العدد 1526 - الخميس 09 نوفمبر 2006م الموافق 17 شوال 1427هـ

مترشحون يتخذون أسلافهم شماعة للوصول إلى المقاعد البلدية

تتزايد هذه الأيام الابتكارات والتقليعات التي يخرج بها المترشحون البلديون لكسب ود الناخبين، فتارة يدعي أحدهم أنه عقد اتفاقاً مع إحدى الشركات لتوظيف العاطلين من أبناء دائرته، وتارة أخرى يؤكد أنه يعقد جلسات تشاورية مع كبار المسئولين لمعالجة مشكلة الشوارع البالية والمداخل الضيقة، في حين كانت آخر صيحات الدعاية الانتخابية، تجريح الأعضاء البلديين السابقين والصعود على ظهورهم للوصول للمقعد البلدي من خلال التقليل من شأن ما أنجزوه طوال السنوات الماضية من خدمات، وإن سمحت الظروف فسيتم نسف جميع ما تم وإظهار الحياة على أنها بائسة ومستحيلة ولا تطاق في أحياء المملكة وقراها.

والواضح أن المترشحين لم يعودوا يفرقون بين ما هو مشروع في الدعاية الانتخابية وما هو ممنوع، لذلك ترى بعضهم يجري خلف المنصب بعيداً عن أية أعراف أو أخلاقيات أو قيود، حتى إن تطلب الأمر النيل من عضو بلدي سابق هو في الأساس موازٍ للمترشح في عضوية إحدى الجمعيات السياسية.

ومن الملاحظ أيضاً أن من كان يشد على يدي عضو بلدي طوال سنوات من العمل المضني أصبح اليوم يلويهما من أجل مصلحة ربما تبددها صناديق الاقتراع.


مترشحون يقللون من إنجازات أسلافهم للوصول إلى المقعد البلدي

الوسط - أحمد الصفار

مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية والنيابية، تتزايد الابتكارات والتقليعات التي يخرج بها المترشحون البلديون لكسب ود الناخبين، فتارة يدعي أحدهم أنه عقد اتفاقاً مع إحدى الشركات لتوظيف العاطلين من أبناء دائرته، وتارة أخرى يؤكد أنه يعقد جلسات تشاورية مع كبار المسئولين لمعالجة مشكلة الشوارع البالية والمداخل الضيقة، في حين كانت آخر صيحات الدعاية الانتخابية، تجريح الأعضاء البلديين السابقين والصعود على ظهورهم للوصول للمقعد البلدي من خلال التقليل من شأن ما أنجزوه طوال السنوات الماضية من خدمات، وإن سمحت الظروف يتم نسف جميع ما تم وإظهار الحياة على أنها بائسة ومستحيلة ولا تطاق في أحياء المملكة وقراها.

لم يعد المترشحون يفرقون بين ما هو مشروع في الدعاية الانتخابية وما هو ممنوع، لذلك ترى بعضهم يجري خلف المنصب بعيداً عن أية أعراف أو أخلاقيات أو قيود، حتى إن تطلب الأمر النيل من عضو بلدي سابق هو في الأساس مواز للمترشح في عضوية إحدى الجمعيات السياسية، ومن الملاحظ أيضاً أن من كان يشد على يدي عضو بلدي طوال سنوات من العمل المضني أصبح اليوم يلويها من أجل مصلحة ربما تبددها صناديق الاقتراع.

عيسى: الظاهرة مستشرية فعلاً

وفي هذا الصدد، يشير عضو مجلس بلدي المحرق ممثل الدائرة الرابعة حسين عيسى إلى أن هذه الظاهرة مستشرية فعلاً، وهي تنم عن قلة وعي المترشح بأصول الانتخابات وأخلاقياتها، كما تكشف عن استهزائه بعقول الناخبين ومستويات فهمهم من خلال محاولة تمرير أجندة لديه قد تصل في بعض الأحيان إلى تصفية بعض الخلافات الشخصية. ويرى حسين أنه على الكتلة الانتخابية في كل دائرة أن تبرهن لهذه النوعية من المترشحين بأن الوصول إلى المقعد البلدي لا يبرر الدخول في مهاترات واثارات مع أعضاء مثلوا الأهالي بطريقة أو بأخرى، كما اختارهم الناس ليكونوا صوتاً لهم، وسواء وفقوا أم لا فإنهم يبقون خيار الناس وعلى اللاحق من البلديين أن يحترم جهود من سبقه.

ويعتقد العضو البلدي أن لجوء المترشح إلى مثل هذه الأساليب يعد مخالفة صريحة لقوله تعالى «ولا يغتب بعضكم بعضا» وقوله سبحانه «لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم»، داعياً المترشحين عند رغبتهم في الإشارة إلى أخطاء سابقيهم، أن يتيحوا مجالاً للناخب لكي يحكم بنفسه من دون إصدار الأحكام المسبقة على الآخرين، مؤكداً أن المطلوب أن تكون الانتخابات وسيلة للتغيير نحو الأفضل في وعي الناخب وفهمه لحقوقه وواجباته تجاه الوطن والمواطن.

شرف: هناك من يصعد على ظهر الغير

وفي المقابل يفيد عضو مجلس بلدي الشمالية ممثل الدائرة الرابعة علوي السيد شرف، بأنه لاحظ وجود بعض المترشحين الذين يرغبون في الوصول على ظهور غيرهم، متحدثاً عن مترشحين آخرين يطرحون برامج ومشروعات هي موجودة على أرض الواقع ولكنهم يسعون إلى التقليل من شأن من سبقهم من أعضاء بلديين، وبالتالي فإن برامجهم الانتخابية تكون قديمة ولا تواكب آخر المستجدات التي حدثت في الساحة، وفي أغلب الأحوال تكون هذه البرامج خيالية وتدغدغ حاجة الناخبين على حساب تحقير إنجازات الآخرين.

الجنيد: الطعن في العضو السابق غير مقبول

ويشدد نائب رئيس مجلس بلدي المحرق مبارك الجنيد، على ضرورة أن يركز المترشح الجديد على ما سيقدمه مستقبلاً بحسب الإمكانات المتاحة، فالبعض منهم يعد الناس بتحقيق مطالب يصعب تحقيقها، والطعن في العضو البلدي السابق أمر غير مقبول، وهذا الأمر من الأخطاء الكبيرة التي يقع فيها المترشحون الذين ربما تواجههم ظروف صعبة تعيق المشروعات التي يقدمونها إلى الوزارات الخدمية لاحقاً وبالتالي سيكونون ملامين من قبل ناخبيهم.

وفي هذا السياق، يدعو الجنيد الحكومة إذا كانت تريد إنجاح التجربة البلدية أن تهيئ لها كل سبل النجاح وأن توسع من صلاحيات المجالس البلدية للارتقاء بالتجربة وحفز الناخبين على المشاركة، وخصوصاً أن المواطنين أصبحوا سلبيين ولا يرغبون في المشاركة لأنهم لم يلمسوا أي تطور على صعيد الخدمات أو التشريع، وما ساعد على ذلك دعوات المترشحين التي تقلل من إنجازات من سبقهم.

القاضي: على المترشح ألا يتصيد في الماء العكر

أما عضو مجلس بلدي الوسطى ممثل الدائرة الرابعة عيسى القاضي، فيشدد على أن المترشح يجب أن يتملك الثقة في نفسه عند دخوله معترك العمل الانتخابي، وألا يتصيد في الماء العكر، وأن يذكر محاسن غيره ولا ينتقص من شخص غيره من الأعضاء الذين سبقوه، ويجب أن يكون متزناً لأنه معرض للإشاعات وربما يفشل ولا يصل على ظهر غيره، منبهاً إلى أن المنصب البلدي تكليف وليس تشريفاً حتى يستميت البعض من أجل الوصول إليه

العدد 1526 - الخميس 09 نوفمبر 2006م الموافق 17 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً