدد المحطة مصدرا للتقرير الذي لم يتسن التحقق منه بعد. غير ان وكالة الفرات للانباء القريبة من المتمردين نقلت عن حزب العمال الكردستاني قوله ان الطائرات الحربية التركية نفذت سلسلة من الهجمات في المنطقة امس. ولم تعط تفاصيل عن الاضرار التي احدثتها. وبدأ الحوار الذي تقول تقارير إعلامية إنه أسفر عن وضع إطار لإجراء مفاوضات كاملة بعد أن دعا اوجلان المئات من سجناء حزب العمال الكردستاني إلى إنهاء إضراب عن الطعام في نوفمبر تشرين الثاني الماضي. ونقل أخوه محمد هذه الدعوة بعد زيارة سابقة له. وقال محمد أوجلان للصحفيين لدى عودته من إمرالي في وقت متأخر أمس "كان حزينا للغاية من المذبحة التي وقعت في فرنسا. وادانها. يتعين ان يحلوا (لغز هذه) المذبحة فورا." واضاف "المذبحة كانت اشارة. وبالتالي كان مكتئبا بشدة. بعث تعازيه لأسر الكرديات القتيلات الثلاث" لكنه لم يوضح ما هي الاشارة. ولم يقدم المحققون الفرنسيون أي مؤشرات عن الجهة المسؤولة عن جريمة القتل. وظل أوجلان في سجن انفرادي بعد اعتقاله عام 1999. وما زال الاتصال به يخضع لرقابة شديدة ولم يقابله محاموه منذ 16 شهرا.

وطالب ساسة أكراد بتحسين ظروف سجنه. وقال اردوغان الأسبوع الماضي إن مثل تلك التغييرات ستكون محدودة لكنه سيسمح له بوجود تلفزيون في زنزانته. وعندما سئل محمد عن تلك التقارير أجاب بأن شقيقه لم يطلب جهاز تلفزيون. وأضاف "لم يكن هذا طلبه. أقنعه مدير السجن.. لذلك قبل." وكان من بين القتيلات الكرديات الثلاث سكينة جانسيز وهي عضو مؤسس في حزب العمال الكردستاني ومشهورة في أوساط القوميين الأكراد ويعتقد أنها مصدر تمويل مهم لحزب العمال الكردستاني في أوروبا. ويتمركز مقاتلو حزب العمال الكردستاني أساسا في شمال العراق. ومن المقرر نقل جثث الناشطات الثلاثة جوا الى ديار بكر كبرى مدن جنوب شرق تركيا الذي تسكنه اغلبية كردية مساء غد الاربعاء قبل تشييع جنازتهم يوم الخميس. ودعا اردوغان وزعماء سياسيون آخرون الى مراعاة الهدوء قبيل الجنازات وحذروا من مساعي اثارة الاضطرابات. وقال "مواطنونا العاقلون لن يستجيبوا للتحريض. "البعض يريد ان يقوض عملية السلام التي بدأناها. يجب عدم السماح لذلك ان يحدث." 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً