العدد 3850 - الجمعة 22 مارس 2013م الموافق 10 جمادى الأولى 1434هـ

سفن كويتية عند ساحل البديع

في عرض البحر وفي شهر أغسطس/ آب من العام 1910 وقع حدث مهم جداً في تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي، إذ إنه وتحت وطأة مجمل الأوضاع والمشكلات السياسية والعسكرية والاقتصادية التي كانت تعيشها إمارة الكويت العام 1910 واجه الحكم في الكويت مشكلة كبرى كانت أشبه بالضربة الاقتصادية ما حدا بالشيخ مبارك الصباح للتفكر بعقلانية في كيفية مواجهتها. لذا قرر، في الوقت المناسب، التخلي عن مشاكله مع سعدون باشا زعيم قبائل المنتفق في جنوب العراق، والتوجه لحل مشكلة المعارضين وإطفاء شعلتها في مهدها. وكانت تلك المشكلة أساسها ثلاثة من الطواويش تحفظوا على فرض ضرائب جديدة على صيد اللؤلؤ لتمويل الحملات العسكرية ضد أعداء الكويت على الحدود.

وأشهر وأغنى أولئك الطواويش هو هلال بن فجحان المطيري الذي قرر ومعه زميلاه الآخران الهجرة من الكويت إلى مناطق الخليج الأخرى. وقد اختار هلال البحرين مستقراً له في تلك الهجرة وسار معه بعض النواخذة والبحارة. وبعد وقت ليس بالطويل شوهدت 17 سفينة غوص كويتية تغادر هير «رأس أبوعلي» عند ساحل الكويت شمالاً متجهة إلى جزر البحرين جنوباً.

وقد وصل هلال ومن معه إلى البحرين في شهر أغسطس/ آب من العام 1910، عن طريق ساحل البديع واستقبل هناك من قبل طواويش الساحل الذين يعرفهم جيداً بناءً على ترسخ العلاقات الشعبية البحرينية - الكويتية منذ عقود مضت، وبسبب طول فترة تعامل هلال مع طواويش البحرين في شراء وبيع اللؤلؤ في أسواق البحرين المشهورة آنذاك. وعندما علمت الحكومة البريطانية بمقدم هلال في اليوم نفسه طلب المعتمد السياسي البريطاني في البحرين، والمعتمد السياسي البريطاني في الكويت الكابتن (شكسبير)، وكان قادماً في زيارة طارئة إلى البحرين أو ربما لسبب توقع وصول هلال إليها نفسه؛ بمقابلة هلال سراً وحدث ذلك - كما توضح الرسالة - ورحب المعتمدان البريطانيان بقدوم هلال ووعداه باسم حكومتهما بإجراء المساعدة اللازمة لحل مشكلتهم.

ووثيقة هذا العدد تتحدث عن تلك الرحلة الهلالية وكيفية وصولها إلى البحرين ومن قام باستقبالهم وخدمتهم من أهالي الطواويش مع ذكر معلومات في غاية الأهمية عن تلك الرحلة ودور الإنجليز فيما حدث بعدها.

وبمجرد أن وصل هلال إلى سواحل البديع في البحرين كتب بذلك إلى القسم الآخر من الطواويش المهاجرين إلى جزيرة «جنّة» قرب الإحساء يخبرهم بهذا الأمر ويطمئنهم على الأوضاع.

يقول هلال في رسالته:

بسم الله تعالى

حضر جناب الأكرم إبراهيم بن مضف وحسين (المفترض شملان) بن المرحوم علي بن سيف المحترم سلمهم الله تعالى وأبقاهم ... آمين،

بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام وصلنا البحرين يوم الأحد العصر وشرعنا عند البديع، وصار عبدالله بن حسن ما هو حاضر فكتبنا له خط للمنامة وجانا الصبح في البديع وقال لي عبدالله بن حسن بليوز مال الكويت جاي في مركبه واستخبر أنك أنت يا هلال جاي وطرش على أنا يا عبدالله بن حسن في الليل وقال أبي هلال يواجهني أنت وإياه خفية ما أحد يدري، وحسب الظاهر أني أواجهه ليلة الاثنين، وموجب جواب عبدالله بن حسن إن القناصل اثنينهم ويانا فازين (مساعدين)، قنصل الكويت وقنصل البحرين والأمور إن شاء الله تبي تجري على مطلوبكم و (مستمرين في ها المادة هذي؟) وانتم ما عليكم محاذرة الذي يبي يجي يجي من الغواويص على نظركم أن بقيتوا (بغيتوا) تخلونهم يجون البحرين وإلا يدفون (ينزلون) في دارين لين نعزم على الرأي الذي نبي وأنتم على هواكم. وأنا إذا واجهته (يقصد شكسبير) وأخذت جوابه لابد يجيكم مني تعريف. وأنتم لا تصيرون بفكر، الأشياء إن شاء الله تبي تجري كلها على مطلوبكم، لا تصيرون بفكر أبداً الذي أنا أشوف. هذا ما لزم تعريفه و (دم؟؟) سالم والسلام و السلام.

23 شعبان سنة 1328هـ

صحيح هلال بن فجحان

وعموماً، انتهت تلك المشكلة التي أرقت الكويت لمدة عام تقريباً بسبب فطنة وحكمة الشيخ مبارك آل صباح، عندما أرسل عدة وفود للتوصل إلى صلح مرضي جداً مع أولئك الطواويش المعارضين في الخارج، وعادت الأمور إلى نصابها بل وأفضل من السابق في علاقة الطواويش بالحكم في بلدهم الكويت.

العدد 3850 - الجمعة 22 مارس 2013م الموافق 10 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً