العدد 3804 - الإثنين 04 فبراير 2013م الموافق 23 ربيع الاول 1434هـ

مؤتمر السكلر... بارقة أمل

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ينطلق اليوم مؤتمر فقر الدم المنجلي (السكلر) العالمي، الذي يُمثل خطوةً أولى على طريق معالجة ملف هذا المرض الوراثي الذي عانت منه أجيالٌ من شعب البحرين عبر القرون.

المؤتمر كان أحد المطالب التي تم طرحها من قبل عدة أطراف، وكان مخططاً لعقده في أبريل/نيسان 2012، لكنه تأخّر عشرة أشهر، لأمور فنية كما يبدو.

ويشارك فيه 17 متحدثاً من 15 دولة عربية وأجنبية، بالإضافة إلى 19 متحدثاً من البحرين، يمثلون وزارة الصحة ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بالموضوع، فضلاً عن عددٍ من مرضى «السكلر». وسيتم طرح أوراق عمل ودراسات وورش عمل وسينظم معرض على هامش المؤتمر.

المؤتمر هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، وسيكون فرصةً مهمةً لتبادل المعلومات والخبرات والتجارب، وخصوصاً أنه يأتي بعد تفاقم أوضاع مرضى السكلر في السنوات الأخيرة. فبينما كان عدد الضحايا محصوراً في حدود 18 شخصاً قبل عقد واحد، أخذ العدد في الصعود بمعدل متسارع، فقفز إلى 24 ضحية سنويّاً، ثم ما لبث أن وصل إلى 36 قبل خمسة أعوام، ليعود ويقفز مجدداً إلى 46 في العامين الأخيرين. وهو ما أثار انتقادات واسعة لوزارة الصحة التي تُتّهم بالتقصير والإهمال في تعاطيها مع هذا الملف الصحي المتورم. كما أثار موجةً من الهلع لدى آلاف المصابين وعوائلهم، وهم يقرأون تباعاً أخبار وفيات مرضى السكلر، الذي أخذ يتخطف ضحاياه من الفئات الشبابية وصغار السن.

الوزارة باحتضانها للمؤتمر؛ تكون قد خطت خطوةً إيجابيةً مهمةً إلى الأمام، على طريق الاعتراف بوجود مشكلة صحية كبيرة، بعدما كانت تتلكأ في ذلك، وكانت تتحسّس كثيراً من أيّ نقدٍ يوجّه إلى أدائها في هذا المجال، وكان بعض الوزراء يغضب حين يوجّه إليه أحد الصحافيين سؤالاً عن «السكلر».

المؤتمر يبشّر بفتح صفحةٍ جديدةٍ في محاربة هذا المرض المستوطن في جزر البحرين، حيث يفترض أننا سنذهب إلى المؤتمر لنتعلم ونتبادل الخبرات مع الآخرين، وليساعدنا ذلك في تصحيح أخطائنا وتعثراتنا. ومن المبكر جدّاً أن ندّعي لأنفسنا «تجربة نجاحٍ» مشكوك فيها، لا يلمسها المرضى ولا يسلِّم بها الرأي العام. ولو كان ذلك صحيحاً لما احتجنا إلى عقد مثل هذا المؤتمر من الأساس.

العقلية القديمة تذهب إلى شدنا إلى الوراء، حيث استبق بعض مسئولي الوزارة بالتصريح قبل أسبوع بأن مرضى السكلر خمسة آلاف وليسوا ثمانية عشر ألفاً، مع أن الرقم صرّح به الوزير السابق فيصل الحمر أمام البرلمان في العام 2008، ولم يخترعه المرضى أو جمعية أصدقاء السكلر. وحتى لو كان الرقم خمسة آلاف فقط؛ فذلك حجةٌ على الوزارة وليس لها، ودليلٌ على فشلها في معالجة هذا الملف على رغم تعاقب خمسة وزراء على كرسي الوزارة خلال عشرة أعوام.

نحن أبناء اليوم، وكلنا أملٌ بأن يخرج المؤتمر بتوصياتٍ تصبّ في مصلحة المرضى وتطوير طرق تقديم العلاج وإنقاذ الأرواح، وخصوصاً أنه سيستعرض قصص تجارب دول أخرى مثل قبرص، الجزيرة الصغيرة التي عانت أجيالها المتعاقبة من ويلات هذا المرض واستطاعت تطويقه والتغلب عليه.

المؤتمر بارقة أملٍ لعشرات الآلاف من المرضى... كخطوةٍ أولى على طريق العلاج الجاد والجذري، وسنواجه بعد ذلك التحدي الأكبر في التنفيذ.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3804 - الإثنين 04 فبراير 2013م الموافق 23 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 10:34 ص

      الحل ليس في مؤتمر

      اصبح اسم المؤتمر يعني أوراق وأشخاص وكلمات ثم ينتهي كل هذا لا يهم هل سيخرج شخص ذو كلمه وصوت وقوة ليفرض الحل

    • زائر 4 | 6:20 ص

      مريض السكلر ليس مدمن

      أتمنى أن لا ينطلق المؤتمر من نظرية خاطئة تعتبر مريض السكلر مدمن. المريض لا يلجأ إلى المهدئات إلا بسبب قصور العلاج وضعف العناية وعدم وجود علاج حقيقي. نتمنى أن يدرك ذلك الجميع.

    • زائر 3 | 5:14 ص

      مريضه سكلر

      ام لا أخاف من الموت لانه حق وقد أخذ الموت أختي بسبب السكلر كما قالو مع أني متيقنه بان الإهمال كان سببا في موتها هل تعتقدون بان مؤتمر قادر على ان يزرع الاهتمام او الحنان او حتى الشفقه في أشخاص ينظرون لنا على اننا مدمنين او مدعيين او كما وصفت اخدى الدكتورات أختي الله يرحمها بانها تتدلع

    • زائر 2 | 11:46 م

      تكنولوجيا الوايرلس اللاسلكية

      يمكن القول بأن التطور التكنولوجي له مضار صحية سيما الأجهزة اللاسلكية الواي فاي والبلوتوث وال3 جي تعرض البشر للموجات الدقيقة "المايكروويف" وهذه الأشعة تصيب السوائل في جسم الإنسان وتؤثر كثيرا على الدم لذا ينصح مرضى السلكر الابتعاد عن استخدام الأجهزة اللاسلكية بكافة أنواعها وأشكلها ( wifi, wimax, 3G, 4G, wireless ) وأيضا جهاز الطبخ المايكروويف

    • زائر 1 | 10:14 م

      نأمل ذلك..

      اجيالنا في خطر لابد من اتخاذ اجراءات حازمة لمعالجة الوضع بل حتى هذا المرض دليل على اصالتنا كمواطنين وليس كما يدعي البعض

اقرأ ايضاً