نشرت هيئة تنظيم الاتصالات بمملكة البحرين أمس الثلثاء (19 مارس/آذار 2013)، تقريرها الخامس بشأن دراسة مقارنة أسعار خدمات الاتصالات بالتجزئة في الدول العربية.

وفيما يتعلق بنتائج الدراسة الخاصة بمملكة البحرين، وخصوصاً خدمات البرودباند عبر الخطوط الثابتة فقد عزز دخول مشغلي خدمات الواي ماكس Wimax في البحرين عقب إصدار الهيئة لتراخيص جديدة للخدمات الثابتة اللاسلكية في العام 2007، بشكل كبير القدرة التنافسية لخدمات البرودباند عبر الخطوط الثابتة في البحرين؛ إذ انخفضت أسعار هذه الخدمات بنسبة تصل إلى 53 في المئة بين العامين 2011 و 2012، وبنسبة تصل إلى 71 في المئة منذ العام 2008.

وأشارت إلى انخفاض أسعار خدمات الهواتف المتنقلة في البحرين بنسبة تصل إلى 30% بين العامين 2011 و2012، وبنسبة تصل إلى 41% منذ العام 2008 وذلك عندما قررت الهيئة السماح بدخول مشغل ثالث لخدمات الهواتف المتنقلة إلى المملكة.

وقد أجرت الهيئة هذه الدراسة بالنيابة عن الشبكة العربية لهيئات تنظيم الاتصالات وتقنية المعلومات وذلك بالتعاون مع شركة تيليجن الاستشارية المستقلة المتخصصة في مقارنة أسعار خدمات الاتصالات.

وتقارن هذه الدراسة تكاليف خدمات الاتصالات المقدمة لمختلف أنماط المستهلكين من حيث الاستخدام (كالاستخدام المنخفض والمتوسط والعالي للخدمات). وتشمل الدراسة كذلك مقارنة شاملة لأسعار خدمات الاتصالات المقدمة للمستهلكين الأفراد والقطاع التجاري، وذلك من حيث التغطية الجغرافية والخدمات بجميع أنواعها كالخدمات الصوتية الثابتة وخدمات الهواتف المتنقلة والخطوط المؤجرة وخدمات البرودباند عبر الخطوط الثابتة والمتنقلة.

كما تغطي هذه الدراسة جميع أسعار التجزئة في الدول العربية مع مقارنتها بالأسعار في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).

وتعتبر هذه الدراسة في غاية الأهمية؛ إذ توضح مستوى أداء مملكة البحرين فيما يتعلق بتطوير سوق قائمة على المنافسة لتقديم خدمات اتصالات مبتكرة للجميع. وقد كان لقرارات هيئة تنظيم الاتصالات المتعلقة بمنح تراخيص جديدة والسماح بدخول شركات جديدة في عدد من الأسواق الرئيسية، تأثيراَ كبيراَ على أسعار خدمات الاتصالات بالتجزئة والتي يقوم بدفعها المستخدمين؛ الأمر الذي يأتي متسقاَ مع توجه الهيئة في دعم التنمية الاقتصادية وتعزيز الترابط الاجتماعي في المملكة.

وقد أظهرت نتائج الدراسة انخفاضاَ ملحوظاَ في أسعار خدمات الهواتف المتنقلة والبرودباند منذ إجراء أول دراسة مقارنة للأسعار في العام 2008؛ إذ ساهم قيام الهيئة بوضع إطار تنظيمي وتكيفها المستمر مع ظروف سوق المتغيرة في إبراز هذه النتائج. وفي يونيو/حزيران 2012 بلغ معدل انتشار خدمات الهواتف المتنقلة ما يقارب 160 في المئة مقارنة مع معدل انتشار هذه الخدمات في العام 2008 والتي بلغت 130 في المئة، وهو العام الذي صدر فيه أول تقرير مقارنة للأسعار. بالإضافة إلى 1.9 مليون مشترك في خدمات الهاتف المتنقل في يونيو 2012 بلغ عدد مشتركي خدمات البرودباند 413 ألفاً، والتي تمثل معدل انتشار خدمات البرودباند 34 في المئة مقارنة مع نسبة معدل انتشار هذه الخدمات في العام 2008 والتي بلغت 10 في المئة. وبين العامين 2007 و2011 ازدادت نسبة مستخدمي خدمات الإنترنت في مملكة البحرين لتبلغ 77 في المئة بعدما كانت تبلغ 53 في المئة.

كما أوضحت الدراسة أن البحرين قد سجلت أداءً جيداً بالنسبة إلى أسعار الهواتف المتنقلة بالمقارنة مع الأسعار في دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى والدول العربية، إلا أن أسعار الهاتف النقال في البحرين ظلت أعلى من متوسط الأسعار في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).وتجدر الإشارة أن سوق خدمات الهواتف المتنقلة قد تم تحريرها منذ العام 2010.

وبالنسبة إلى الخدمات ذات السرعات المنخفضة والمتوسطة فإن البحرين تعد واحدة من أفضل دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية التي تقدم هذه الخدمات بأقل الأسعار. في حين ظلت أسعار الخدمات ذات السرعات الكبيرة (أعلى من 15 ميغابيت/ثانية) عالية نسبياً بالمقارنة مع الأسعار في دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى (وبالتحديد أسعار الخدمات المقدمة للأفراد) على رغم انخفاض هذه الأسعار في العام 2012، إلا أن الأسعار في البحرين وفي دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى وكذلك الدول العربية ظلت أعلى بكثير من متوسط الأسعار في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، وبالتحديد أسعار الخدمات ذات السرعات العالية.

كذلك شهدت أسعار خدمات البرودباند عبر الخطوط المتنقلة والتي يتم تحديدها بشكل مستقل وحر من قبل المشغلين مزودي خدمات البرودباند عبر الخطوط المتنقلة في البحرين، انخفاضاَ كبيراَ نتيجة لزيادة المنافسة في هذه السوق؛ إذ وصلت نسبة الانخفاض إلى 63 في المئة بين العامين 2011 و 2012، وتعد البحرين واحدة من أفضل دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية التي تقدم هذه الخدمات بأقل الأسعار. كما سجلت البحرين أداءً جيداً بالنسبة إلى أسعار هذه الخدمات بالمقارنة مع الأسعار في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD). وتتوقع الهيئة تقديم خدمات جديدة بسرعات أعلى بعد طرح مزايدة النطاقات الترددية الأخرى في شهر أبريل/نيسان 2013.

أما فيما يتعلق بأسعار خدمات الهاتف الثابت فإن البحرين تعد واحدة من أفضل الدول العربية من جانب أسعار خدمات الاتصالات الصوتية الثابتة. وعلى رغم تقديم البحرين أداءً جيداً بالنسبة لأسعار هذه الخدمات بالمقارنة مع الأسعار في الدول العربية الأخرى ودول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) (الخدمات ذات الاستخدام المنخفض)، فإن كلفة دقائق الاتصال تمثل جزءًا كبيرًا من كلفة الهاتف الثابت؛ ما يدل على عدم توازن أسعار التجزئة. كما أظهرت الدراسة أن أسعار خدمات الهاتف الثابت لم يطرأ عليها تغير في التقارير الخمسة الأخيرة.

وفيما يتعلق بخدمات الخطوط المؤجّرة، وكما هو الحال في معظم دول مجلس التعاون الخليجي، فإن أسعار الخطوط المؤجرة في البحرين لم تتغير من حيث القيمة الاسمية منذ إجراء أول دراسة مقارنة للأسعار في الدول العربية في العام 2008. وتعتبر أسعار الخطوط المؤجّرة في البحرين مماثلة لأسعار هذه الخدمات في المنطقة العربية، غير أنها ظلت عالية مقارنةً بدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).

وتشير نتائج الدراسة إلى أن الضغوط التنافسية في سوق الخطوط المؤجّرة كانت أقل من الضغوط المؤثرة على أسواق الاتصالات الأخرى في البحرين. وقد سعت الهيئة في العام 2012 إلى التعامل مع هذا الأمر من خلال طرح أفضل أسعار التجزئة للخطوط المؤجّرة من خلال طرح خدمات جديدة للخطوط المحلية المؤجّرة بالجملة لتمكين المشغلين الآخرين من المنافسة بصورة أكثر فعالية في توفير الخطوط المؤجّرة بالتجزئة للمستخدمين.

وخلال العامين 2011-2012 شهدت الدول العربية عموماً انخفاضاً في الأسعار إلا أن الأسعار قد انخفضت كذلك في مناطق أخرى من دول العالم أيضاً؛ إذ ظلت الفجوة بين الأسعار في الدول العربية ودول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) موجودة.

وتعليقا على نتائج الدراسة، قال رئيس مجلس إدارة هيئة تنظيم الاتصالات محمد العامر: «دراسة المقارنة هذه تؤكد أن المنافسة في قطاع الاتصالات في البحرين مستمرة في تحقيق الفوائد للمستهلكين من خلال تقديم خدمات اتصالات متنوعة بأسعار تنافسية بشكل متزايد؛ ما يساهم في زيادة معدلات انتشار هذه الخدمات ومعدل الاشتراك بها؛ إذ يمكن ملاحظة ذلك من خلال انخفاض أسعار خدمات البرودباند عبر الخطوط المتنقلة وزيادة عدد مستخدمي هذه الخدمات بشكل كبير في البحرين خلال العامين 2011-2012». مضيفاً أن «من المشجّع أن نرى جهود الهيئة لفتح وتحرير سوق الاتصالات قد أتت ثمارها من خلال تحقيق نتائج تنافسية للمستهلكين في البحرين إلى جانب ما بينته الدراسة من انخفاض كبير في الأسعار خلال السنوات الأربع الماضية في تلك الأسواق التي دخلها مشغلون جدد.

كما أن تحقيق البحرين لأداء متميز في بعض الخدمات بالمقارنة مع دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى والدول العربية ودول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) لهو أمر يستحق الإشادة والتقدير».