لقد جاءت الإصلاحات بآثار مدمّرة ومتلاحقة على الفقراء في البلاد، مثل شادريك كومومبي، المدرس بإحدى المدارس الابتدائية والذي لا يتجاوز دخله الدولار يومياً.

يقول كومومبي لوكالة إنتر بريس سيرفس: «لقد انخفض دخلي الحقيقي إلى النصف في الأشهر القليلة الماضية بسبب تخفيض قيمة العملة وارتفاع أسعار المواد الغذائية (...) أنا لا أستطيع تحمّل دفع ثمن كل شيء». وأوضح كومومبي أيضاً أنه لم يتلق راتبه من الحكومة في الأشهر الثلاثة الماضية.

وكانت أسعار السلع الأساسية قد ارتفعت ودفعت بالتضخم إلى نسبة 33.3 في المئة في ديسمبر/ كانون الأول 2012؛ أي أعلى بكثير من توقعات الحكومة البالغة نحو 18 في المئة للعام 2012.

وبيّنت أحدث بيانات مركز الدعم الاجتماعي - وهو مؤسسة للبحوث المحلية التي تركّز على كلفة المعيشة في ملاوي الحضرية - أنه منذ تولّى باندا الرئاسة، ارتفعت تكاليف الحياة بحيث تحتاج عائلة من ستة أشخاص الآن إلى نحو 200 دولار في الشهر لتلبية الطلب على الأغذية الأساسية - وهذا أمر بالغ السوء في بلد يبلغ فيه الحدّ الأدنى للأجور الشهرية نحو 20 دولاراً.

ونزل الآلاف من الملاويين إلى الشوارع بشكل سلمي في المدن الثلاث الرئيسية في البلاد ضمن أول احتجاجات واسعة النطاق ضد ما وصفوه «وصفات صندوق النقد الدولي الاقتصادية الخاطئة» يوم 17 يناير/ كانون الثاني؛ أي قبل أيام قليلة من زيارة رئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد.

ويقول جيمس شيفونديى، الموظف الحكومي الذي انضم إلى احتجاجات الأسبوع الماضي: «أنا ألوم سياسات صندوق النقد الدولي على ارتفاع الأسعار وكل هذه الخسائر في الوظائف التي نعاني منها. وإصرار لاغارد بأن تواصل ملاوي السير على هذا الطريق يؤكّد كيف أن صندوق النقد الدولي بعيد كل البعد عن الواقع».

وقال لويد فيري، متظاهر آخر لوكالة إنتر بريس سيرفس: «لقد رفض الرئيس الراحل موثاريكا الاستماع إلى صندوق النقد الدولي وخفض قيمة الكواتشا (العملة المحلية) لأنه يعرف تماماً تأثير ذلك علينا».

ووفقاً لرئيس رابطة المستهلكين في ملاوي، جون كابيتو، فإن باندا قد «نقلت السلطة» إلى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

مابوتو باندا

وكالة إنتر بريس سيرفس