العدد 1535 - السبت 18 نوفمبر 2006م الموافق 26 شوال 1427هـ

ليس وعي الناخب دائماً ...

ندى الوادي nada.alwadi [at] alwasatnews.com

.

في صبيحة مثل هذا اليوم من الأسبوع المقبل، يتوجه الناخبون أخيراً إلى صناديق الاقتراع في البحرين، لينهوا معاناة المتنبئين والمتربصين، ويحددوا بكل بساطة من فاز ومن خسر المقعد النيابي الذي قارع من أجله طويلاً. في صبيحة ذلك الأحد ستعلن النتائج، وتوضع في نصابها، وسنعود مرة أخرى لنحلل وعي الناخب، وقدرته على اختيار الأكفأ، والعوامل التي أسهمت في إنجاحه لتيار سياسي وإسقاطه لآخر. ولعل أكثر عامل سيخضع للتحليل والتأويل هو النتيجة التي سيؤول إليها مصير النساء المترشحات في دوائر مختلفة من محافظات البحرين، فإن فازت واحدة أو أكثر، سنقول إن وعي المجتمع البحريني زاد وتطور، وإن خسرن مرة أخرى فسيكون للوعي الغائب لدى الناخب أيضاً النصيب الأكبر من إلقاء اللوم.

لابد أن لا نغفل ونحن في هذه المرحلة عوامل أخرى، شكلت ولاتزال ملامح وخطوط عريضة للتجربة، ومن ثم لنتائجها، وعي الناخب فيها عامل واحد، ضمن عدة عوامل تقف بشكل أو بآخر لصالح أو ضد المرأة.

لايزال البعض مثلاً يشكك في نزاهة العملية الانتخابية برمتها، ويقول إن أيادي سلطوية ستتدخل لتغيير المعادلة الانتخابية في بعض الدوائر لصالح مرشح أو ضد آخر، لا يمكننا أن نغفل هنا انعكاس ذلك بشكل مباشر على انتخاب المرأة في بعض الدوائر، وخصوصاً إذا كانت تلك المرأة تشكل تهديداً حقيقياً للمنافسين، كنموذج منيرة فخرو في رابعة الوسطى. أجمع الكل على أن فخرو إن نجحت، فهو النجاح الحقيقي للمرأة في الدخول لقبة البرلمان، نتيجة عدة عوامل تتعلق بالدائرة التي تترشح عنها، منافسيها، والتيارات الداعمة لها، فخرو تخوض حرباً حقيقية شرسة يسقط في مواجهتها رجال، فوز منيرة في هذه الدائرة، هو بكل جدارة فوز للمرأة البحرينية في أصعب الظروف، ولأنها نالت كل هذه الشعبية في دائرتها، فسيشكك الجميع في تدخل بعض الأيادي ضدها في فرز الأصوات إن لم تفز.

عامل آخر قد يطوح بوعي الناخب يميناً وشمالاً ، ويؤثر بشكل مباشر على مصير ترشح المرأة في بعض الدوائر، وهو مواجهتها «مستقلة» لتيار ديني قوي وله جذور. فوزية زينل مثال واضح على ذلك، فيوماً بعد يوم يتضح أن زينل تواجه «تياراً» وليس منافسين، ومواجهة التيار بالنسبة إلى المستقلين يصعب حتى على المترشحين الرجال، فما بالك بالمترشحة المرأة، استخدمت مع زينل تشكيلة متنوعة من الأساليب، لإجبار الناخبين قسراً على عدم التصويت لها، من دون استنادها إلى ظهر يحميها، ربما يكون من الصعب أيضاً أن نلوم «وعي الناخب بحقوق المرأة» في هذه الدائرة إن لم تفز زينل وفاز ممثل التيار الديني، فالفوز للتيار وليس للشخص في هذه الحال، وهو فوز يسقط فيه مستقلون آخرون.

«القائمة الإيمانية» أيضاًَ تواجه عدداً من المترشحات، منهن جميلة السماك في ثانية العاصمة ففضلاً عن كثرة عدد المتنافسين وتنوع تياراتهم، جوبهت السماك بفتاوى «القائمة الإيمانية» ودعوة شيوخ دين الناخبين في المساجد وغيرها لانتخاب «المرشح المؤمن»، وهي ظاهرة يعاني منها المترشحون الرجال مثلما تعاني منها السماك، فإن لم تفز، هي أو غيرها من الرجال، لا يمكننا أيضاً أن نعول فقط على عوامل وعي الناخب بحقوق المرأة، فالفتوى تدعو الى انتخاب الرجل المؤمن، وربما تنجح في إيصال أشخاص بعينهم باستخدام ورقة الدين، في مجتمع يحترم الدين وفتاوى رجاله، وعلى رغم أن هذه النقطة تقترب قليلاً من وعي الناخب، فإنها ستعمل ضد انتخاب المرأة في بعض الدوائر، حتى لو لم تكن موجهة ضد المرأة خصوصاً.

وعي الناخب إذاً بحقوق المرأة، على رغم أهميته، ليس العامل الفصل دائماً في حسم النتيجة لصالحها أو ضدها، إن هي إلا مجموعة من العوامل المتداخلة، الخارجة أحياناً عن كون المترشحة امرأة، هي التي ستحدد النتيجة، أو تساهم في تحديدها، جنباً إلى جنب مع عوامل أخرى رسمت ملامح التجربة الانتخابية الحالية في البحرين..

إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"

العدد 1535 - السبت 18 نوفمبر 2006م الموافق 26 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً