اقر الامين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان بامتعاض بعض الشارع من اداء المعارضة، اذ ان البعض «غير مقتنعين بأداء القوى السياسية (المعارضة)، ويقولون لماذا تأخذون الاخطار (الاذن) من النظام (للتظاهر)، الا اننا نريد قدر الامكان تخفيف الاصطدام».

وقال سلمان، في مقابلة مع وكالة الانباء الفرنسية (أ.ف.ب) امس الثلثاء (12 فبراير/ شباط 2013) انه على ثقة بأن المطالب بالتغيير الديمقراطي ستتحقق في «زمن منظور»، وان المعارضة قادرة على حل مشاكل البلاد اذا ما شكلت الحكومة.

وفي الذكرى الثانية لانطلاق الاحتجاجات في البحرين، قال سلمان في المقابلة التي اجريت معه بمقر جمعيته في الزنج، «نتألم لأننا لم نستطع ان ننجز المطالب المحقة»، كما حصل في دول اخرى شهدت انتفاضات.

وبحسب سلمان، فإن «جل الجهد في السنتين الماضيتين كان لقمع المطالبين بالحرية، وكان يمكن ان تستخدم هذه الفترة من اجل انجاح البحرين كوطن والوصول الى نظام سياسي متفق عليه ومستقر»، بحسب تعبيره.

الا ان سلمان اعرب عن «شعور بالرضى، لأننا استطعنا ان نحافظ على سلمية وزخم حركتنا (الاحتجاجية) فأعداد المشاركين في المطالبة بالاصلاح الديمقراطي هي الان اكثر مما بدأت في 14 فبراير/ شباط 2011 واعداد المتظاهرين حافظت على مستوياتها لا بل ازدادت».

واكد سلمان انه «مطمئن» بأن مطالب المعارضة المطالبة بملكية دستورية وحكومة تمثل الإرادة الشعبية، «ستتحقق ولكن السؤال في اي زمن»، معربا عن ثقته بأنها ستتحقق «في الزمن المنظور وليس بعد 20 أو 30 سنة».

وعن الحد الادنى من التغيير الذي يمكن ان تقبل به جمعية الوفاق، قال سلمان ان «الحد الادنى هو ما صغناه في وثيقة المنامة، ومن ابرز التنازلات هو ان الملكية موجودة والنظام موجود»، في اشارة الى الوثيقة التي حددت فيها المعارضة مطالبها السياسية.

وبحسب سلمان، فان المطالب تدعو ايضا الى «استقلال القضاء وايقاف التمييز في البلد، وان يكون للبعض سوبر مواطنة ومواطنة درجة ثانية ودرجة ثالثة».

واضاف «انه مجتمع طبقي قائم على اساس التمييز ويجب ان ينتهي».

وعن الخطوات التي يمكن ان تتخذها الحكومة وتعيد برأيه نوعا من الثقة، قال سلمان ان «الإمكانيات كبيرة... تحقيق المواطنة، دوائر انتخابية متساوية، اي انسان يستطيع ان يصبح رئيسا الوزراء، ويسمح بالحرية، فلماذا لا تسمح الحكومة للناس بالتظاهر في المنامة أو في دوار اللؤلؤة» الذي كان معقل الاحتجاجات في 2011.

وبحسب سلمان، فان «السلطة لم تقدم اي بادرة حسن نية، بالعكس الاعتقالات والمحاكمات مستمرة والتضييق على الحريات مستمر والتحريض على المعارضة في الصحف مستمر»، مشيرا الى وجود «1800 معتقل» على خلفية سياسية، وهو رقم تنفيه السلطة بشدة.

وعن التشدد المتزايد في الشارع في البحرين وقدرة المعارضة على تمرير اي اتفاق يتم التوصل اليه في الحوار الذي انطلق الاحد، قال سلمان «اقول للنظام لا تتعب نفسك معي أو مع غيري، نحن غير قادرين على تسويق بضاعة فاسدة، يجب ان تكون هناك بضاعة حقيقية قابلة للتسويق وان تستمر وتنجح بالوصول الى استقرار حقيقي».

وقال انه على ثقة ان «بإمكان المعارضة اذا شكلت الحكومة ان تصفر مشاكل البحرين المزمنة ومنها مشكلة الاسكان والتعليم» وغيرها، متسائلا «هل صعب احترام حقوق الانسان؟». واوضح «أنا أتعهد بأن اي حكومة تمثل الإرادة الشعبية ستكون افضل للبحرين والخليج وللتعامل مع المجتمع الدولي».