العدد 3835 - الخميس 07 مارس 2013م الموافق 24 ربيع الثاني 1434هـ

لقمان الحكيم والمصالحة!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لقمان الحكيم كان عبداً من النّوبة، أحبّ اللهَ فأحبّه الله وأعطاه الحكمة، وأصبح مضرباً للأمثال في جميع العصور وعلى مرّ التاريخ. لم يتسرّع قط في قرار، ولم يتراجع عنه إن اتّخذه، ولكنّه كان حليماً طيّباً يتأنّى في قراراته.

ونحن أحوج ما نحتاج إلى لقمان الحكيم في المصالحة، فلا الصراخ يجدي ولا الضغط له مفعول هذه الأيام، ولكن الحكمة هي معيار المنتصر في نهاية المطاف، وما المصالحة إلاّ وسيلة اليوم للحكمة من أجل الخروج من عنق الزجاجة.

إنّ المصالحة المعصوفة حالياً على طاولة الحوار، يشوبها الجدل والتشكيك، ونحن لا نرتضي لهذه الطاولة أن يعصرها من يشكّك ويجادل ويعترض على الدوام، بل إننا نرى فيها منهجاً جديداً ومطلباً ملحّاً من أجل إيجاد حلول حقيقية تهدّئ الشارع البحريني وتبهرنا بمستويات عليا من المصالحة.

أوَنرتضي أن تكون أرض الآباء والأجداد بهذا المستوى من الشحن الطائفي، ومن التضاد السياسي، ومن التهميش الواضح؟ «لا وألف لا»، إننا لا نرضى لهذه الأرض الطيّبة إلا الخير والإصلاح، وعليه وجب على من يدير الحوار أن يأخذ بحكمة لقمان!

فلقمان لديه وصايا عديدة، وعُرفَ عنه الحكم السديد، ولابد من التفكير في أي موقف نتّخذه حتى على الصعيد الشخصي، فقد نكون مقصّرين في أمر، وقد يقوم أحدهم بتوجيهنا، فإن كنّا مقصّرين فلابد من الاعتراف والانسحاب حتى لا نؤثّر على الجماعة، وإن كنّا لم نقصّر ولكننا غير متفرّغين فلابد لنا من مواجهة الموقف وعدم المواصلة، حتّى لا يؤثر ذلك على المصالحة، فيردّ بردٍ عكسي غير توقعاتنا.

هناك عجزٌ في الموازنة، وهناك مطالب حقيقية، وهناك واجباتٌ لابد للمواطن من أدائها تجاه الوطن، كلّها أمور تصب في بوتقة واحدة، «الحب»، «الود»، «التراحم»، «التعاطف»، «التنازل»، «إيثار الآخر على النّفس»، «صون اللّسان»، «الاعتراف بالخطأ»، «الاعتذار»... هذا هو النجاح الحقيقي من أجل إنجاح الحوار.

لسنا بأفضل من أحد ولا أحد أفضل منّا، بل الجميع يعمل من أجل البحرين، والجميع يحاول تقديم الغالي والثمين من أجل إنهاء الحوار وتحقيق المطالب، فإذاً نحن نتفق على هذه الأولوية ولا نختلف عليها، ولابد لنا من تحقيقها حتى يزدهر وطننا مرّة أخرى!

وما نقول إلاّ: فليحفظ الله البحرين وأهلها، اللهم من أراد بنا سوءا فرد كيده في نحره، اللهم أرهقتنا الأزمات وتعسّر الحال وأنت أرحم الراحمين، فارحمنا في جمعتنا هذه وفي غيرها من الأيام، وسدّد خطانا، واجعلنا أخوةً متحابين كما كنّا وأفضل... إنّك أنت العليم الحكيم. وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3835 - الخميس 07 مارس 2013م الموافق 24 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 9:00 ص

      أخالفك الرأي

      لا أريد التشخيص ولاكن الشيئ بشيئ يذكر من يمارس بحقة القتل وتهميش وتعذيب ومداهمه المنازل ولأغتصاب ؟؟ لنكون أكثر جرأه وأكثر عقلانية ، من يدفع ثمن المنافقين في البلد ؟ ومن اجج الصراع حين تجمع فئه لا تمد بصله عن المجتمع البحريني الأصيل وأخرها وصور تتكلم ولقصد مفهوم .
      أنا لا تهمني المذاهب ولأديان وأنما تهمني مصلحة الشعوب نحن نطالب بمملكة دستوريه وحكومة منتخبه وغيرنا يطالب ببقاء الدكتاتورية وفوق كل هذا نحن من نأجج الشارع ولعنف !!!
      هذا زمان الشعوب وليس زمان الدكتاتورية

    • زائر 22 | 7:32 ص

      تذكير وجمعة مباركة

      تذكير للذين سيوقفون الموازنة .. ها متى بتوقفونها؟
      تذكير للنواب الذين هددوا الوزيرة عن العلاوة .. وين وصلتوا؟
      تذكيرللنائب اللي قال بأن زيادة راتب المتقاعدين قريب جداً قبل 4 أشهر .. ها وين ومتى؟ تذكير للنوايب كلهم وللتجمع .. متى بترحمون المواطنين وبتتكلمون عن الزيادات الموعودة ؟ عاد مو 5 أو 10 دنانير !!!

    • زائر 18 | 3:58 ص

      مريم يا دانة البحرين

      يا ليت مثلج في الخلايق ملايين ، لكن حلاة الشئ ندرة وجوده

    • زائر 17 | 3:50 ص

      استرزاق وطعن المصالحة

      هذيان عقرب الرمل اليومي زاد عن حدة بالرغم من التوجيهات الرسمية بإشاعة الهدوء والعقلانية في الطرح فهدفها تخريب الحوار لتتحزم وترقص عشرة على الطاولة وما ينقطع رزقها

    • زائر 19 زائر 17 | 4:57 ص

      عقرب الرمل لن تهدأ حتى تضرم النار بين شعب البحرين

      هذه ادوات للفتن ووقف موقوف لهذا الغرض هي مسخرة نفسها من اجل اشعال الفتن والنار بين فئات الشعب وكلما نجحت في اذكاء نار الفتنة زادوا لها في عطائها
      ولكن هناك ملفات اخرى يحملها الملكان تسجل عليها كل شاردة وواردة وسوف
      تصعق حين ترى ما نشبته من فتن وبالا عليها
      أما بنت الشروقي فسلام لها منا وسلام عليها منا طابت وطاب منتبها حرّة بنت احرا

    • زائر 16 | 2:31 ص

      ما ينقص المقال

      هو تذكيرك اين وصل الاستجواب

    • زائر 15 | 2:24 ص

      اختى الله يرحم لقمان

      لو كان بيننا اليوم لكفروه وغالطوه ووصفوه بل الاهبل الحقد والكراهيه سببه النفاق بلا ادنا شك ولداللك الله سبحانه وتعالى وضع المنافقين فى الدرك الاسفل من النار بمعبى انهم اشد كفرأ نفسهم عاشوا بين الرسول الاعظم وبعد مماته الى يومنا هادا تعجبك اجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم كانهم خشب مسندة هادا اروع تعبير للمنافقين

    • زائر 14 | 2:19 ص

      المصالحة مع من ؟

      مع من المصالحة ؟؟ هادمي المساجد .. هاتكي الاعراض سافكي الدماء .. الذين فصلونا عن الاعمال .. لو مع الذين شتمونا .. غريب الامر اختي .. ما المشكل ان يكوون الشعب فيه مصدر السلطات .. حكومة منتخبة امن للجميع .. برلمان كامل الصلاحيات .. وغيرها .. اليست مبادئ ديمقراطية ؟ هذا اقل سقف للمعارضة .. ماذا تريدون الحل ان يكون بعد الجرائم النكراء !!

    • زائر 13 | 2:14 ص

      نحتاج الى نوايا صادقة.

    • زائر 11 | 1:19 ص

      كلام من ذهب ولكن اذا بيع هذا الكلام في سوق الفحم فما جدواه

      قلتي وكتبتي وقال الكثير من المخلصين ورددوا ان الحكمة في هذا البلد ضائعة قبل 14 فبراير وبعده كان الكثيرون يقرأون الواقع ويستشرفون الخطر القادم ولكن
      على العكس من ذلك كان هناك صد لكل ما يكتب وكانت هناك مخططات واجندات
      تزيد من الانفجار وتعجّل به وتسرّع وتيرته.
      لا فائدة من الحكم والمواعظ والكلام المفيد مع من لا يرون الا رأيهم ويتصرفون حسب
      مزاجهم وحسب ما يرتأونه هم وهذا بإن الله سيورد بلدنا الهلاك عما قريب

    • زائر 10 | 1:10 ص

      واني لكم لمن الناصحين

      قالت زميلة لكي في المهنةالتي أسميتيها (عقرب الرمل ) في احد الاعمده في السنوات التي خلت ان الشاه محمد رضا بهلوي استدعى احد المعارضين في الخارج قبيل انبصار الثورة الايرانية وقال له كلي اذن صاغية لمشورتك للخروج من المازف ..
      فرد عليه قائلا :
      لقد انته الوقت وفات الاوان والانقلاب الشعبي على الابواب ان صح التعبير
      وانا اقولها استمعوا الى الحكماء والعقلاء من هذ الوطن الخير
      وابتعدوا عن جوقة المنافقين والمتمصلحين وعبدة الانا قبل ان يكونوا شوكة في خاصرتكم قبل فوات الاوان ..

    • زائر 9 | 12:20 ص

      ما توقعناه حصل

      قلنا من قبل لا نأيد ولا نريد جمعيات المصطصلحة ان تشارك في الحوار فسوف تفسده وهذا ما حصل . والف تحية لك يا اختي على مقالاتك النابعة من الحب والولاء للوطن

    • زائر 8 | 11:51 م

      ولكن ..

      شكرا أختنا العزيزة مريم ... أنت فعلا مخلصة للوطن ولجميع المواطنين ...
      ولكن بود القارئ أن تتعرض لموضوع تأزيم الحوار فهناك جهات معيّنة همها الوحيد اضعاف هذا الحوار بل تتمنى أن يخرج منه بعض المتحاورون وذلك لغرض مزيد من التأزيم (فهناك الكثير من الأمثلة منها كثرة الاعتقالات ... مزيد من القمع ... محاكمات ...الخ) . فكل رجاءنا أن نرى هذا الموضوع وهو موضوع من يعكر صفو هذا الحوار ... وشكرا

    • زائر 7 | 11:09 م

      لم نرى مشاغبة إلا من قوم الفزعة

      ونحن لنا مطالب وإلا وهي ورق مخطوطة بخط اليد وعلى طاولة الجوار وعلى عجالة وعرفت الحكومة تختار مشاغبون رأيتي أًختي مريم كيف الحكومة تعرف تأتي بالمشاغبين

    • زائر 6 | 10:44 م

      هذة الأيام

      ما يجري على الساحة البحرينية هو حوار وليس مصالحة المصالحة أن يجلسوا مع اصاحب الشأن وهذا ما لا تسطيع السلطة الحالية أن تواجه لانها تعرف حجم الانتهاكات

    • زائر 5 | 10:32 م

      تسلمي

      مريم لسان حال كل بحريني شريف عامل نشيط ، لسان كل بحريني ينادي من اعماق قلبه بـ "نحـــن وليس أنــــا" ، لسان كل بحريني لاصق بالارض ولكن لا يقبل الضيم والظلم والتهميش ، لسان كل بحريني يؤمن بأن البحرين للبحرينيين فقط وفقط، نملكها أرضا وسماء وهواء وبحرا وبرا وارادة وفداء ، بملئ الفم نقول إنها لنا ونحن لها. تسلمي يا بنت ديرتي أيها الشريفة العفيفة الصادقة وشريكة كل بحريني في حب الديرة وبدون احتفالات بهرجه. كلماتها والله لقمانية وواضحة وكافية لحل كل الاشكالات على طاولة الحوار ، فهل من مدكر ؟

    • زائر 4 | 10:32 م

      أمثال لقمان خاسرين

      مع الجهال.

    • زائر 3 | 9:44 م

      بنت الشروقي لك ولقراء الوسط التحية وجمعة مباركة وعتب عليك......

      وعتابنا لك هو عدم ذكرك للوصايا التي تختتمين فيها مقالك للرياييل في مجلس شعبنا بتدكيرهم ابن وصل موضوع الفساد المالي ومقولة المعاودة واقول ليكون تتعبتين ولوحبيت الرهان بان الدورة ستنتهي دون ان تجرا الكتل على المحاسبة والتحقيق الااذا سرق الريموت كنترول اوتعطل وهذان محالان جمعة مباركة طيبة.

    • زائر 1 | 9:14 م

      مصالحه بين من

      مصالحه بين من ومن نحنو قدمنا الغالي الي هذي الارض ( قدمنا فلادات اكبدنا ) والغير يترقص على دمانا .... ويحاكم مرتكبي القتل والتعذيب

اقرأ ايضاً