العدد 3824 - الأحد 24 فبراير 2013م الموافق 13 ربيع الثاني 1434هـ

أطباء وراء القضبان

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من الأخبار التي ستبقى تثير الكثير من علامات التعجب والاستغراب، على المستويين المحلي والدولي، وجود نخبةٍ من الأطباء والاستشاريين البحرينيين في السجن.

الخبر منذ بدايته وهو يصنف في خانة الأخبار غير الطبيعية، لأنه يعكس حالة شاذة تماماً. وهو موضوع أثار الكثير من الانتقادات للسلطة في البحرين، سواءً من المنظمات الحقوقية أو عواصم الدول الحليفة الكبرى، أو حتى المؤسسات المهنية العاملة في الميدان الطبي.

في سياق متابعتها لهذا الملف، غطت «الوسط» يوم السبت الماضي خبر احتجاز الطبيبين الاستشاريين علي العكري وسعيد السماهيجي (طب عيون)، بالإضافة إلى إبراهيم الدمستاني نائب رئيس جمعية التمريض البحرينية.

الخبر تسرّب إلى مواقع التواصل الاجتماعي، ما أثار مخاوف العوائل، وخصوصاً مع انتشار خبر تعرضهم للضرب. وهي ممارسة قديمة كنا نظن أن إدارة السجون قد تجاوزتها منذ أمدٍ بعيدٍ، واستبدلتها بطرق معاملة أكثر رقياً واحتراماً لحقوق الإنسان، وخصوصاً بعد تنظيم عدة دورات لمنتسبي الداخلية في هذا المجال، فضلاً عن وجود أربع مؤسسات أهلية تعنى بحقوق الإنسان، وثلاث منظمات رسمية تعمل تحت الشعار ذاته. ومع ذلك لم يصدر بيانٌ من أيٍّ منها - فيما نعلم - ينتقد هذه المعاملة الحاطّة بكرامة الإنسان، بما فيها وزارة شئون حقوق الإنسان.

العوائل حاولت الاتصال بسجن جو المركزي للاطمئنان على سلامة ذويهم دون نتيجة، ما عمّق المخاوف من وجودهم في أوضاع سيئة، ودفعها لمناشدة الهلال الأحمر البحريني للتدخل في هذه القضية، وربما هي المرة الأولى في تاريخ البحرين التي يلجأ فيها الأهالي إلى هذه المؤسسة لمعالجة هذا الوضع غير السار.

العكري والدمستاني شابان في منتصف العقد الرابع، بينما زميلهما السماهيجي في حدود الستين، وسبق أن تدهورت حالته الصحية بعد تعرضه إلى جلطة، اضطرت الدولة إلى نقله لتلقي العلاج في الأردن، وعاد بعد أسابيع على كرسي متحرك. حتى عامل السن لم يؤخذ في الاعتبار عند إدارة السجون.

الشهر الماضي نشر محامي السماهيجي مضمون رسالته من السجن، يشرح فيها معاناته الصحية والنفسية في ظل سوء المعاملة المستمرة حتى بعد صدور الحكم. والمفترض أن تتوقف كل أشكال التعذيب النفسي والجسدي، وسوء المعاملة المتعمدة، بعد صدور الحكم وتحوّل الشخص من وضعية معتقل إلى سجين. إلا أن رسالة السماهيجي كشفت استمرار تلك المعاملة السيئة، حتى على مستوى قطع المياه عن السجناء، وعدم توافر مياه دافئة خصوصاً في أوقات الفجر في ذروة البرد القارص في شهر يناير/ كانون الثاني. وكان مؤسفاً جداً أن نقرأ أكثر من عشرة طلبات بعضها أساسي وملحّ، وبعضها مما يخفف وطأة السجن على المقيم فيه، مثل السماح بدخول ملابس داخلية واللوازم الصحية والعلاجات.

السجن ليس للتعذيب وإنّما للإصلاح (مع تحفظنا التام على استخدام المصطلح في حالة سجناء الرأي) كما تصرّ وزارة الداخلية في نشرتها وأدبياتها، وهو ما أرادت تأكيده خلال العقد الماضي حين غيّرت اسم السجون إلى «إصلاحيات»، لكن دون أن يتغيّر الجوهر والمضمون.

ما جرى للكوادر الطبية يعيد طرح السؤال من جديد: متى ينتهي التعذيب الجسدي والنفسي الممنهج في سجون البحرين؟

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3824 - الأحد 24 فبراير 2013م الموافق 13 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 11:08 ص

      حاميها

      الغريب انهم اختلقوا شهود يشهدوا على عدم تعذبب الاطباء وهؤلاء الشهود كانوا ضمن طاقم التعذيب. حاميها حراميها

    • زائر 21 | 9:32 ص

      الكرامة للجميع

      في هذه البلد كل الموازين مقلوبة الطبيب في السجن والمجرم والقاتل في عبودية الدينار ، الطبيب يعذب ويشهر به والقاتل والمجرم يحترم ويقبل اليدين وووووو إلى الله المشتكى

    • زائر 20 | 5:47 ص

      لايازمن

      والله صرت أخاف يجي يوم ونقرأ "كتاب أعمدة" خلف القضبان. خلها على الله.

    • زائر 19 | 5:16 ص

      في عيد البش

      سنتهي التعذيب والقتل الممنهج في عيد البش أو إذا حجّت البقره على قرونها ... أو يمكن في الأسبوع اللي مافيه جمعه وسبت وأحد و و و !! يعني مفي أمل

    • زائر 18 | 5:08 ص

      يا سيد هم يعرفون ويعلمون علم اليقين من براءة الاطباء ولكن

      ما يراد من سجن الاطباء والتعدي عليهم هي كلمة واحدة تقال للشعب لا يوجد لديكم حق تطالبون وخذوا من اطبائكم عبرة لفقنا لهم قضايا وهمية وسجناهم ولا يسطيع احد انقادهم من السجن.
      يريدون القول لنا انتم تعلمون والعالم يعلم ان هؤلاء الاطباء ابرياء ولكننا استطعنا سجنهم وتعذيبهم على مرأى من العالم ولا يهمنا لا منظمات ولا غيرها.
      تلك رسالة علينا وعلى العالم فهمها ونحن فهمناها وردها هو ما هو في الشارع
      الآن اما رد العالم فنتركه للعالم ولكن الرد الالهي لا نعرفه متى يأتي وكيف يأتي
      فلله حكمة في التاخير

    • كوثر جاسم | 3:44 ص

      !!

      لقد ناديتَ لو أسمَعتَ حياً ولكن لا حياةَ لمن تنادي !!

    • زائر 14 | 2:51 ص

      ضرب المجتمع من حيث يضرب نخبه

      هي سياسة مفهومة وهي ضرب المجتمع بضرب نخبه وافضل ما يملك
      وهذه السياسة القصد منها تركيع الناس ولكنها لا ولم ولن تجدي نفعا
      فالناس تزداد اصرارا على مطالبها بسبب هذه التصرفات الخرقاء ومن
      يعتقد انه يلوي ذراع الشعب بسجن هؤلاء سوف يدرك ان سياسته
      كانت خاطئة 180 درجة وسأذكركم بذلك

    • زائر 13 | 2:44 ص

      انقلاب العقول ...............

      لطالما تريد حقوقك فأنت متهم ومجرم في حق المستحوذين على البلاد والعباد ...

    • زائر 12 | 2:19 ص

      الوطن يهان بإهانة هؤلاء النخبة ذوي المهن الشريفة

      لا توجد اهانة للوطن اكبر من اهانة نخبه وخيرته فهؤلاء وظائفهم محترمة لدى كل العالم وفي كل العالم تجد الاطباء لهم مكانة خاصة ويعاملون معاملة مختلفة لأن ارواح الناس بيدهم.
      كل الفبركة والتهم المختلقة انما هي عار ان تلصق بمثل هؤلاء وستدركون لاحقا
      مدى الاساءة التي لحقت بالوطن جرّاء التعدي على الجسم الطبي

    • زائر 11 | 2:11 ص

      تعليق رقم 9 تحتاج لتذكير ما فعله اسلافك

      شكرا لكاتب المقال الاستاذ قاسم حسين ... والخزي والعار والعذاب الى الارهابيين المجرميين هادمين المساجد .

    • زائر 10 | 1:44 ص

      سجل يا تاريخ البحرين هذا الخزي والعار

      هذا من اكبر الجرائم التي ارتكبت ضد الاطباء فقط لانهم عالجوا المحتجين

    • زائر 8 | 1:34 ص

      تعذيب الاطباء تعذيب واهانة للشعب فاهموها

      القصد من وضع خيرة ونخبة المجتمع وراء القضبان هي رسالة واضحة تقول لن نسنتثني منكم احد وهاهي نخبتكم فبركنا لها ووضعناها وراء القضبان يريدون
      ضربنا بضرب هؤلاء الشرفاء.
      ونحن فهمنا الرسالة جيدا لذلك ردنا هو لن يتوقف الشارع عن المطالبة بحقوقه
      حتى لو سجنتم كل الشعب

    • زائر 7 | 1:27 ص

      هذة القضية

      هذة القضية سوف تستمر حتى لو اطلق سراحهم و حتى للاجيال القادمة وحتى لو أغلق ملفها ، تعتبر قضية عار على الحكومة و مواليها .

    • زائر 3 | 11:55 م

      جواب سؤالك

      متى ينتهي التعذيب الجسدي والنفسي الممنهج في سجون البحرين؟ هذا السؤال جوابه في الآية الكريمة : حتى يلج الجمل في سم الخياط

    • جعفر الخابوري | 10:41 م

      يكفي

      يكفي مهازل ويجب اطلاق سراح الا طباء

    • زائر 1 | 10:16 م

      حتى تنتهي

      اذا اصبحت القوانين مصدرها الشعب ببرلمان كامل الصلاحيات وحكومة منتخبة ونيابة وقضاء مستقل يسودهما العدل والرأفة وتكون مؤسسات حقوق الانسان حقيقية وضاغطة بعدها سينتهي التعذيب والاهانة للاطباء وجميع المساجين حتى الجنائيين منهم .

    • زائر 9 زائر 1 | 1:41 ص

      تعليق رقم 1 دقيق جدا

      شكرا لكاتب المقتل ولصاحب التعليق

اقرأ ايضاً