العدد 3837 - السبت 09 مارس 2013م الموافق 26 ربيع الثاني 1434هـ

الطبقة الوسطى في باكستان تتخلى عن الغرب وتحلم بالصين

في باكستان لاتزال النخبة توجه أنظارها إلى الغرب إلا أن أطفال الطبقة المتوسطة الناشئة يحلمون أكثر فأكثر بالصين الجارة المزدهرة اقتصادياً التي فيها جامعات متاحة وحيث لا يشكل أن يكون المرء باكستانياً أي عقبة.

في مدرسة «سيتي سكول» في إسلام أباد يغني أطفال في الثانية عشرة أغنية بلغة ماندارين تحت ناظري مدرسهم هايواي. هذه المدرسة الخاصة في العاصمة اعتمدت قبل سنتين تقريباً مشروعاً- نموذجياً لتعليم اللغة الصينية. وفي حال أتت نتائج التجربة إيجابية فإنها ستعمّم على 200 فرع من هذه المدرسة في باكستان. وقد أقدمت مؤسسات خاصة أخرى على الخطوة ذاتها. وتدخر الطبقة الباكستانية المتوسطة المال لتعليم أبنائها لكنها لا تملك الوسائل الكافية لإرسالهم إلى أكسفورد أو هارفارد مثل أبناء النخبة السياسية والعسكرية والصناعية في البلاد. يضاف إلى ذلك أن الشباب يواجهون صعوبات في الحصول على تأشيرة للدراسة في الخارج بعد عقد كارثي بالنسبة إلى باكستان المتهمة بأنها معقل للإسلام الراديكالي والتي تدميها بانتظام الاعتداءات. إلا أن الصين في المقابل عززت تبادلها التجاري مع باكستان وهي تستثمر بكثافة لتحسين مستوى جامعاتها.

ونتيجة لذلك بات أمام الشباب الباكستاني خيار جديد أدى إلى فورة في تعلم اللغة الصينية في باكستان.

ويقول علي رافعي: «عندما زرت الصين كان الناس يسعدون عندما يعرفون أني باكستاني. وهذا فرق واضح مع الحلم الأميركي الذي كان الأولوية قبل سنوات قليلة والذي تحول الآن إلى الصين». وقد زار هذا الطالب الثانوي البالغ 18 عاماً الصين خلال الصيف وأرسل طلباً ليدرس الاقتصاد في جامعة شاندونغ. ويقول: «الحلم الصيني تحول إمكانية». وتوضح زميلته صفوت مير التي تريد درس الطب في الصين «إنه خيار أكثر منه حلم».

وعلى غرار علي وصفوت، يستعد آلاف من الشباب الباكستاني للانضمام إلى ثمانية آلاف طالب من بلادهم باتوا يتابعون دروساً في الصين على ما تفيد سفارة باكستان في بكين. ويؤكد عدنان خان وهو طالب لغة صينية يريد الحصول على شهادة دكتوراه في الاتصالات من الصين «أفضّل أن أتعلم في الصين على التعلم في بريطانيا، لأنها دولة حدودية والدراسة فيها أقل كلفة». مصباح رشيد كانت أول مواطنة مدني من باكستان يحوز إجازة بلغة ماندارين من جامعة صينية. كان ذلك في العام 1981. ومنذ ذلك الحين تدرس في الجامعة الوطنية للغات الحديثة في إسلام أباد وهي لمست من الداخل هذا الاهتمام المتزايد باللغة الصينية في باكستان. وتقول: «في مطلع الثمانينات كانت هناك حفنة من الطلاب في القسم الصيني. والآن لدينا أكثر من 200 طالب. غالبيتهم ينتمون إلى الطبقة الوسطى. لدينا عدد قليل من الطلاب الذين ينتمون إلى النخبة».

العدد 3837 - السبت 09 مارس 2013م الموافق 26 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً