العدد 1557 - الأحد 10 ديسمبر 2006م الموافق 19 ذي القعدة 1427هـ

كُنْ صديقي!!

البعض الكثير مني،

ورياحُ الشوق

إيذانه بالحراك...

وبرودة نداه تداعبُ بأريحيةٍ

جفاءَ الطريق عند بدايات

كلّ عناق...

مُذْ ذاك،

وذاكرةُ الحنين عندي

يسودها اضطراب...

لتحملني على أن أتلمّس

طريقي دونما بوصلة...

وألِفُ باء الجهات

تصيبني في مقتل!

***

وأراه يدنو من صباحاتي

إذْ تخجلُ - أول ما تخجل-

من انتهاك الشروق لغفوتها...

وأراه يبلغ بكثير القرب

ضفّة اللقاء من

أوسع المداخل...

وكأنه يرتجي حريةَ

الانتثار أمام شارعٍ...

ورملٍ...

وسورٍ اغتالته فرطُ عزلة...

وأقدامٍ عجولةٍ في المشي،

وكأنّما تخشى لو أبطأتْ

في سيرها أن تُساق

إلى حتفٍ لا مناص منه!

***

فيدهشني لدقائق طوال،

لها من مهول الأثر

ما أحسبه كما السحر المحرّم...

كما الموتُ حين يغدو

لثمّة أحمقٍ أو مجنونٍ

محضُ خلاصٍ ليس يُفرض

فيه قصاص!

***

ولا ينقطع تحديقي إليه...

إلى ذاك "الضباب"...

الرباّني في إطلالته

على الخليقة بُعيد الفجر...

والعفيف في احتضانه

لأجسادٍ يتجمهرُ أمامها...

وخلفها...

وحولها..

ومن خلالها...

ووا أسفاه لا تبصره!

***

ولا يحول بيني وبينه

- كلّما زدتُ في الاقتراب -

لا دروع البشر...

ولا الحجر!!

وكلٌ في غفلةٍ يغرق...

حدّ الثَمَلْ!

***

فهل تُرى ينسون أنّ في زحام

هذا "الغيم" الصباحي المحبّب

وافر الرحمة؟

وسلاماً افتقدناه كثيراً؟

فصار عندنا في حكم الغائب...

المنسي!

***

ما أحوجني اليوم...

وكلّ يوم...

إلى كثير الابتهال كيما

يطول مكوث الضباب

قريباً من الأرض...

قريباً من العين...

وقريباً من القلب!

***

فهلّم إليّ يا ضبابَ كلّ صبحٍ جميل!

تعال نجعل من بعض مستحيلي،

- وإياك -

ممكناً...

تعال وكُنْ لي صديق

العدد 1557 - الأحد 10 ديسمبر 2006م الموافق 19 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً