العدد 3847 - الثلثاء 19 مارس 2013م الموافق 07 جمادى الأولى 1434هـ

عربات الريكشة تمهّد الطريق للسلام في باكستان

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

إنها تبعث على البهجة، ومضحكة وتنبض بالحياة، والأهم من ذلك أن لها مهمّةً جادّةً هي تشجيع السلام. تعال معنا لنركب عربة «أمان سواري»، ريكشة السلام!

تهدف حملة «أمان سواري»، وهي مبادرةٌ بدأها تحالف الشباب الباكستاني، إلى زرع بذور ثقافة السلام والتسامح من خلال استخدام الفن الذي يَسهُل الوصول إليه والمتنقل، عبر وسيط عربات الريكشة.

وتهدف الحملة كذلك إلى إعادة تنشيط ثقافة قائمة تُستَخْدَم فيها عربات الريكشة للإعلام والرعاية السياسية من خلال تزيينها برسائل السلام والتسامح، مثل «السلام وليس التدمير»، و «احترام الديانات الأخرى يجلب الاحترام لدينك». ويتناقض ذلك مع رسائل برزت مؤخراً تدعو إلى العداء وعدم التسامح الديني، وأصبحت جزءاً دائماً من هذه العربات في أنحاء باكستان.

أطلِقَت حملة «أمان سواري» الأولى في كراتشي في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2012. ويمكن النقاش أن كراتشي هي المدينة الأكثر تنوعاً ثقافياً في باكستان، ولذا فإن مفهوم «الوحدة في التنوع» شكّل أحياناً مهمة صعبة التحقيق. إلا أن هذه الحملة أثبتت أنه من خلال الإبداع ومشاركة الناس على مستوى الجذور، يمكن للتعابير الفنية أن تأتي بشعور من التضامن بين الجماهير من أجل قضية العيش السلمي المشترك.

أراد تحالف الشباب الباكستاني أن يكون سائقو المركبات وركابها جزءاً جوهرياً من هذه الحملة. شارك ما يزيد على 200 تلميذ مدرسة، من خلفيات إثنية متنوعة في كراتشي بتصميم حملة العربات والترويج لها، وتحلّى العديد من سائقي العربات بالحماسة والاستعداد لتزيين عرباتهم لتشجيع السلام. وشكّل ذلك أسلوباً نشطاً لإشراك الشباب، الذين تحمسوا بشدة وساهموا بأفكار جيدة حول العمل معاً من أجل باكستان تتمتع بالسلام.

شعر السائقون بدورهم أنهم يقدّمون مساهمة ثمينة للتاريخ من خلال التطوع بعرباتهم. إضافة إلى ذلك، لاحظ السائقون زيادة في أجورهم اليومية بلغت نحو 300 روبية (3.05 دولار) منذ تزيين عرباتهم. ويعتقد السائقون أن ذلك يعود إلى الطبيعة الحسنة للقضية ومنظر العربة الملون والودّي. وأطلق توجه السائقين وتلاميذ المدارس ومواقفهم الحملة وهدفها بإنشاء ثقافة السلام عبر الفن.

تبرر المشاركة الناجحة لسائقي العربات وتلاميذ المدرس مواقف العديد من أفراد المجتمع تجاه الفن، والسلطة التي يملكها الفن في إيجاد باكستان متسامحة يعمّها السلام. ويمكن لهذه المواقف والنتائج الإيجابية لمشاريع مثل حملة «أمان سواري» أن تعيد زرع شعور بالأمل في العديد من الناس المحتاجين.

ويؤمن تحالف الشباب الباكستاني كذلك أن أي تشجيع للفن هو أداة سلمية مهمة في تغيير صورة سلبية شديدة التشوه لباكستان في العالم، وتهدف الحملة كذلك إلى تحطيم الأساطير حول باكستان وشعبها. وهي تريد أن تثبت تنوّع وإبداع أمة عانت من الاضطرابات داخلياً وعالمياً، خلال العقد الماضي، أكثر من معظم الدول الأخرى.

ويمكن لحملة «أمان سواري» أن تظهر لجمهور عالمي أن هناك مبادرات يتم تنفيذها للتعامل مع المشاكل الجوهرية للمجتمع الباكستاني. ويأمل تحالف الشباب الباكستاني أن تساهم كل رحلة على عربة ريكشة السلام في مجتمع متأصّل بعمق في مفاهيم السلام. هكذا يتنقل السلام في باكستان، على عربات «أمان سواري».

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3847 - الثلثاء 19 مارس 2013م الموافق 07 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً