العدد 1527 - الجمعة 10 نوفمبر 2006م الموافق 18 شوال 1427هـ

منتديات... بلوغرز

هل تريد أن تكون «مليونير»؟

نظر الطفل الأميركي الأسمر ذو الـ6 سنوات، إلى أمه المريضة وهي تعمل بكد كي تعيل أسرتها الفقيرة، وهو كان يخلد للنوم وهي مستيقظة، ويقوم من نومه ليجدها مستيقظة تعمل، فقرر مساعدتها بأي سبيل كان، فتفتق ذهنه عن فكرة بيع عبوات كريم البشرة مقابل دولار ونصف، وكان زبائنه من الجيران وسكان المنازل المحيطة. في سن السابعة طبع لنفسه بطاقة (كارت) كتب عليها مدير القرن الـ21. في سن 14 كان قد حقق مليونه الأول. بعدما هاجمت نوبة قلبية ثانية والدته بسبب الضغوط العصبية، قرر «فارح جراي» أن عليه فعل أي شيء لمساعدة أمه التي تولت وحدها تربية وتنشئة 3 أولاد صغار. على رغم أن المنطقة الفقيرة التي كانوا يقطنوها كانت تعج ببائعي المخدرات والهوى، فإن جراي أدرك أن هذه ليست الطريقة الصحيحة، ولم تزده كل الصعاب من حول سوى إصرار على النجاح. إن أمه بحاجة لذلك، وهو أراد تحسين مستوى العائلة كلها. استقر في ذهن جراي أن الشراء بالجملة والبيع بالقطاعي لهو السبيل للحصول على الربح المشروع، لقد فهم هذه الجزئية من طريقة عمل بيع المخدرات في حيه الفقير العنيف. تعرف جراي على معلمه ومرشده روي تاور، والذي علمه أنه ما دام نجح في تحقيق ربح قدره 50 دولاراً اليوم، فإن بإمكانه ربح المليون في يوم ما. لم تعرف طفولته أية دِعة أو نعومة، فعندما أراد شراء حقيبة أعمال له، لم تتمكن أمه من توفيرها له، فما كان منه إلا أن حّول صندوق طعامه المدرسي ليصبح حقيبة أعماله الخاصة، كما استعار رابطة العنق الرخيصة الخاصة بأخيه ليبدو كرجل أعمال محترف. لم يكن جراي ولداً صغيراً، بل كان رجلاً صغيراً كما تروي عنه جدته. ذات يوم طُلب منه إلقاء خطبة، فبدأ بالتدرب على أفراد عائلته، الذين استمعوا له كما لو كان أستاذ جامعياً أو عالماً ضليعاً. في سن الثامنة أسس جراي منتدى أعمال لأبناء الحي الشرقي الفقير في مدينة شيكاغو، عمد من خلاله للحصول على تبرعات عينية ونقدية: عينية في صورة حضور الناجحين لرواية قصص نجاحهم لأولاد الحي، ونقدية في صورة تبرعات استثمرها الفتى الأسمر بما ينفع أولاد الحي. حصل جراي على 15 ألف دولار تبرعات لهذا المنتدى، عبر استخدامه أسلوبه المبتكر: أرشدني إلى خمسة يمكن لهم أن يوافقوا! تعرض جراي لمرات رفض لا حصر لها، لكنه لم ييأس أو يخنع، بل تقبل الرفض بروح عالية، وهو كان يطلب من رافضيه أن يرشدوه إلى خمسة أشخاص يمكن لهم أن يشتروا منه ما يبيعه.

استثمر جراي نقود التبرعات التي جمعها في مشروعات بيع المشروبات الغازية والحلوى، لكنه لم يتمكن من الحصاد، إذ إن حال أمه الصحية ساءت، ولذلك تعين على الأسرة الانتقال إلى بلدة أخرى، إذ حصل أخوه الأكبر على وظيفة أفضل، فانتهى به المطاف في مدينة لاس فيجاس. لكن القدر ابتسم للفتى الأسمر الذي كاد يتم العاشرة من عمره، إذ أتيحت له الفرصة للتحدث في برنامج إذاعي، بسبب خبرته وقدرته الطبيعية على الخطابة. لأدائه التلقائي، تم تعيين جراي مذيعاً مساعد في ذات البرنامج الذي بلغ عدد المستمعين له قرابة 12 مليون مستمع. لم تمر سوى سنتين حتى أصبح جراي خطيباً مفوهاً يطلبه الناس والمجلات والصحف والتليفزيونات لإلقاء الخطب، مقابل 5 إلى 10 آلاف دولار في الخطبة الواحدة.

أراد جراي استثمار نقوده تلك في مشروع ناجح، وهو أراد ممارسة نشاط سبق له العمل فيه، بحيث انه اعتاد مساعدة جدته في طهي الطعام، لذلك قرر وعمره 13 سنة تأسيس شركة بيع أطعمة في مدينة نيويورك، لكنه قرأ قبلها كتاباً عن التسويق، ونفذ ما جاء فيه فصلاً بعد فصل. قام جراي بطهي الحساء، ثم قام بصبه في زجاجة، ثم أرسلها إلى مصنع تعليب، ثم انطلق يبحث عن خبراء في هذه الصناعة ليتعلم منهم. وسنه الـ14 تحول الفتى الفقير إلى مليونير، بعدما حققت شركته مبيعات فاقت المليون ونصف دولار.

لم يتوقف نشاط جراي عند هذا الحد، إذ أنشأ شركة لبيع بطاقات الهاتف سابقة الدفع وأخرج برنامجاً حوارياً إذاعياً موجهاً إلى المراهقين واشترى مجلة وأنتج برنامجاً فكاهياً كوميدياً ناجحاً. لم يقف جراي عند المكسب المادي، إذ أسس جمعية خيرية حملت اسمه موجهة إلى تقديم خدمات ومساعدات للشباب كي يبدأوا أعمالهم التجارية. وعلى رغم عيوب المجتمع الأميركي - التي لا نرى سواها- لكن مواهب الفتى لم تدفن فيه، إذ تمت دعوته للانضمام إلى عضوية الغرف التجارية وانخرط في منحة دراسية مدتها ثلاث سنوات وعمره 15 سنة. لنجاحه الباهر تلقى دعوة لمقابلة الرئيس الأميركي بوش وزيارة الكونغرس الأميركي وأصبح عضواً فخرياً في الكثير من المجالس التجارية. وفي سنه الـ19 عاماً بدأ جراي في تأليف كتابه: «هل تريد أن تصبح مليونير»؟ إليك تسع خطوات تعينك على ذلك أو «Reallionaire». هذه الخطوات هي:

- لا تخش الرفض، فالغزالة الجريحة تقفز مسافات أطول تفهم القوة خلف الاسم.

- اجمع فريقًاً من المُعلمين والمرشدين الناجحين حولك.

- استغل كل وأية فرصة.

- امض مع التيار… لكن اعرف إلى أين تريد الذهاب.

- كن مستعداً نفسياً لتقبل الفشل والوقوف على رجليك بعد الوقوع.

- خصص وقتك لما تعرفه.

- أحب عميلك وزبونك.

- لا تقلل أبداً من قوة شبكة المعارف والعلاقات.

أصبح هذا الكتاب من أفضل الكتب مبيعاً في أميركا خلال صيف العام الماضي، وخلال أسابيع قليلة من طرحه في الأسواق، وحصل على الثناء والمديح من مشاهير الشخصيات المحترمة في المجتمع الأميركي، بدءاً بالرئيس الأميركي بيل كلينتون، ومروراً بآخرين مثل بيير سولتون ومارك فيكتور هانسن.

هل للقصة نهاية سعيدة؟ تعاني أخت جراي من مرض سرطان الدم (لوكيميا) وهي في حاجة ماسة لزرع نخاع عظام، ولم يحدث تطابق مع نخاع أفراد عائلتها، وعلى رغم مرور العام تقريباً، لكن أخته لم تجد المتبرع المناسب حتى الآن، إنه أمر لا يستطيع دفتر شيكات جراي التكفل به. نشاط جراي التجاري الحالي هو العقارات، وهو حصل على دكتوراه فخرية تقديراً لتاريخه الحافل.

الشاهد من قصة الفتى الأسمر:

• لم يسخر المجتمع من محاولات الطفل الصغير لاقتحام عالم التجارة بل ساعدوه.

• لم يرفض رجال الأعمال المشاركة بخبراتهم وأوقاتهم وأموالهم مع أطفال الحي.

• تشجيع المجتمع الأميركي الشديد للناجحين ولو كانوا صغاراً أو سوداً.

• النجاح المالي لا يعني التخلي عن مساعدة الآخرين.

• لم ييأس أبداً، ولم يتوقف عن التعلم من الآخيرين

العدد 1527 - الجمعة 10 نوفمبر 2006م الموافق 18 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً