العدد 3834 - الأربعاء 06 مارس 2013م الموافق 23 ربيع الثاني 1434هـ

تصريحات المسئولين بين الحل والتأزيم

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

في المؤتمر الصحافي للجمعيات الخمس المعارضة المشاركة في الحوار والذي عقد بمقر جمعية العمل الديمقراطي (وعد) قبل يومين تحدث ممثلو الجمعيات عن سياسة السلطة في «تطفيش» الجمعيات من الحوار عبر وسائل متعددة منها التصريحات التي يصرح بها مسئولون ووزراء في الحكومة في المؤتمرات وعبر وسائل الإعلام، إضافة إلى أسلوب ونهج بعض المشاركين في الحوار أثناء الجلسات والذين مازالوا ينتهجون منهج التخوين والتشكيك في حقيقة رغبة الجمعيات في إنجاح الحوار الذي اعتبرته الجمعيات وسيلة وليس غاية للوصول لحل سياسي يكون فيه الشعب هو مصدر السلطات عبر تصويت شعبي على مخرجاته وما يذكر فيه من مطالب وحلول .

وفي حين أن القوى المعارضة كانت ومازالت تؤكد على ضرورة إنهاء ما تمر به البلاد من أحداث عبر حلول سياسية يقرها الشعب ويوافق عليها، وفي حين نجد هذه القوى السياسية الوطنية وقد جلست على طاولة الحوار وبين أيديها معطيات واضحة ومطالب مكتوبة تحقق بها مكاسب لكل الشعب بجميع أطيافه، وتخاطب بها مصدر القرار في الوطن، نجد أن فريقاً ثانياً دخل الحوار وبين يديه مطالب ضد من يجلسون معه على الطاولة وضد أساسيات الديمقراطية والحلول السياسية التي سيكونون جزءاً منها وقد يكونون أنفسهم من أكثر المستفيدين من تحققها.

وعلى رغم عدم اقتناع شريحة كبيرة من المجتمع بهذا الحوار، إلا أن الجميع ينتظر نتائجه، خصوصاً أولئك الذين لم يفقدوا الأمل بعد في وجود حكماء باستطاعتهم إنهاء هذه الأزمة بأسرع وقت ممكن، بعد كل هذه الخسارات البشرية والمادية والمعنوية. حكماء أعينهم على مصالح الشعب والوطن قبل مصالحهم الشخصية وكراسيهم التي لم تدم لغيرهم وبالتالي لن تدوم لهم.

لكن ما يحدث منذ عامين وما يصدر من فئة فضلت التأزيم على الحلول، جعلت صوت هؤلاء الحكماء بارداً خافتاً وأحياناً غير مرغوب فيه؛ فتصريحات المسئولين وبعض النواب والشوريين، إضافة لكتابات الكثيرين من الصحافيين وبرامج بعض الإعلاميين في الإذاعة والتلفزيون، كل هذه التصريحات جاءت بهدف التأجيج، والتخوين، وإيقاف أي حلٍ سياسي بإمكانه وقف كل هذي الدماء واستنزاف خزينة الدولة على عتاد أمني يجب أن يستخدم في الدفاع عن الأرض ضد من يحاول لا سمح الله اغتصابها، وليس ضد شريحة واسعة من الشعب خرجت تطالب بحقوقها السياسية والاقتصادية والحياتية والعلمية. إضافة لتصريحات بعض الوزراء ممن راق لهم أسلوب التهديد وأسلوب التخوين، فتارة يصرحون بأن هؤلاء «إرهابيين» جاءوا بأجندات خارجية، وتارة أخرى هم خارجون على القانون لديهم مخالفات تكفي لإغلاق جمعياتهم، وتارة يهددون باستخدام وسائل أخرى إن فشل الحوار! وقد نسوا أن هذا الحوار يجب أن يكون بين الحكومة والمعارضة وبحضور ممثل عن الحكم لأنه الذي يجب أن يقبل أو يرفض أي حل مقترح، وأن الحراك الشعبي لم يتواصل في البحرين بسبب مشكلة بين فئات المجتمع، بل بسبب مطالب وخلافات سياسية بين شريحة واسعة من الشعب وبين السلطة، ولا أحد غير السلطة.

فهل تنجح رسالة المعارضة التي وجهتها للديوان الملكي في إيقاف هذه التصريحات؟ أم أنها ستمرّ كغيرها وتنسى وكأن شيئا لم يكن؟!

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3834 - الأربعاء 06 مارس 2013م الموافق 23 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 11:11 ص

      الحرية والكرامة

      الصراع يتجدد كل فترة زمنية بشكل ما ولكن جوهر المشكلة واخد وهو أن السلطة ترى أنها زمرة من السادة وليس هناك شعب له حقوق وواجبات كما للسلطة حقوق وواجبات وأن الشعب فعلا مصدر السلطات.. يرى المستكبرون أن الشعب ليس إلا عبيد وهذا مالايستطيع شعب البحرين هضمه والقبول به وهويعيش:هيهات منا الذلة

    • زائر 7 زائر 6 | 9:48 ص

      الله يعيييييين ع هالدنيا

    • زائر 5 | 7:49 ص

      لن يستطيعوا تفتيت نسيج المجتمع مهما فعلوا

      أصبحت القضية أكبر من ذلك بعد التجنيس لتغيير التركيبة السكانيه. النسيج كله مهدد بأجانب يزاحمون المواطن في رزقه ومستقبله ومستقبل أبنائه.....فاحذروا واتحدوا...خير لكم. مطالب شعب واحد ضد استهداف الجميع.

    • زائر 4 | 3:44 ص

      لن ولن تنجح

      المشلكه التي تمربها البلاد هي من قبل لانخلق نحن وهي بأن شريحه من الشعب وهي تتكون من المتمصلحين والمنافقين للحصول على المميزات لهم والى أولادهم ومن يقربون لهم من الفتات وغالبية الشعب مهمشين من كل شئ من ثروات بلادهم ومن كرامتهم وتراهم يضحون بارواحهم والعراضهم من أحل نيل تلك الحقوق الذي سلبت منهم طوال هذه العقود من الزمن ولهذا السبب قد اصبحت الحقوق بنسبه الى الاخرين هي حياة وممات ولهذا السبب يوم يخونون ويوم يتلقون الاوامر من الخارج وقراهم ليس عندهم مثل جماعة الريموت كنترول وباعترافهم هم.

    • زائر 3 | 1:50 ص

      لأن بعض المسؤلين كالطفيليات يعيشون على الأزمات

      الأزمات فيها مصالح للبعض وخاصة الوصوليين الذين يصطادون في المياه العكرة على الدوام، هؤلاء لا بد ان يعملوا على زيادة التأزيم لأن اي حل قادم يضر بمصالحهم هذا امر مفروغ منه.
      واي نظام جاد في الاصلاح لا بد ان يعمل على امور اولها ازاحة هؤلاء المؤزمين

    • زائر 2 | 12:36 ص

      الحوار

      هو ان تبقى الامور قبل الدوار والثورة وان تسكتوا وكل شيء على حاله الاول السلطات كلها في يد الحكومة سواء بيد شخص او ثلاثة

    • زائر 1 | 12:07 ص

      لن تنجح

      لنكون اكثر واقعية هذه الازمة الطاحنه ما كان لها ان تستمر وتصل الى تفتيت النسيج المجتمعى لو لا الضوء الاخضر من قبل الحكم . طالما بقى الحكم مصرا على منهج التدمير والاقصاء والانتقام فلن تفلح كل العقول الخيرة فى فتح ثغرة للنور . ولو رجعنا قليلا لبيان المفوضية السامية والذى جاء فيه ان هناك ( ازمة ثقة بين الحكم والشعب ) نعم هناك ازمة ثقة ولن تزيلها رسالة المعارضة للديوان الملكى , ولن توقف تلك التصريحات والشوشرات والموامرات ووو. ولن تحصل المعارضة على جواب شاف على رسالتهم .

اقرأ ايضاً