العدد 3827 - الأربعاء 27 فبراير 2013م الموافق 16 ربيع الثاني 1434هـ

«بنك الأسرة»... مبادرات المرأة في الصدارة تعزيزاً لمشاركتها في التنمية الاجتماعية

نحو دمج احتياجات المرأة في التنمية الشاملة...

عفاف العثمان وجهينة تقي ومريم قطامي
عفاف العثمان وجهينة تقي ومريم قطامي

«لا تتحقق الأفكار الناجحة على أرض الواقع ولا تستمر إلا إذا جاءت على أساس الإصرار والعزيمة»... لذا، كانت نقطة الانطلاق في تأسيس بنك الأسرة هي خدمة ومساندة محدودي الدخل وخاصة المرأة والشباب والعاطلين كنموذج للمشروعات الاجتماعية التي لا تستهدف الربح، وتقدم خدمات مصرفية وفقاً للشريعة الإسلامية عبر أسلوب متكامل يتم من خلاله تقديم مجموعة من البرامج التمويلية المبتكرة في إطار فلسفة تقضي بأن تكون تلك الفئة شريكاً داعماً في التمويل.

وبالطبع، يتم تنفيذ ذلك من خلال برنامج (جرامين) الذي يتبناه البنك على رأس برامجه عن طريق تجربة بنك (جرامين) البنغلاديشي للبروفسور محمد يونس الحائز على جائزة نوبل للسلام الذي يعتمد على تقديم خدمات تهدف لتنمية المجتمع بطريقة غير تقليدية، وأيضاً، من خلال برنامج تمويل المشاريع متناهية الصغر الذي يتم من خلال البرنامج توفير مجموعة من الخدمات المالية لدعم المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر بدون ضمانات ولا كفيل، وبإجراءات ميسرة بالإضافة للخدمات غير المالية التي توفر التدريب وتسويق وترويج منتجات عملاء البنك مجاناً. ويأتي البنك تحقيقاً لتوجيهات صاحب الجلالة عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين حفظة الله ورعاه لرفع مستويات معيشة المواطن محدود الدخل والطبقة الوسطى، وترجمة لأهداف الإستراتيجية الاقتصادية الوطنية 2030 لتنمية الطبقة الوسطى، وتطوير بيئة الأعمال ودعم المؤسسات الصغيرة وإخراج الفئات المحتاجة من دائرة الفقر.

بنك الأسرة يدعم مبادرات المرأة

ولعل أحد أهم الأهداف الرئيسية للبنك هي تعزيز مشاركة المرأة في التنمية المجتمعية وسد الفجوة النوعية في الحصول على التمويل والقروض بين الذكور والإناث، حيث يركز على توفير الفرص للنساء لمباشرة أعمال صغيرة داخل المنزل.

وقد علقت وزيرة التنمية الاجتماعية ورئيس مجلس إدارة بنك الأسرة فاطمة البلوشي على مساهمة البنك في دعم المرأة البحرينية على هامش المؤتمر الوطني الأول الذي أقيم تحت عنوان «دمج احتياجات المرأة في برامج التنمية الشاملة» تحت رعاية من قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة والذي جاء لإبراز الجهود الوطنية في توفير الفرص المتكافئة والعدالة وتغيير واقع تمكين المرأة البحرينية مؤكدةً على أن توجيهات سموها ودفعها للعمل الجاد نحو تنفيذ إستراتيجية تمكين المرأة على أرض الواقع قد أنتج حراكاً ونقلة نوعية وكمية في الموقع الذي تحتله المرأة البحرينية، كما أن بنك الأسرة قد انتهج إستراتيجية واضحة في التركيز على تمكين المرأة - وخاصة المرأة محدودة المستوى التعليمي والمهارات - التي ترعى أبناءها أو التي تساهم في رفع مستوى معيشة أسرتها بالتعاون مع الزوج، وأن هذا النهج قد أدى إلى أن نحو 68 في المئة من المستفيدين من بنك الأسرة هم من النساء.

وخلال الأعوام الثلاثة الماضية، فقد حقق بنك الأسرة العديد من الإنجازات في خدمته للأسرة البحرينية المنتجة، وخلق أسر منتجة جديدة، عن طريق الدعم المالي بتوفير التمويلات اللازمة، وبالدعم التدريبي والتسويقي من خلال العمل على حضور عملائه في مختلف المعارض والمناسبات:

- الجانب التمويلي: شكل هذا الجانب نقطة بارزة في عمل بنك الأسرة؛ حيث استفادت عشرات العائلات البحرينية المنتجة، من تمويلات مناسبة - وبدون ضمانات غير الضمانات المعنوية والثقة التي زرعها بنك الأسرة بينه وبين عملائه، كما نجح البنك في خلق المزيد من الأسر المنتجة من خلال التمويلات التي قدمها للأسر محدودة الدخل، وموّل البنك أكثر من 1200 عميل منهم نحو 200 حصلوا على قرضين متتالين و23 مشروعاً حصل على ثلاث تمويلات متتالية ما يترجم تطور نمو هذه المشروعات.

- الجانب التدريبي: لقد كانت برنامج تعزيز للتدريب على بدء مشروع صغير ذات أثر كبير في الرفع من مستوياتهم المعيشية وامتلاكهم لخبرات وفنيات إدارة المشاريع الصغيرة، وخلق فرص التطور المجتمعي والرفع من مستوياته المعيشية والتشغيلية. - الجانب التسويقي: وفر البنك لعملائه من الأسر المنتجة - والتي هي في طور الإعداد لأن تكون أسراً منتجة - وفر لها الحضور الدائم والمجاني لجميع الأسواق والمعارض التي تقام بشكل مطرد في مملكة البحرين، وذلك من خلال التنسيق مع الجهات الحكومية المختصة بتخصيص أجنحة خاصة لعملاء بنك الأسرة لعرض منتجاتهم من جانب، وقد استفاد المئات من هذه الخدمات.

- التماسك المجتمعي: برنامج قائم على صهر عملاء البنك في مجموعات - لا تقل عن خمسة أشخاص - حسب أماكن وجودهم، والمساعدة على رسم مساحة من التعاون والتكاتف فيما بينهم بانتخابهم لرئيس للمجموعة وأمين عام لها، يكونان مسئولين عن التنسيق بين المجموعة لتبادل الخبرات المهنية من جهة، ولضمان انسيابية العلاقة بين المجموعة وبين البنك من جهة أخرى، من هنا، شكل هذا البرنامج نموذجاً لتعزيز الروابط الاجتماعية وتشجيع أسس التعايش والتكافل التي عُرف بها شعب البحرين على مر العصور، وقد وقع البنك اتفاقيات تعاون مع عدد 6 من الصناديق الخيرية والمنظمات الأهلية للتواصل مع جميع الفئات وخاصة المرأة والشباب وذوي الاحتياجات الخاصة والوصول إلى جميع المناطق الجغرافية، كذلك وفرت وزارة التنمية الاجتماعية بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة التدريب منحاً ماليةً لعدد 9 جمعيات كي تصبح شركاء البنك وتقدم خدمات التمويل بشكل مستقل.

العدد 3827 - الأربعاء 27 فبراير 2013م الموافق 16 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً