العدد 3827 - الأربعاء 27 فبراير 2013م الموافق 16 ربيع الثاني 1434هـ

بداعات نسائية بحرينية... من عشق «هواية» إلى «مشروع تجاري»

إ تجارب بدأت من الموهبة إلى الإصرار على التميز

بدأ مشوار العمل التجاري لمجموعة من النساء والفتيات من : «حكاية عشق هواية» أول الأمر... ما لبث أن تحولت هذه العلاقة الى أفكار تكبر وتكبر لتتحول الى مشاريع تجارية... المرأة البحرينية، وعموماً، المرأة الخليجية والعربية، بل وسائر نساء الكون، حين يمتلكن الإصرار والعزيمة والموهبة والإتقان، يتمكن من إثبات أنفسهن في مجال ربما يجعل من أسمائهن أسماءً لامعة.

الكتابة على الاكسسوارات

لذلك، فحبهن لممارسة هواياتهن، دفعهن إلى استثمار إبداعاتهن وتحويل أفكارهن إلى مشاريع تجارية ناجحة في بيوتهن، قائمة على التميّز عمّا هو موجود في السوق، وربما تختصر الشابة دانة مع أخواتها قصة النجاح... فهن يحببن كتابة الأسماء على الإكسسوارات، وإعطاء قيم جمالية للسلع، وهي هواية مدفوعة بحب التميز، فقبل بداية المشروع؛ قامت أختها الكبرى بكتابة اسمها على إكسسواراتها الخاصة، وعندما شاهدها الأقارب وغيرهم أبدوا إعجابهم، وقالوا إنهم يريدون كذلك كتابة أسمائهم، فكان إعجاب الأهل والأصدقاء ومن يلتقون بهن، أهم مرحلة لتحويل الهواية إلى مشروع تجاري بلمسات من الإبداع، بحيث تضيف قيماً جمالية قائمة على التميز.

اسمك على مسباحك

الشابة دانة العسيري، على رغم صغر سنها، فإنها تعمل على التطوير بشكل مستمر، وإدخال منتجات جديدة للنساء والرجال، بمختلف الأعمال، ومن المنتجات الجديدة التي أضافتها هي كتابة الأسماء على السبحات (المسابيح) المصنوعة من الأحجار الكريمة التي يستخدمها الرجال، وتقول عن ذلك: إن «كتابة الأسماء على المسابيح تكون بالفضة الخالصة مطلية بماء الذهب أو بحسب ما يطلبه الزبون، كما أن هناك عدة خيارات للزبون، بحيث يشتري سلعة يكون مميزاً بها»، إلا أن دافعها الرئيسي لهذا المشروع من دون غيره كما تقول :»أنا أحب اسمي، وأحب أن أكتب اسمي على كل شيء، وعندما تعمل شيئاً بحب، فإنه سيتجلى بالإبداع والتميز، وهذا التميز سينال إعجاب الآخرين الذين بدورهم يطلبون هذا المنتج، وإذا زاد طلب الناس تحوّل إلى مشروع تجاري»... إذاً، حبها وأخواتها لأسمائهن تمت ترجمته إلى مشروع ناجح، فهل هذا الحب سيجعل أسماءهن ماركة عالمية؟ الطموح لا حدود له، والمستقبل سيكشف ذلك، والتوفيق يأتي من الله سبحانه وتعالى لكل المجتهدين.

الميزة... قيمة مضافة

ولسيدات الأعمال أفكارهن التي يمكن أن تكون منطلقاً للأخريات، فسيدة الأعمال شُهْرَة آل شريف تقول إن الأفكار لا تتوقف عن التدفق إلى عقلها، وتقوم بترجمة الأفكار الى منتجات الملابس لإضافة قيمة تنافسية، بحيث تكون الملابس مميزة عمّا هو موجود في السوق... فالكثيرون ينتجون ملابس، لكن ماذا يميز منتجاتك عن منتجات الآخرين؟ فأفكارها تتركز على وضع ميزة أو قيمة مضافة إلى المنتج بحيث تكون مختلفة عن منتجات الآخرين كما تصف بقولها: «الميزة أو القيمة قائمة على أفكار من طبيعة البيئة والذوق الثقافي لمجتمعاتنا».

ويلاحظ على بعض منتجات آل شريف الدمج بين الثقافات؛ إذ إن الملابس قد تكون من ثقافة، وتضيف إليها قيمة مضافة من البيئة الثقافية المحلية. فهي تستمد قوة التميز لمنتجاتها من البيئات الثقافية وخصوصاً في المجتمعات التي تفتخر بثقافاتها، فعندما تكون لديها فكرة، تذهب إلى المصنع، وتطلب منه تحويلها إلى منتج، وفق عناصر معينة تلبي الذوق الجمالي، والقيمة المضافة من البيئة المحلية بحيث تكون مميزة.

اللؤلؤة الكبيرة

ولعل قطوف تمكنت من اقتطاف فكرة جميلة، فمشروعها الذي بدأته مع أختها في مجال الحلي والمجوهرات والاكسسوارات حمل اسم (جوان)، لما يعكسه هذا الاسم من دلالات عميقة بتاريخ البحرين، والجوان أو (الجمان) هو اسم يطلق على اللؤلؤة الكبيرة كاملة الاستدارة التي لا عيوب فيها، ونشاط المشروع متخصص في تصاميم الحلي والمجوهرات بميزة بحرينية 100 في المئة، ومنتجاتها من الحلي هي من الذهب مطلية بألوان محددة معتمدة على أربعة ألوان، وتركز في التصاميم على الابتكار للتميز قطعاً، فالمرأة تحب التميز، والمنتج يلزم أن يلبي هذا الحب الذي يستهوي المرأة.

وعن سبب اختيار هذا المشروع؛ تقول قطوف نقي: « تهوى أختي الرسم والتصميم، وتحب التميز، كما أنها تحب أن تظهر جمال المرأة في رسمها، ومن بين هذا الجمال هو الحلي والمجوهرات، فهي تقوم بتحويل إبداعاتها في الرسم إلى منتجات من الحلي والمجوهرات، وبذلك تكون منتجاتنا مميزة لها طبيعة خاصة... لا توجد امرأة في البحرين لا تلبس الحلي والمجوهرات... المرأة تحب التميز والجمال، وبالتالي؛ فإن الأفكار التي تركز على هذا الجانب ستلقى قبولاً وخصوصاً إذا ما كانت قائمة على الابتكار والإبداع».

علامات بحرينية

لِنرَ ماذا لدى الشابتين شيخة الزياني ودانة هجرس... هاتان الفتاتان حولتا هوايتهن في الاختيار والتركيب إلى مشروع تجاري في مجال يعشقانه؛ هو مجال الأزياء والتصاميم، ومشروعهن متخصص في إنتاج ملابس وماركات بحرينية، إذ يقمن بتحويل أفكارهن في التصاميم إلى ملابس مميزة عما هي في السوق بإعطائها قيمة تنافسية أو ميزة معينة... تصف شيخة الزياني الفكرة: «نحن كفتيات نحب التصاميم والأزياء، ولدينا هواية الاختيار والتركيب؛ إذ نقوم بتركيب قماش على آخر، ولون على لون آخر، لإنتاج ملابس مختلفة تكون مميزة، فإذا لبسها الزبون يشعر أنه مميز، وخصوصاً أننا نركز على الألوان الغريبة والأفكار المبدعة».

وقبل أن نبدأ مشروعنا - والكلام لشيخة - كان الكثير من الفتيات، يطلبن مشورتنا بخصوص تفصيل وتصميم ملابس، وهو ما دفعنا إلى التفكير لتحويل موهبتنا إلى مشروع، وتشاركها شريكتها دانة هجرس في الحديث فتقول: «بدأنا مشروعنا في العام 2011... نأخذ فكرة متكاملة لتصميم لباس معين، ونذهب إلى المصنع، ونطلب منه صناعة الملابس وفق المواصفات التي نطلبها، كما نتعامل مع مصانع متخصصة فيما يتعلق بالأفكار التي لها علاقة بالتطريز والإكسسوارات على قطع الملابس».

«وجدنا اهتماماً وترحيباً في السوق لمنتجاتنا، ووجدنا طلباً، والآن ننتج ملابس للرجال والنساء والأطفال، ونعمل على استثمار المناسبات مثل الفورمولا 1 والعيد الوطني وغيرهما من المناسبات المهمّة التي غالباً ما يسعى الناس إلى ارتداء لباس مميز فيها»... هكذا تواصل دانة حديثها لتقول مضيفةً: «نحن نركّز على الجودة بحيث تكون بجودة الماركات العالمية، والذين تعاملوا معنا أبدوا إعجابهم بالجودة، وأصبحوا زبائن دائمين».

الفن وصياغة الذهب

لأنها تحمل الماجستير في صياغة الذهب، استطاعت الشابة ريّة محمد فتح الله تنفيذ مشروعها الذي يقوم على مزج الفن بصياغة الذهب، لإنتاج قطع فنية من الذهب، وتركز على الابتكار والإبداع في إنتاجها، وتعتبر أول بحرينية لديها شهادة الماجستير في صياغة الذهب...هوايتها الفن، وتخصصت دراستها في صياغة المجوهرات، وقامت بدمج هواية الفن في صياغة الذهب لإنتاج قطع ذهب فنية مميزة غير موجودة في السوق، وكل قطعة تختلف عن الأخرى، وهي تقول إن كل ما تنتجه هو من صنع يدها، وأن أهم ما يميزها هو استخدام مادة «المينا»، وهي بودرة زجاج تلتحم مع معدن الذهب والفضة، وهذا العمل يحتاج إلى وقت؛ إذ يستغرق إنتاج القطعة الواحة بين 3 و4 أسابيع، وماذا بعد؟ تقول: «قد أكون الوحيدة في الخليج التي تستخدم مادة المينا في صياغة الذهب، ومنتجاتي مميزة تماماً عمّا هو موجود في السوق... حبي للفن ساعدني على استخدام مادة المينا في الصياغة، لجعل قطع الذهب كلوحة فنية». تلك تشكيلة متنوعة من الإبداعات التي بدأت بأفكار موهبة ممزوجة بطموح وإصرار على النجاح، فتبلورت الى مشاريع على أرض الواقع، ومن دون شك، فالمجال مفتوح لكل من يصر على إكمال الطريق إلى محطة النجاح.

العدد 3827 - الأربعاء 27 فبراير 2013م الموافق 16 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً