العدد 1557 - الأحد 10 ديسمبر 2006م الموافق 19 ذي القعدة 1427هـ

تذكّر... تذكّر... تذكّر

(أ) تذكّر وش فقدنا... كانت اجملنا مشاغلنا... وكان الليل من بعض الجدال يطيح من طوله. كلما ضربت موعداً مع أحدهم للقاء على مقهى ولم يأتِ، تذكرتُ محمد صلاح الحربي... تذكرت نصوصه. إذ هي هكذا حين تحضر، تغيب، وحين تغيب تحضر. القصة طويلة تحتاج إلى مقدمة لائقة بهذا الشاعر الفارع.

مضى الهيّن من الليل الثقيل وما تجادلنا

وشِف جمر الغضى كنّه يدوّر وش نسى يقوله

تذكّر وش فقدنا... كانت اجملنا مشاغلنا

وكان الليل من بعض الجدال يطيح من طوله

ترى كلّش... ولا النسيان ما ودّي يخاتلنا

وهو ما هو لنا... وقلوبنا ما هي لمخيوله

تقول: "إنّا نقول ولا نفعنا كل ما قلنا"

تقول: "انك تعبت من الشعر والركض"... معقوله؟

واقول: "وكم لنا باوهامنا نرقى ولا طِلنا

مراد المثقلات من الهموم ولا نجي حوله"

الا يا كثرها يا خوي لو حنّا تعلّلنا

بذكْر اللي مضى واللي بقى ما نقدر نْطوله

تذكّر دربنا وابعادنا واعذب مناهلنا

تذكّر وان سرينا للضيا وشموس مجهوله

عسى الله ما يبارك بالطريق اللي يوصّلنا

أجل حلمٍ تلالا في سما الوجدان وشهوله؟

عسانا لا تناسينا السؤال الصعب يسألنا

هذاك اللي مثيله ما خطر لعقول مشلوله

تذكّر وش كتبنا للنجوم اللي تخايلنا

وكلٍ في سماه... وكلٍ ونجمه ومدلوله

يا علّ الغيمه اللي برقها ما هوب يشعلنا

يجنّب عن مداهيل الظما وصله ومفعوله

تذكّر وين حد اسفارنا... ملفى رسايلنا

تذكّر لانذهلنا والعيون النجل مذهوله

ترى الله بالجنون وبالشعر والحب كمّلنا

غناوينا خطاوينا البعيده... والشعر دوله

ترى يكفي لك انّا ما تنازلنا... ولا ملنا

تركنا اللي شروه المترفين ينادم طْبوله

تذكّر... شف تقابلنا... وكنّا ما تقابلنا

وهذا الليل من بعض السكوت يطول معْ طوله

أفكّر بي وافكّر بك ليا شبنا... تخيّلنا

وافكّر - وان عطانا الله عمر - ويش اللي نقوله؟

(ب) هل قرأتم حوارية بهذه السلاسة، والشراسة؟ فقط تذكّروا هدأة كل واحد منكم في ليل رحب لا يشبهه شيء... انثروا آلامكم وتعبكم في وجهه. ما الذي سيحدث؟ سيصلكم كلام من الجهة الأخرى يعيد إليكم بعض الاعتبار

العدد 1557 - الأحد 10 ديسمبر 2006م الموافق 19 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً