خرجت الجماهير الأهلاوية الكبيرة حزينة بعد خسارة فريقها اللقب الخليجي «المحبوب» لصالح الأهلي الإماراتي وبفارق هدفين 32/30، بعد مباراة كان فيها الفائز هو الأفضل بكثير، واستغل الأخطاء التوفيقية التي وقع فيها لاعبو الأهلي وكلفتهم ضياع المباراة.

ويمكن القول إن الأهلي تأثر بغياب صانع ألعابه حسين فخر، وبإصابة هدافه صادق علي والذي كان يلعب بالمهدئات، وقد خرج كثيرا للعلاج، يضاف إلى ذلك سوء اداء بعض اللاعبين الذين لم يكونوا في يومهم ربما، وعدم حضور مدربه في الأوقات الحاسمة ولكن على رغم ذلك كان الفريق قادرا على تحقيق المعجزة والفوز، لأنه بالأرقام أضاع ما يقارب 20 هجمة كانت كفيلة لو سجل نصفها بقلب الطاولة، لكن ذلك لا يلغي أحقية البطل الجديد أهلي دبي الإماراتي بالبطولة، وهو الذي كان الأفضل طوال فترات المباراة، ما عدا الدقائق الست الأولى التي أخذ فيها الأهلي البحريني الفارق إلى 4 أهداف

بداية سريعة

أخذ أهلينا المباراة منذ بدايتها، ونجح من خلال دفاعه المتقدم 3/3 الناجح في توسيع الفارق سريعا إلى 3 أهداف وبنتيجة 3/صفر ومن ثم إلى 4 أهداف 5/1 في الدقيقة 6.

وتعامل اللاعبون وسط هذه البداية مع الدفاع الإماراتي المتقدم 5/1 ناحية صادق علي من خلال التسقيط للاعب الدائرة محمد ميرزا او حتى لاعبى الجناحين محمود الونه والإماراتي عبدالله أحمد، لينجح وسط ذلك في توسيع الفارق، الأمر الذي عجل بمدرب الأهلي الإماراتي المصري جمال شمس الدين لطلب وقت مستقطع لتصحيح الأخطاء، وهو ما حدث بالضبط، إذ نجح الفريق الإماراتي في تقليص الفارق إلى هدفين في ظرف 4 دقائق من خلال تسريعه اللعب وإيجاد التقاطعات التي مرت بسهولة من دفاع أهلينا، الذي واصل هبوط أدائه الحاد، لينجح الإماراتيون في تحقيق التعادل 6/6 في الدقيقة 12.

الفريق الإماراتي يعود

ونجح الدفاع الإماراتي في تنظيم أوراقه وذلك بالحد تماما من خطورة صادق علي، الذي لم يسجل سوى هدف من رمية جزاء حتى منتصف الشوط الأول، ليعمل مدرب الفريق التونسي محمد المعتمري على استبداله بمحمد مدن، إلا أن الأداء الهجومي لم يكن كالمطلوب، وأضاع فرصه بالتمرير السلبي المتواصل أو حتى التسديدات غير المركزة.

إثر ذلك عجل مدرب الفريق بطلب وقت مستقطع لإيضاح الطريق للاعبيه نحو المرمى الإماراتي، لكن ذلك لم يحصل، بل واصل الإماراتيون تحسنهم وأفضليتهم بالتقدم بالنتيجة لأول مرة، بل وتوسيعه سريعا إلى هدفين 9/7 في الدقيقة 17.

وظهر تأثر الفريق بغياب صانع اللعب ومايسترو الفريق حسين فخر للإيقاف بعد طرده في الدقيقة الأخيرة من مباراة الدور نصف النهائي مع الريان القطري، على رغم المجهود الذي يقوم به علي حسين في هذا المركز، ليعمل الأهلي على إعادة صادق علي، لينجح الفريق بعمل تشكيلات هجومية وتقاطعات جميلة مكنته من تقليص الفارق، لكن الأهلي الإماراتي كان أيضا في المقابل ناجحا في استغلال هجماته، ليبقى محافظا على تقدمه، على رغم حصول أهلينا على فرصتين لتحقيق التعادل أضاعهما بتسرعه، بل ويوسعه إلى 3 أهداف 13/10، مستفيدا من الإيقاف الثاني لعلي ميرزا، ومن الأخطاء الفنية في التمرير والمشي التي وقع فيها لاعبو الأهلي البحريني الذين أصابهم نوع من الهبوط الحاد في المستوى، الأمر الذي استثمره لاعبو الأهلي الإماراتي بسرعة فائقة برفع الفارق إلى 4 أهداف 14/10 في الدقيقة 24.

حاول مدرب الأهلي من خلال طلبه للوقت المستقطع الثاني أن يصحح بعض الأخطاء وخصوصا الهجومية منها، مع عودة الروح قليلا لصادق علي، ليتقلص الفارق إلى هدفين، لكن الأداء الدفاعي على رغم التحسينات وتغيير طريقته، أثر على الفريق، لتزيده معاودة الإصابة إلى صادق علي من مشاكل الفريق هجوميا، وهو الذي يعاني في الدفاع أساسا، ما استغله بشكل صحيح فريق الأهلي الإماراتي رفع من خلالها الفارق إلى 6 أهداف، قبل أن ينتهي الشوط الأول للأهلي الإماراتي بفارق 5 أهداف وبنتيجة 17/13.

انتفاضة قريبة من النجاح

دخل الفريق الأهلاوي بوجه دفاعي آخر، مع تغيير الطريقة إلى 6/صفر مع الزج بالمحترف الصربي كريستو بدلا من علي ميرزا، ونجح هذا التكتيك في تقوية العمق الدفاعي وخصوصا أن الأهلي الإماراتي يمتلك لاعبين صاحبا تسديدات قوية من الخارج، وساهم ذلك في إيقاف الزحف الهجومي الإماراتي، وتقليص الفارق إلى هدف وحيد 19/18 في الدقيقة 6، وسط تألق لافت للدفاع ومن ورائهم الحارس الدولي محمد عبدالحسين الذي أبان عن وجه آخر على عكس الشوط الأول، وكانت الفرصة متاحة للفريق للتعادل بل والتقدم بالنتيجة لولا سوء التوفيق، ليعود الأهلي الإماراتي برفع الفارق إلى هدفين 20/18، بعدما بدا أنهم يركزون على لاعبي الجناح الأيسر عمر أحمد في الاختراق، لكن الفريق أعاد من جديد فارق الهدف الواحد بنجاح لاعب الدائرة محمد ميرزا.

دقائق أهلاوية إماراتية

ونجح الأهلي الإماراتي في استغلال هبوط بسيط في أداء الأهلي نتيجة عودة السلبية في أدائه الهجومي، نتيجة تقلص الحلول لديه مع تأثره بإصابة صادق علي الذي كان يلعب بالمهدئات، ليتوسع الفارق من جديد إلى 5 أهداف 24/19، على رغم محاولة الأهلي تغيير دفاعه إلى 4/2 ناحية جعفر عبدالقادر وحسين زكي، وتغيير الحراسة بالبديل صلاح عبدالجليل، ووضع الإماراتي عبدالله أحمد مكان صادق علي المصاب، إلا أن ذلك لم يغير شيئا.

وركز الأهلي البحريني على الضغط بدفاعه على حسين زكي وعبدالقادر وإبعادهما عن منطقة العمليات، إلا أن الهجوم الإماراتي كان حادا جدا بظهور حلول أخرى، مستفيدا كذلك من الأخطاء الهجومية للأهلي البحريني، ليوسع الفارق إلى 6 أهداف وبنتيجة 28/22 قبل 10 دقائق من النهاية، ليطلب مدرب الأهلي وقتا مستقطعا لم يغير شيئا.

بل وزاد الطين بلة استبعاد علي ميرزا بالكارت الأحمر بعد نفاذ عقوباته الثلاث إثر احتكاك مع عبدالقادر الذي استبعد لمدة دقيقتين، وهنا حقق الفريق انتفاضة كبيرة مستفيدا من خروج جعفر عبدالقادر والضغط الكامل على حسين زكي، ليقلص الفارق إلى 3 أهداف عبر هجمات مرتدة سريعة بعد إضاعة الأهلي الإماراتي لفرصة.

عودة صعبة

غير أن الدقائق الأخيرة ومحافظة الأهلي على نسقه بفضل قدراته الكبيرة لوجود لاعب بقيمة حسين زكي، كان يهدئ من نسق المباراة الذي كان يرفعه الأهلي البحريني، وهذا ساهم في إدخال لاعبي الأهلي في الاستعجال الهجومي الذي أضاع الفرصة تلو الأخرى، وكان منها رمية جزائية قبل دقيقتين من النهاية، كانت ستقلص الفارق إلى هدف وحيد، ليرتد ذلك عقابا من الأهلي الإماراتي برفع الفارق إلى 3 أهداف قبل دقيقة وثوان من النهاية، وهو ما صعب المهمة على رغم تسجيل علي حسين لهدف قبل 13 ثانية من النهاية، لتنتهي المباراة إماراتية بفارق هدفين وبنتيجة 32/30.