قال قصابون بسوق المنامة المركزي للحوم إنه «لا توجد في الأسواق المحلية أي لحوم أغنام مذبوحة محلياً منذ أكثر من شهر، وان الاستهلاك المحلي عاد للاعتماد بالدرجة الأولى على اللحوم المبردة (المكفنة) المستوردة من نحو 5 بلدان».

وأضاف القصابون أن «شركة البحرين للمواشي أغرقت السوق خلال اليومين الماضيين باللحوم الاسترالية المبردة، والتي لا تشهد إقبالاً طبيعياً كما المذبوح محلياً بسبب عدم الاطمئنان لسلامتها صحياً ولطريقة ذبحها وفقاً للشريعة الإسلامية».

وأوضح القصابون أن «أزمة اللحوم مازالت مستمرة فيما يتعلق بالأغنام المعدة للذبح محلياً، حيث بات الاعتماد بالدرجة الأولى على اللحوم المستوردة من كينيا واثيوبيا والسودان واستراليا والصومال وباكستان»، مشيرين إلى أن «اللحوم متوافرة إلى ما بعد الظهر في الأسواق وسط إقبال محدود من قبل المستهلكين بخلاف المطاعم والفنادق لالأسباب نفسها المشار إليها أعلاه، وأن فئة كبيرة من المواطنين لا يرغبون إلا في استهلاك اللحوم المبردة المستوردة من باكستان والسودان باعتبارهما بلدين إسلاميين يضمن على أقل تقدير موضوع طريقة الذبح وفقاً للشريعة الإسلامية».

وأفاد القصابون بأن «البعض من الجزارين لا يتعاملون في اللحوم المبردة المستوردة من كينيا والصومال واستراليا لعدم الاطمئنان لطريقة الذبح وسلامة الأغنام نفسها، غير أن آخرين، وهم فئة كبيرة من القصابين باتوا يتعاملون في اللحوم المبردة المستوردة من مختلف البلدان نظراً لعدم وجود بوادر لحل الأزمة التي باتت مستمرة من أكثر من 6 أشهر».

وأشار القصابون إلى أن «لحوم الأبقار المتوافرة في الأسواق أيضاً مبردة ومستوردة من الخارج حالها كحال الأغنام، وفي الغالب تستورد من باكستان والصومال». مؤكدين أن «أكثر المواطنين يفضلون في أسوأ الأحوال القبول بلحوم الأغنام والأبقار المبردة المستوردة من السودان وباكستان فقط لاطمئنانهم نسبياً لهذه اللحوم كما ذكر سالفاً، بينما امتنع الكثير من العملاء عن شراء اللحوم».

وأبدى قصابون استياءهم من «جودة اللحوم المبردة المستوردة من استراليا وغيرها من البلدان، مشيرين إلى تغير لون الذبيحة وظهور مؤشرات على سرعة فسادها في أول يوم لها من طرحها بالسوق، علاوة على أن وزن الذبيحة بالكامل في بعض الأحيان لا يتجاوز الـ 6 كيلوغرامات، بينما كان من المعتاد في ذبائح الأغنام الاسترالية المذبوحة محلياً أن يبلغ وزن الذبيحة الواحدة ما يزيد عن 12 كيلوغراما».

ولجأ مواطنون إلى شراء الأغنام المتوافرة في البحرين على رغم ارتفاع أسعارها في سبيل ضمان صحة الذبائح، بينما امتنع آخرون من شراء اللحوم وعولوا كثيراً على الأسماك والمتوافر في الأسواق من الدجاج.

وفي المقابل، نقل باعة الدجاج وجود محدودية في كميات الدجاج المدعوم رسمياً المطروحة في الأسواق رسمياً، مشيرين إلى وجود ارتفاع ملحوظ في أسعار الدجاج المستورد من الخارج سواء من المملكة العربية السعودية أو الهند وغيرها من البلدان.

وكانت شركة البحرين للمواشي قد استوردت خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي نحو 2700 رأس من الأغنام الاسترالية، وجزأتها على نحو 3 أيام، بينما تعول حالياً على اللحوم المبردة المستوردة من استراليا وباكستان، حيث رفعت كمية الموزع منها في الأسواق بمقدار 4 ذبائح لكل قصاب حتى يوم أمس، في الوقت الذي امتنع فيه مواطنون عن أكل هذه اللحوم لعدة اعتبارات أهمها وجود إشكال شرعي بشأن حليتها لعدم الاطمئنان من ذبحها وفقاً للشريعة الإسلامية، ولوجود معلومات متداولة بين قصابين وبيطريين بشأن عدم سلامتها صحياً للأكل.