العدد 1518 - الأربعاء 01 نوفمبر 2006م الموافق 09 شوال 1427هـ

طالباني: الحرب لم تكن أفضل خيار لكنها «الوحيد»

الهاشمي ينتقد أوامر المالكي برفع الحواجز عن «الصدر» ومقتل 19 عراقياً وجندي أميركي

بغداد، باريس - أ ش أ، أ ف ب 

01 نوفمبر 2006

أكد الرئيس العراقي جلال الطالباني أن «الانسحاب الفوري» للولايات المتحدة من العراق «سيكون له فعل الكارثة» في الوقت الحالي. معتبراً أن الحرب على العراق لم تكن أفضل خيار لكنها ربما كانت «الخيار الوحيد». جاء ذلك في وقت أعلنت فيه مصادر أمنية عراقية مقتل 19 عراقيا بينهم سبعة من عناصر الأمن في سلسلة من التفجيرات وأعمال العنف في العراق. كما أعلنت القوات الأميركية ارتفاع حصيلة قتلى الشهر الماضي إلى 104 جنود من المارينز.

وقال الطالباني - في حديث نشرته صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية بمناسبة زيارته التي يقوم بها لباريس- إنه «يتطلع إلى المستقبل الآن»، داعياً الفرنسيين بدورهم إلى «النظر إلى العراق من زاوية مختلفة وبنظرة جديدة». وأوضح الطالباني أن هناك مفاوضات تجرى بين مجموعات «حرب العصابات» لانضمامها إلى العملية السياسية في إطار مشروع المصالحة الوطنية، مشيراً إلى أن قانوناً للعفو العام تجرى مناقشته حاليا في إطار مجلس الأمن القومي لتيسير العملية الديمقراطية.

وفيما يتعلق بانسحاب قوات التحالف الدولية من العراق، قال الطالباني إنه «لابد أولاً من إعداد قوات الأمن العراقية بحيث تكون على قدر التحدي الذي ينتظرها والذي يتمثل في إقرار الأمن والنظام والحفاظ عليهما». وأضاف أن «هناك إجماعاً بين القوى السياسية العراقية على أن الانسحاب الفوري للقوات الأجنبية ستكون له آثار ضارة على العراق والشرق الأوسط والعالم أجمع».

في هذه الأثناء، انتقد نائب رئيس الجمهورية العراقي طارق الهاشمي إجراءات رفع الحواجز ونقاط التفتيش عن مدينة الصدر والتي أمر رئيس الوزراء نوري المالكي أمس الأول برفعها «جميعاً». وفي بيان صادر عن المكتب الإعلامي للهاشمي قال فيه «بعد أن شهدت مدينة بغداد تحسنا ملحوظا في الأمن خلال الأيام القليلة الماضية بفضل الإجراءات الأمنية التي نفذت على الأرض، فوجئنا بقرار ينفرد به رئيس الوزراء يقضي بتبديل خطة أمن بغداد ومن بينها رفع نقاط السيطرة المفتوحة على الجسور العابرة على قناة الجيش»، في إشارة إلى الطريق المحاذي لمدينة الصدر. ومن جانبه، دعا نائب رئيس الوزراء العراقي لشئون الاستخبارات سلام الزوبعي إلى عدم تفسير موقف الهاشمي الرافض لقرار رفع الحواجز الأمنية بطريقة «خاطئة». وقال: «إن الهاشمي نائب جمهورية العراق، وليس نائباً لفئة أو طائفة معينة»، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنه يحترم قرار المالكي رفع الحواجز وفتح منافذ العبور؛ وذلك لأن هذا القرار يصب في مصلحة البلاد.

وفي سياق آخر، أعلن النائب في البرلمان العراقي عن قائمة الائتلاف العراقي الموحد والقيادي في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية رضا جواد تقي، أن لجنتي الأمن والدفاع والشئون الخارجية في مجلس النواب العراقي تدرسان موضوع تمديد فترة بقاء القوات المتعددة الجنسيات في البلاد.

ميدانياً، أعلن الجيش الأميركي في بيان مقتل جندي أميركي خلال معارك في محافظة الأنبار ليرتفع بذلك عدد القتلى الأميركيين إلى 104 جنود خلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. كما قتل أربعة مدنيين وشرطي وأصيب 14 آخرون بينهم أربعة من رجال الشرطة بانفجار سيارة مفخخة بالقرب من ساعة عقبة بن نافع في منطقة الكرادة وسط بغداد، بحسب مصدر في الشرطة العراقية. وقتل موظفان يعملان في المحكمة المركزية العراقية وجرح اثنان آخران في انفجار عبوة ناسفة وضعت تحت خزان الوقود في سيارتهما فوق جسر الجمهورية القريب من المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد. وأضاف أن «أخوين يعملان ضابطين في الجيش العراقي قتلا بنيران مسلحين مجهولين داخل سيارتهما في حي راغبة خاتون شمال بغداد». وقتل شرطي وجرح ثلاثة آخرون خلال اشتباكات مع مسلحين مجهولين في حي الدورة. وأشار المصدر إلى أن «المسلحين لاذوا بالفرار».

وفي هجوم آخر، أعلن مصدر في وزارة الداخلية رفض الكشف عن اسمه أن «مدنيين قتلا وأصيب عشرة آخرون في انفجار عبوة ناسفة كانت موضوعة داخل سيارة أجرة كانت في الشارع الرئيسي في سوق الشورجة التجارية»، أكبر أسواق بغداد.

وفي حي اليرموك قتل شرطي وأصيب اثنان آخران إثر سقوط قذيفة هاون بالقرب من دوريتهم بحسب مصدر في الشرطة. من جهة أخرى، أعلن مصدر أمني طلب عدم الكشف عن اسمه أن «الشرطة العراقية عثرت على عشر جثث مجهولة الهوية منذ صباح اليوم (أمس)، ثلاث منها في حي العامل (جنوب غرب بغداد) وسبع أخرى في مناطق متفرقة في الرصافة (الجانب الشرقي لبغداد)».

وفي الموصل، أعلن الرائد في الشرطة العراقية أحمد محمد، مقتل ستة أشخاص بينهم شرطي وشرطية في هجمات متفرقة في المدينة. وفي الديوانية، أعلن مصدر في الشرطة العثور على جثة مترجم يعمل لدى القوات الأميركية بعد خطفه أمس الأول.

وفي شمال محافظة وسط، قال مدير الطب العدلي في المحافظة مامون عجيل إن «الشرطة العراقية انتشلت عشر جثث من نهر دجلة بالقرب من بلدة الصويرة إحدها مقطوعة الرأس وتم التعرف إلى واحدة منها فقط». وأضاف أن «لجنة مشتركة من الوقفين السني والشيعي والبلدي والصحة ستقوم بدفن 21 جثة مجهولة الهوية مضى عليها نحو شهرين من دون تعرف ذويها إليها في إحدى مقابر الكوت».

وفي سامراء، قال مصدر في الشرطة إن السلطتين العراقية والأميركية فرضتا حظرا للتجوال في سامراء منذ الصباح (أمس) حتى إشعار آخر بعد اغتيال أحد عناصر الشرطة مساء الثلثاء.

إلى ذلك، تمكنت القوات المتعددة الجنسيات من تدمير مصنع للعبوات الناسفة في جنوب العاصمة (بغداد) تابع إلى «القاعدة» في العراق.


البيت الأبيض يتهم كيري بإهانة الجنود في العراق

واشنطن - أ ف ب

اتهم البيت الأبيض والغالبية الجمهورية الثلثاء الماضي المرشح السابق للرئاسة الأميركية جون كيري بإهانة العسكريين المنتشرين في العراق.

وكان السناتور الديمقراطي جون كيري أعلن أمام طلاب خلال تجمع في لوس أنجلس أنه «يجب الاستفادة من الدراسة إلى الحد الأقصى والدرس باجتهاد والقيام بالفروض وبجهد لكي تكونوا أذكياء وتبرعوا وإلا فستجدون أنفسكم عالقين في العراق». ورد الناطق باسم البيت الأبيض طوني سنو قائلا «إنها إهانة كبرى».

ونشر الحزب الجمهوري على الفور تصريحات كيري فيما قال زعيم الغالبية في مجلس النواب جون بونر إن «تعليقات كيري خالية من الاحترام وتهين الرجال والنساء الذين يخدمون الجيش والذين يستحقون أفضل من قيام سناتور أميركي بالتقليل من أهمية خدمتهم» حين يخاطرون بحياتهم.

من جهته، رد كيري على ذلك منتقدا أولئك «الذين لم يرتدوا البزة العسكرية في حياتهم ويكذبون ويشوهون بطريقة واضحة تصريحات أولئك الذين أدوا الخدمة العسكرية». ونفى كيري الحائز على وسام عن خدمته العسكرية سابقا في فيتنام أن يكون وجه إهانة للقوات الأميركية قائلا إن «من يعتقد أن مقاتلا سابقا ينتقد أكثر من 140 ألف بطل يؤدون الخدمة في العراق بدلا من انتقاد الرئيس الذي وضعنا في هذه الورطة، يكونون قد فقدوا صوابهم».

إلى ذلك، طالب الرئيس الأميركي جورج بوش منافسه الديمقراطي السابق على مقعد الرئاسة بالاعتذار عن تصريحاته بشأن مستوى ذكاء جنود الجيش.

ومن جانبه، أكد زعيم المعارضة هاري ريد «يوم جديد من دون خطة، بدون نهاية» قريبة للحرب في العراق. ويرد ريد بذلك على تصريحات بوش الذي قال في آخر تجمع انتخابي حضره «إذا استمعتم إلى خطط الديمقراطيين للانتصار (في العراق)، فستجدون أنهم لا يمتلكون خططا»

العدد 1518 - الأربعاء 01 نوفمبر 2006م الموافق 09 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً