أكد مشرف عزمه المضي قدماً في خططه للعودة إلى باكستان رغم خطر اعتقاله وتهديدات أخرى. وقال مشرف للصحافيين في دبي إنه سوف يعود للمشاركة في انتخابات مايو المقبل رغم «الخوف من المجهول» من بينها التهديدات المحتملة بالقتل. ومن المقرر ان يصل مشرف إلى كراتشي الأحد وسط توقعات باستقبال حاشد له من الصحافيين وأنصاره بالرابطة الإسلامية لعموم باكستان.

من جانبها هددت حركة «طالبان» الباكستانية في تسجيل فيديو بث أمس السبت (23 مارس/ آذار 2013) بالاستعانة بمهاجمين انتحاريين وقناصة لاغتيال الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف عندما يعود إلى الوطن من منفاه.

وفي تسجيل فيديو لحركة «طالبان» حصلت «رويترز» على نسخة منه قال عدنان رشيد الذي شارك في محاولة سابقة لاغتيال مشرف «أعد مجاهدو الإسلام فرقة خاصة للزج بمشرف إلى الجحيم. هناك انتحاريون وقناصة ووحدة هجوم خاصة وفريق قتالي». وكان مشرف أغضب حركة طالبان وجماعات أخرى بالمشاركة في حرب الولايات المتحدة ضد الإرهاب في أعقاب هجمات 11 سبتمبر وبإطلاقه فيما بعد حملة ضخمة لمكافحة التشدد في باكستان.

ومن المقرر أن يعود مشرف إلى باكستان اليوم (الأحد) - بعد أن أمضى نحو أربعة أعوام في المنفى الاختياري في دبي ولندن - في وقت مناسب من أجل المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقررة في 11 مايو/ آيار. ووصل مشرف إلى سدة الحكم بعد انقلاب العام 1999 واستقال العام 2008 عندما خسر حلفاؤه في الانتخابات وهددته حكومة جديدة بالمساءلة.

وأكثر مخاوفه قد تتعلق بسعي متشددي حركة طالبان إلى الثأر منه. وتابع رشيد «يقال إنه عندما يحين أجل ابن آوى يعود إلى موطنه». وكان رشيد بين 400 سجين هربهم متشددون من السجن العام 2012 . وغضب المتشددون بشدة عندما شنت قوات الأمن خلال رئاسة مشرف هجوماً شاملاً على الجامع الأحمر بإسلام آباد العام 2007 بعد أن رفض أنصار رجل دين متشدد يديرون حركة مماثلة لـ «طالبان» من هناك الاستسلام.

وقال المتحدث باسم «طالبان» إحسان الله إحسان في الفيديو «طالبان الباكستانية مستعدة تمام الاستعداد للتعامل مع الفرعون. وبإذن الله سننزل بهذا الشيطان ما يستحقه ونشفي غليل ضحايا المسجد الأحمر». وفي لقطات الفيديو شوهد متشددون يرتدون أقنعة وملابس قتال ويحملون بنادق ايه كيه-47 وهم يقومون بتدريبات قتالية على التلال.

وقال رجل ملتحٍ بدا أنه مدربهم باللغة الإنجليزية «برويز مشرف هل ترى فرقة الاغتيالات حولي». وأضاف «إننا نحثك على أن تسلم نفسك وإلا فإننا سنوجه إليك ضربة لا تعلم من أين تأتي».

إلى ذلك، أخفقت أمس الأول (الجمعة) اللجنة البرلمانية التي تشكلت لتعيين رئيس وزراء مؤقت لباكستان يشرف على تنظيم الانتخابات العامة في البلاد والمقرر إجراؤها في شهر مايو المقبل في الاتفاق علي مرشح للمنصب.

وكانت لجنة من ثمانية أعضاء تشكلت بالتساوي من الحزبين الرئيسيين في البلاد قد بدأت مشاوراتها الأربعاء بعد فشل رئيس الوزراء المنتهية ولايته وزعيم المعارضة في الاتفاق على مرشح توافقي حيث اختار كل منهما مرشحين اثنين.

وقال وزير الشئون الدينية السابق، خورشيد أحمد شاه الذي كان يحيط به أعضاء اللجنة الآخرين: «كانت هذه أول تجربة من نوعها، وبذلت اللجنة جهوداً صادقة، ولكننا للأسف لم ننجح «.

ويقع القرار النهائي على عاتق لجنة الانتخابات التي ستختار واحداً من نفس المرشحين الذين تم اختيارهم من جانب الائتلاف والمعارضة في غضون يومين.

وقد أعلنت اللجنة جدولاً زمنياً للانتخابات المقرر إجراؤها في 11 مايو المقبل والتي سيقوم الناخبون خلالها بانتخاب أعضاء الجمعية الوطنية وأربع جمعيات إقليمية أخرى.

وكان الائتلاف الحاكم بقيادة حزب الشعب الباكستاني قد حقق الأسبوع الماضي انجازاً تاريخياً عندما تمكنت أول حكومة مدنية منتخبة ديمقراطياً من إكمال فترة ولايتها البالغة مدتها خمس سنوات.