العدد 3804 - الإثنين 04 فبراير 2013م الموافق 23 ربيع الاول 1434هـ

ما الذي نريده من الحوار... أي حوار

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ما الذي نريده من الحوار المرتقب؟ أو لنقل ما الذي تريده البحرين بكل مكوناتها من هذا الحوار أو أي حوار مقبل؟ من الواضح تماماً أن البحرين لم تعد، كما كانت في السابق، شعباً متوحداً أمام السلطة والقوى المتحكمة في مصير البلاد والعباد.

لقد تعقدت المسألة تماماً، بحيث أصبح هناك أكثر من قوى تتحكم في مجريات الأمور، كما أن الأحداث الإقليمية أصبحت تلعب دوراً أساسيّاً في تحديد موقف كل طرف على حدة، وأفرزت واقعاً طائفيّاً لا يمكن تجاهله أبداً، ولم تعد للمبادئ الإسلامية الحقة التي يتشدق بها البعض، من تسامح ومحبة أو إحقاق الحق أو العدالة الاجتماعية أو حتى مبادئ حقوق الإنسان والمشاركة في صنع القرار أو أي من المبادئ التي توصلت إليها الإنسانية خلال تطورها منذ بدء الخليقة حتى القرن الواحد والعشرين... لم تعد حكماً في توجه أو مبادئ القوى المتصارعة، وإنما أصبحت المصلحة والتعصب للمذهب هو الأساس في تحديد المواقف السياسية.

وعلى رغم ما شهده العالم على مدى التاريخ من حروب طائفية بين أبناء الديانة الواحدة، تم خلالها تقديم أضعاف ما تم تقديمه من قتلى بين الدول المتحاربة، فإن ذلك لم يصبح حتى الآن عبرةً للبعض.

ولذلك نقول إن الحوار المقبل يجب ألا يكون أو أن يحسب على أنه خلاف طائفي، كما انه لا يمكن أن يغفر الوطن والأجيال المقبلة لمن يحوّل مطالب إنسانية وسياسية وحقوقية إلى صراع طائفي، هذا إن كانت هناك نيةٌ صادقةٌ وحقيقيةٌ لإجراء حوار وطني يعيد إلى الشعب البحريني حقوقه على أساس المواطنة وليس الطائفة.

لنعد إلى السؤال الأول، ما الذي نريده من الحوار المرتقب إن صدقت النوايا في الخروج من المأزق الحالي؟ إن أول ما يجب الاتفاق عليه، لكي يرجع المجتمع البحريني كسابق عهده، هو إحقاق الحق، من خلال تنفيذ جميع الاستحقاقات التي ألزمت الحكومة نفسها بتنفيذها ليس أمام العالم أجمع فحسب، وإنما أمام شعبها، وأهمها تنفيذ توصيات اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق بشكل فعلي وملموس، وتنفيذ ما تقدمت به الدول من خلال مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف، والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين بمن فيهم القيادات، الذين لم يثبت عليهم القيام بأي عمل جنائي؛ وإنما عبّروا عن آرائهم، والبدء في تحقيق عدالة انتقالية... وكل ذلك ما هو إلا إجراءات تعيد البحرين إلى ما قبل 14 فبراير/ شباط 2011.

بعد ما تم تقديمه من تضحيات؛ لا يمكن للناس أن ترضى بمجرد عودة الأوضاع كالسابق، كما لا يمكن إقناع الناس بنتائج أي حوار ما لم تحقق هذه النتائج مطالب أساسية لا يمكن التراجع عنها أو التفاوض بشأنها. فلا يمكن أن يقنع الناس بنتائج الحوار إلا إذا تساوت المكاسب مع ما قدم من تضحيات.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3804 - الإثنين 04 فبراير 2013م الموافق 23 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 2:15 م

      نعم للحوار

      نريد الحوار الذي يضمن بأن يكون الشعب مصدر السلطات وتكون حكومة منتخبة من قبل الشعب وتكون لها كامل الصلاحيات في تسيير أمور البلاد

    • زائر 7 | 3:09 ص

      كل ما ذكرته لم تتم

      1- لم تنفد توصيات بسيوني2- ولم تنفد توصيات جنيف في مجلس حقوق الانسان3- لم يطلق القيادات .......كيف يكون حوار وقييادات الحوار مغيبون؟فانكنت بالشورى ملكت امورهم فكيف بهذا والمشيرون غيب؟؟؟

    • زائر 5 | 1:22 ص

      عن نفسي كما كنت سابقا لم اصوت على الميثاق ولا اتوقع خيرا

      عن نفسي ليس لدي اضعف الأمل في ان السلطة سوف تستجيب لأي من مطالب الشعب لذلك أنا واقعي ولا اعطي نفسي اي بارقة امل ولا حتى واحد في المئة
      من خبر الوضع وسبر غوره على مدى 4 عقود تكفي لأن تعطيني قراءة صحيحة غير مغلوطة.
      لا اريد تكسير المجاديف ولكني اريد ان يصحو الشعب من سباته وان يكون واعيا
      فليس في وارد السلطة الاستجابة لأي من حقوق الشعب بل على العكس ما يمارس على الارض يسلب الشعب كل كرامة وكل حقوق
      فلا تغرنا الأماني والآمال ولنكن واقعيون

    • زائر 8 زائر 5 | 5:47 ص

      الشعب واعي وصاحي

      لاتحاتي اخويي لكن المثل يقول الحق ... لباب الدار وبعد حتى لا تلام المعارضه وتعتبر فوتت فرصه ذهبية .. قبول المعارضه للحوار يرجع الكرة للحكومة ويكشف مدى جديتها في الامر

    • زائر 3 | 12:22 ص

      لا تعمم رجاء

      " أو لنقل ما الذي تريده البحرين بكل مكوناتها من هذا الحوار أو أي حوار مقبل؟ " هل أجريت إستفتاء على هذا ؟؟ أرجو أن تتحدث عن نفسك ولنكن دقيقين، فلا تتكلم بإسم الشعب أو بإسم كل المكونات رجاء.

    • زائر 4 زائر 3 | 12:34 ص

      اقرأ المقال مرة أخرى رجاءا

      لم يتكلم بلسان الشعب وإنما عبر عن مطالبه باعتباره جزء من المعارضة الداخلة في الحوار اقرأ المقال مرة أخرى رجاءا

    • زائر 6 زائر 3 | 2:34 ص

      حتى في التسعينات

      ابحث وراح تشوف شنو قالوا في التسعينات احنا مرتاحين ومانبي شي وانتوا مخربين وتستاهلون كل إلا صار لكم ومع اول انفراجه صار طق العصي على الكراسي والرواتب .. شوية خجل ياقوم

    • زائر 1 | 10:31 م

      الحوار

      الشعب ما تنطلي عليه الخدع مثل كلمة حوار بدون معنى الحوار لازم يكون ذو مغزى وحقيقي وتشرف عليه جهه محايده.

اقرأ ايضاً