العدد 3827 - الأربعاء 27 فبراير 2013م الموافق 16 ربيع الثاني 1434هـ

محمود الجزيري

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

قبل إصابته في (14 فبراير/ شباط 2013)، ومن ثم وفاته في (22 من الشهر ذاته)، لم يكن يعرف محمود الكثيرون، فلم تكن أيام حياته تزيد على 22 عاماً، ومن عرفه، يعرف أنه أصغر إخوته العشرة المصاب أغلبهم وربما جميعهم بالسكلر. تخرج من الثانوية وعمل لمدة أسبوع واحد فقط، بعدها منعه السكلر من الانتظام في عمله، فغادره باحثاً عن عملٍ آخر لم يجده حتى اللحظة التي صوبت على رأسه الطلقة التي أودت بحياته، ونحتسبه عند الله شهيداً.

شريط الفيديو الذي بثه من قاموا بتوثيق حادثة الشهيد محمود، يظهر في ذلك الفيديو الموجود على موقع «اليوتيوب» رجال أمن يصوبون طلقات مسيل الدموع مباشرة على الجزء الأعلى من أجساد المتظاهرين، الذين لم يبدُ أنهم كانوا يحملون ما قد يلحق أذى كبيراً برجال الأمن.

إحدى تلك الطلقات وجهت مباشرة على رأس محمود ومن مسافة قريبة، وأودت بحياته، وعلى رغم وضوح المشهد إلا أننا لم نسمع أن وزارة الداخلية ولا حتى النيابة العامة، ولا أية جهة أخرى، قامت بفتح تحقيق في هذه الحادثة الخطيرة، مع التنويه إلى أن البحرينيين جميعاً لايزالون ينتظرون معرفة مصير ونتائج لجان التحقيق التي شكلت، بدءاً من التحقيق في حادثتي الشهيدين علي مشيمع وفاضل المتروك (فبراير/ شباط 2011)، مروراً بحادثة الشاخورة التي وقعت في (ديسمبر/ كانون الأول 2011)، فصفعة عالي (ديسمبر/ كانون الأول 2012)، وغيرها من القضايا.

كل ما قرأناه، هو إلقاء المسئولية في وفاة الجزيري على من حمله من موقع إصابته وحاول إسعافه، وهي مبررات تذكرنا بمقولة «قتله من أخرجه لا من طعنه بالسيف».

ما ندعو إليه، احتراماً للإنسانية والعدالة والإنصاف، فضلاً عن دستور البلاد والقوانين الرسمية، ليس فقط الإفراج عن جثمان الجزيري الموجود في السلمانية منذ سبعة أيام، فذاك حق بديهي، لكننا نرى وجوب فتح تحقيق نزيه وشفّاف في هذه الحادثة التي لا أعتقد أن أحداً من البحرينيين لا يتألم قلبه عند مشاهدة ما جرى فيها.

وما نود التأكيد عليه، أن دماء كل البحرينيين وغيرهم دماء محترمة، وحرمة إراقتها سواء، محمود ضحية أخرى تضاف لأرواح البحرينيين الطاهرة التي أريق منها ما يزيد على 100 نفس، ولا نحتاج اليوم أو غداً إلى ضحية أخرى من هذه الجهة أو تلك لنذهب إلى الحل السياسي الحقيقي الذي يجنب البلاد والعباد كل هذه الآلام والجراح.

الحل الأمني على رغم غلاظته وشدته، غير قادر على وأد مطالب البحرينيين العادلة بالحرية والكرامة والمساواة، فإذا كان محمود مضى لربه مأسوفاً على شبابه، فكم من محمود آخر في البحرين لا يرى بصيص أمل لمستقبل أفضل له ولأبنائه، وهل ستكون الحلول الأمنية قادرة على إسكات مطالب فطرية تتعلق بالحرية والكرامة والمساواة؟ الأزمة في البلاد سياسية بامتياز، لكن جوهرها يتعلق بالعدالة الاجتماعية، والمواطنة المتساوية بين كل البحرينيين. لسنا بحاجة لمانشيتات عريضة في الصحف تتحدث عن ذلك، بقدر ما نريد أن نجد هذه المطالب العادلة الحقة واقعاً حقيقياً يراه ويصدقه كل محمود على هذه الأرض.

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 3827 - الأربعاء 27 فبراير 2013م الموافق 16 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 26 | 2:28 م

      بل يوجد

      لكننا نرى وجوب فتح تحقيق نزيه وشفّاف في هذه الحادثة التي لا أعتقد أن أحداً من البحرينيين لا يتألم قلبه عند مشاهدة ما جرى فيها.
      لا بل يوجد من البحرينيين وللأسف الشديد من فرح وضحك على سقوط الشهيد مضرجاً بدمائه. هم نفسهم من وشى بزملائه ، ومن زيف تهم باطلة، ومن أخذ ترقية باطلةعلى حساب غيره من المفصولين.
      لك الله يا شعبي، نحيا بكرامة أو نموت

    • زائر 24 | 9:40 ص

      معلم موهوم بالفشل

      لاتنسي انك معلم تبقي الترقية حامض علي بوزك ترجع في القيادة المدرسية

    • زائر 22 | 2:23 ص

      تسلم يمينك يا أستاذ حسن المدحوب

      صحيحُ أن إكرام الميت دفنه ولكني عندما أنظر إلى صور الشهداء الكثيرة التي كسرت حاجر ال 100 أنسى أنهم قتلى وخصوصاً الشباب والأطفال الذين يسقطون مضرجين بدمائهم فتُكتب في شهادات وفاتهم مضاعفات مرض السكلر أو نتيجة ارتطام رأه بجسم صلب لا أظنه نيزكاً سقط من المريخ

    • زائر 20 | 2:05 ص

      دماء الشهداء مرعبة

      إذا سقط دم الشهيد على الأرض فإن السماء تتكفل بثأره ولكن للسماء حكمة
      حتى من قتل الامام الحسين لم يؤخذوا في حينها بل مد الله لهم قدرا من الوقت
      ولكن الله يسلط عليهم بعد حين.
      الانتقام هي سنّة من سنن الله في الأرض ولكنه لا يعجّلها الا لكي يلقي الحجّة
      وتبلغ حجته مداها فلا يصبح للقاتل عذرا عند الله. فيقول له الخالق عز وجل مقررا للعبد(أولم نعمّركم ما يتذكر فيه من تذكّر) غيركم من العباد اخطأوا واعطوا نفس الفرصة فتابوا وعادوا عن ذنبهم ولكنكم اصررتم اصرارا على الذنب وهنا تكون الطامّة

    • زائر 19 | 1:47 ص

      الله يرحمك

      الى جنات الخلد

    • زائر 18 | 1:47 ص

      بلد العجائب

      بدل محاسبة ابحاني .. يتم التضيق على المجني عليهةاهلة بعد موتة

    • زائر 17 | 1:46 ص

      شكرا للكاتب

      مقال جريئ يستحق منا كل الشكر

    • زائر 16 | 1:31 ص

      لقد بلغ عدد الشهداء 132 أنكرت الداخلية قتل غالبيتهم = الله خير الشاهدين

      الله هو خير الشاهدين على جرائم القتل التي حصلت لشهدائنا ومن اصيب ولم يستشهد.
      وثاني شاهد هو هذا الشعب الذي رأى بأم عينه ما قامت به الاجهزة الامنية فوثق وصور وسوف تبقى هذه وصمة عار وتاريخ اسود يلاحق من قام بها.
      الداخلية لا تهتم لوجهة نظر الشعب ما يهمها هو تعمية الرأي العام العالمي وهذا ما سوف يعقد الامور كثيرا عليها فالشعب هو صاحب القضية وهو الذي وثق وصوّر
      ولا يمكن ان ينسى ما حصل له في يوم من الايام وقد فتحت الاجهزة على نفسها باب العداء مع شعبها

    • زائر 14 | 12:55 ص

      الهي مسنا واهلنا الضر وانت ارحم الراحمين

      نشاطر عائلة الشهيد احزانهم ونتالم لالمهم وهم ممنوعين حتى من دفنه
      فياساعد الله قلبوالدته المثكوله
      الهي فرج عنه يالله فرجا عاجلا قريبا كلمح البصر او هو اقرب

    • زائر 13 | 12:54 ص

      أم البنات

      كيف يحاكمون من ضرب شباب الشاخورة وإسالة دمائها وهم يريدون قتلنا ؟ كيف يحاكمون من صفع ذاك الوالد أمام صغيره وهم يريدون إهانتا ؟ كيف يحاكمون من دهس الشهيد علي بداح وقتل المصور أحمد إسماعيل بالرصاص الحي وغيرهم من الشهداء وهم يريدون قتلنا ؟ نعم هذا ما يشهده الجميع فهم يحاكمون من يرمي حجرا أو يحرق إطارا أو يعتصم سلميا ولكن لا يحاكمون من يحمل السلاح ولا من يدهس ولا من يعذب ولا من يقتل / هذه هي دولة القانونوالمؤسسات

    • زائر 11 | 12:42 ص

      تخيفهم يامحمود

      اخفتهم وانت تقف امامهم اعزل لاتملك إلا ايمانا بالله وثباتا على المبدأ وتخيفهم وانت مسجى سلمت الروح لبارئها .. كم أنت عظيم ياشهيد الوطن

    • زائر 9 | 12:08 ص

      الكلمة المأثورة لعمر المختار الم يسمعوعا ويعوها * ان حياتي ستكون اطول من شانقي * وفعلا الى الآن ذكر الشيخ الكبير لا ينسى

      واصبح قدوة الثوار على الظالمين والغاصبين وهكذا سنة الله في الخلق ، ان الشعوب مهما طال الزمان او قصر لا تنسى من قدم حياته دفاعا عن حريته وحرية شعبه ، ومنديلا وغاندي و..... أمثلة حاضرة وماثلة للجميع ولقيام الساعة ، اتدرون لماذا ؟؟
      لان الله سبحانه وتعالى لا يرضى بالظلم والجور لمخلوقاته التي خلقها حرة بغض الطرف دينها وديانتها ومثلما وزع الرزق على البر والفاجر كذلك وزع العدل والحرية والمساواة واذا لم يستطع الإنسان التغيير الله سبحانه يغير ويستخلف آخرين ؟

    • زائر 8 | 11:52 م

      رأيت البارحة في التلفاز جنود إسرائليين يطلقون طلقات مسيل الدموع إلى الأعلى على المتظاهرين الفلسطينيين.. فتعجبت حتى اليهود لا يعملون ما يحدث هنا؟؟

      شريط الفيديو الذي بثه من قاموا بتوثيق حادثة الشهيد محمود، يظهر في ذلك الفيديو الموجود على موقع «اليوتيوب» رجال أمن يصوبون طلقات مسيل الدموع مباشرة على الجزء الأعلى من أجساد المتظاهرين، الذين لم يبدُ أنهم كانوا يحملون ما قد يلحق أذى كبيراً برجال الأمن. إحدى تلك الطلقات وجهت مباشرة على رأس محمود ومن مسافة قريبة، وأودت بحياته، وعلى رغم وضوح المشهد إلا أننا لم نسمع أن وزارة الداخلية ولا حتى النيابة العامة، ولا أية جهة أخرى، قامت بفتح تحقيق في هذه الحادثة الخطيرة..

    • زائر 7 | 11:30 م

      محمود

      آه.. كم أنت شخص رائع يا محمود سوف نشتاق لرؤيتك.. نحسبك عند الله شهيدا ولعن الله قاتليك الذين تعودوا على قتلنا. وخافوا ان يطلقوا سراحك حتى في مماتك.

    • زائر 6 | 11:28 م

      وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

      شهيد يلحق بشهيد فتكبر قافلة الشهداء في وطن لاينكسر فيه الأمل رغم شدة الألم .. فما عاد القتل والسجن والفصل من العمل والتجويع والتمييز يثني صغيرنا فضلا عن كبيرنا في المطالبة حتى النفس الأخير بحقوقنا المسلوبة.
      هنيئاً ياشهيد هنيئاً ياشهيد *** ستحيا من جديد ستحيا من جديد
      أبو صادق الدرازي

    • زائر 5 | 10:32 م

      الشهيد محمود

      الشهيد محمود الجزيرى قتل مع سبق الاصرار والترصد بطلقة مسيل دموع من مسافة قصيرة , وقاتله ومن معه لم يكترثوا وتركوه , ووزارة الداخلية والنيابة لم يحركا ساكنا وكأن الجريمة لا تعنيهما . هنا يتضح ان وزارة الداخلية والنيابة تؤطران للافلات من العقاب . وهذا مؤشر خطير يقود الى انهيار الدولة فغياب عنصر مهم وهو القضاء ونزاهته (النيابة ) يعنى تغييب القوانين والعدالة .. فاذا غابت العدالة غابت الدولة واندثرت

    • زائر 4 | 10:23 م

      شكرا لانسانيتك

      شكرا وتحية لك استاذ حسن ولكل قلم حر لايرتضي بالظلم ... شكرا لكم

    • زائر 3 | 10:21 م

      إنما الدنيا اعدت لبلاء النبلاء

      واهم واهم واهم حتى ينقطع النفس من يظن ان بالقتل والترويع ستسكت الحناجر وتتراجع الناس بل مزيدا من الثبات والصمود حتى لو بقي رجل واحد

    • زائر 2 | 10:19 م

      محمود الجزيري

      اصبح اليوم احد افراد عائلتي الذي بكيته بحرقه بكيت ظلامته وقتلة بدم بارد بكيت جنازته المعطلة دون غسل ولاكفن .. بكيت الاستخفاف بهذا المواطن وهذا الوطن .. !!

اقرأ ايضاً