صرح رئيس الأمن العام اللواء طارق حسن الحسن بأنه على إثر الدعوات التحريضية التي تم إطلاقها خلال الأيام الماضية والتي دعت إلى الخروج بمسيرات واعتصامات وعصيان مدني وتهديد أصحاب المحلات والمواطنين والمقيمين بعدم الخروج إلى الأسواق والأعمال، قامت مجموعات منذ مساء الأمس الأول بأعمال تخريب وقطع الشوارع وغلق الطرق الرئيسية وارتكاب أعمال عنف واستمروا في القيام بهذه الأعمال من صباح أمس حيث قاموا بإثارة الفوضى والقيام بأعمال عنف واعتداء على الممتلكات العامة والخاصة في مناطق متفرقة.

وأضاف في بيان له أمس الخمس (14 فبراير/ شباط 2013): «في إطار متابعة تلك الدعوات التحريضية تم اتخاذ الإجراءات والتدابير الأمنية والاحترازية اللازمة لمواجهة أي محاولات للخروج على القانون من خلال الانتشار والتواجد الأمني المكثف في الأماكن والمناطق المحتمل حدوث توترات أمنية بها».

وذكر أنه منذ صباح أمس (الخميس) قامت بعض المجموعات بالخروج في مناطق مختلفة وباشرت قطع الطرق وإشعال الحرائق في الإطارات وارتكاب أعمال العنف والتخريب والإخلال بالأمن وإثارة الخوف والفزع وإرهاب الناس والاعتداء على رجال الأمن والمواطنين والمقيمين والأموال والممتلكات وتهديد السلم الأهلي، حيث قاموا بعمل نقاط تفتيش على مداخل بعض القرى والأماكن لمنع الخروج للعمل تنفيذا للدعوات التحريضية بالامتناع عن الذهاب إلى الأعمال الأمر الذي تطلب تدخل قوات الأمن في العديد من المناطق للتعامل مع مثل تلك الأعمال التخريبية والإرهابية.

وأكد أن قوات الأمن حرصت خلال تعاملها على تفادي حدوث أي مصادمات ينتج عنها خسائر من الطرفين؛ لذلك عملت على تفريق تلك المجموعات التخريبية أولاً بأول وهي صغيرة العدد تجنباً لوقوع خسائر أو سقوط ضحايا، إلا انه نتج عن تلك المواجهات إصابة عدد من رجال الأمن، إصابة بعضهم جسيمة وتم نقلهم إلى المستشفيات لتلقى العلاج.

وأشار إلى أن أعنف تلك الأعمال الإرهابية وقعت بمنطقة الديه حيث قامت مجموعة من الأشخاص يبلغ تعدادهم حوالي 300 شخص في حوالي الساعة الثامنة بمحاولة الهجوم والاعتداء على قوات الأمن المتواجدة لحماية منطقة محظورة الأمر الذي استدعي التعامل معهم لتفريقهم من خلال إطلاق طلقات تحذيرية، إلا أنهم استمروا في مواجهة رجال الأمن باستخدام الأسياخ الحديد والحجارة وزجاجات المولوتوف مستهدفين في ذلك إزهاق أرواحهم وإحداث الإصابات بهم، ونظرا إلى اقترابهم بصورة كبيرة من القوات المتواجدة بما يشكل خطراً جسيماً على أرواح رجال الشرطة اضطرت تلك القوات إلى التعامل معهم الأمر الذي أدى إلى إصابة أحد المهاجمين لرجال الشرطة حيث تفيد سجلات غرفة المراقبة الرئيسية وجود تعامل بهذه المنطقة في الساعة 8:11 صباحاً.

وأضاف أنه تمت إحالة عدد من أفراد القوة المشتبه في علاقتهم بالواقعة للتحقيق لمعرفة ظروف وملابسات الواقعة كما تم إخطار النيابة العامة التي باشرت التحقيق وانتدبت الطبيب الشرعي لبيان سبب الوفاة. وأكد خطورة الدعوات التحريضية التي تدعو إلى العنف والشغب والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة واستهداف رجال الأمن من أجل إزهاق أرواحهم، معرباً عن خالص الأسف لوقوع ضحايا نتيجة التغرير والزج بهم في أعمال إرهابية. وناشد جميع المواطنين عدم الاستجابة للدعوات التي تستهدف استغلال واقعة الوفاة من أجل الإخلال بالأمن وإثارة القلاقل الداخلية ووقوع المزيد من الضحايا والخسائر من الجانبين والتي لا يستفيد من ورائها إلا أعداء الوطن.