العدد 3786 - الخميس 17 يناير 2013م الموافق 05 ربيع الاول 1434هـ

2012 الحصاد المر (المعتقلون - 3)

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لكي يظل الأمل متقدا، لابد من استذكار الماضي، ولكي نتقدم للأمام لابد أن تكون الطريق التي عبدناها بتضحياتنا ماثلة لنا في كل لحظة، لنتيقن أن ما مضى لم يكن إلا خطوات نحو مستقبل لابد أن يأتي، وأحلاما لابد أن تتحقق وان طال الانتظار.

هكذا مر العام الماضي 2012 بكل مآسيه وآلامه، فلقد شهدت البحرين خلال هذا العام الكثير من الأحداث التي ما كان لها أن تكون لولا عناد البعض ورغبة البعض الآخر في جني المزيد من الأسلاب والغنائم وانغلاق الأفق عن أي مخرج يمكن أن يعيد البسمة والفرحة للآلاف ممن أصبحوا لقمة سائغة، لمجرد مطالبتهم بالإصلاح.

خلال العام المنصرم فقدت البحرين 11 ضحية موثقة، 11 قتيلا سقط ولم يقدم أحد للمحاكمة، فيما تشير الحالات الموثقة إلى أن 253 مواطنا أصيبوا بجروح عدد منها خطيرة جدا نتيجة استخدام سلاح الشوزن.

وبحسب إحصاءات لجنة الرصد بجمعية الوفاق فإن أكثر من 1866 مواطنا تم اعتقالهم خلال العام الماضي بسبب آرائهم السياسية بينما يقبع في السجن المئات غيرهم منذ عام 2011.

وتشير هذه الإحصاءات إلى أن 379 طفلا لم تتجاوز أعمارهم السابعة عشرة تم اعتقالهم خلال الإثني عشر شهرا الماضية، فيما تجاوز عدد المداهمات الليلة لبيوت المواطنين 1323 مداهمة.

وتعدت الأحكام الصادرة على المئات من المواطنين المطالبين بالإصلاحات بحسب إحصائية لجنة الرصد خلال السنة الماضية أكثر من 600 سنة حكما بالسجن - ومع استمرار المحاكمات للنشطاء السياسيين فمن المتوقع أن تزيد هذه السنوات لأكثر من 1000 عام - من بينها السجن المؤبد لسبعة من قيادات المعارضة البحرينية بتهمة انتهاك أحكام الدستور والمشاركة في مؤامرة قلب نظام الحكم والتخابر مع جهات أجنبية، فيما تؤكد أغلب المنظمات الحقوقية، ومنظمات حقوق الإنسان العالمية أن هؤلاء القادة هم من معتقلي الرأي.

العام الماضي شهد أيضا اعتقال عدد من المدافعين عن حقوق الإنسان في البحرين من بينهم نبيل رجب ويوسف المحافظة بتهم فضفاضة، كما أسقطت الجنسية البحرينية عن 31 شخصا من أبناء البحرين.

حصاد مر تجرعته فئة من المواطنين في السنة الماضية، لم تكن هي من زرعته، وإنما سعت لتعبيد الطريق نحو مستقبل أفضل للوطن، وهي لاتزال تحلم بذلك رغم كل ما قدمته من تضحيات.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3786 - الخميس 17 يناير 2013م الموافق 05 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 3:35 ص

      هل اصبحنا مثل الحشرات الطفيلية التي تتغذّى على دماء الآخرين

      شعب البحرين صاحب التاريخ الناصع الاصيل تصل به المواصيل الى ان ينحدر حتى يصبح مثل الطفيليات التي تتغذى على دماء بني البشر. نعم هذا هو واقع الحال في البحرين البعض لا يبالي بقوت عياله من اين يأتي حتى لو كان من دماء بني جلدته وبني بلده وبني لحمته واخوته في الاسلام والانسانية.
      الإنسا بسمو اخلاقه ينافس الملائكة في علوّها وبتسافل اخلاقه ينافس الحشرات والشياطين في انحطاطها وقذارتها

    • زائر 4 | 2:37 ص

      حفظ الله البحرين

      كل الشكر لك اخي العزيز هذا لتبيان جزء من الحقيقة الواقعة على أرض أوال وماخفى كان أعظم, وبالتاكيد اضافة غزوات محلات 24ساعة والمؤثقة بصور كاميرات الفيديو وهى ترصد وتسجل وتدون جرائم ...على السواء, ولا ننسى جرائم التمييز الطائفى .... حفظ الله البحرين

    • زائر 3 | 2:17 ص

      معتقلون، مهجرون، جرحى، مفصولون، معذبون، شهداء، مطاردون والقافلة طويلة

      لقد كثر اصحاب العاهات من الشعب البحراني مؤخرا وهم ضمن القائمة اعلاه لا لشيء الا لأن هؤلاء طالبوا بحقوقهم التي اعطاهم الله اياها في وطنهم وسلبت منهم طوال عقود يريدون استرجاع حقهم وكرامتهم وبدل من ذلك تسلب منهم
      جوارحهم من اعين وايدي وارجل فتصل الحالة الى الاعاقة الدائمة.
      ماذا سيقول الفاعل امام رب العباد حين يقف صاغرا ليسأل عن ظلامة هؤلاء
      فهناك لن يقف معه محام ولا احد سوى العمل الذي هو مدخله النار او الجنة

    • زائر 2 | 1:03 ص

      (جني المزيد من الأسلاب والغنائم ) وهو تعدي البعض على آلام وجراح البعض الآخر

      ما ادنى هذه النفس الانسانية واحقرها اذا تسافلت وبلغ بها المقام ان تقبل العيش بما سلبت من ايدي اهلها واخوانها، كيف يطيب للبعض مشربا وملبسا ومأكلا مغموسا بدماء اخوانها وآهات عوائل تئن من الآلام إما شهيد لهذه الاسرة او مطارد او معتقل وعلى ماذا؟ على حقوق حين طالبنا بها في التسعينات هاهم نوابهم يتمتعون برواتبها ويتبجحون على الناس بمناصبهم ونحن من دفع الدماء ثمنا لهذه المناصب. ما اظلمك يا ابن آدم وما اقسى قلبك على اخيك هل هكذا تكافأ طيبة هذا الشعب ولكن من اقول الا الكحل في عين الرمدة خسارة

    • زائر 1 | 10:27 م

      لك الله

      لك الله يا وطني ، التضحيات ثمن للهدف وكلما كان الهدف رفيع ارتفعت مقابله الكلفة ، ونحن أن شاء الله منتصرون.شكرا للكاتب

اقرأ ايضاً