العدد 1542 - السبت 25 نوفمبر 2006م الموافق 04 ذي القعدة 1427هـ

انتخابات يراقبها «المطر»

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

مرّ يوم أمس، حتى ساعة كتابة هذا العمود، والانتخابات بلا رقابة. الرقابة التي كانت فاعلة هي رقابة المترشحين ووكلائهم، ورقابة «الشفافية» ولا حرج على الأخيرة، فهي مشغولة بـ «الدعاية» واستعطاف اتصالات القنوات الفضائية والتلفزيونية.

القاضي في الدائرة السادسة من المحافظة الوسطى يرفض أن يشاركه أحد في مشاهدة إشارته على أوراق التصويت للمعوقين والأميين، وتبدأ المعركة. وحين يحاجج بمواد قانون مباشرة الحقوق السياسية، لا يعترف بها. وليست الحال في الدائرة الثانية من المحافظة ذاتها بأحسن حالاً. ولنا في الدائرة الرابعة، وما أدراك ما «الرابعة»، مواقف من المخالفات التي لم يكن لها من يراقبها سوى «المطر». إن أصدق ما كان في يوم أمس «المطر».

المشاركة «عالية»، قد نتخطى رقماً قياسياً فيها. الناس فرحون، ما خلا الخوف من «النتائج». الإشاعات لا تتوقف، مجالاتها (العسكريون، كتل من الجوالة تصوّت في أكثر من مركز، توجيه القضاة وموظفي المراكز للناخبين لاختيار مترشحين دون آخرين)... المجال مفتوح على مصراعيه، شتى الاحتمالات/ الاتهامات/الإشاعات واردة.

الرقابة مقاعد «فارغة»، لا رقابة على ما جرى إلا من الجهاز القضائي. الخوض في نزاهة القضاء «مصيدة» لن أخوض فيها. لكن، لمَ عُطلت الرقابة الشعبية على الانتخابات؟ ولِمَ منعت المؤسسات الدولية من المشاركة في الرقابة؟ ولِمَ الخوف من «الرقابة»؟ هل ستأتي نتائج الانتخابات لتجيب على هذه الأسئلة؟ هل تمر هذه الانتخابات «الأعجوبة» بهدوء، أم أن النتائج ستكون مدوية، وسيكون على ردة الفعل حينها أن تكون مدوية؟

حتى هذه الساعة لم تصدر نتائج أي دائرة. المراهنات قصيرة المدى في بعض الدوائر. فدوائر الوفاق «وفاقية» على ما يبدو. ونسب المشاركة في المحافظة الشمالية «خيالية». وطويلة المدى في دوائر «الوسطى» و «المحرق»، هنا منطقة النار والغليان، المراكز الانتخابية «مريبة» ولا مظاهر مؤكدة لانتصار أحد على أحد، أعصاب المترشحين كذلك، مشدودة، تتهم وتتوعد. وحتى لا أنسى مجدداً الفكرة الرئيسية في هذا المقال، أُذكر مرة أخرى بأن الرقابة «معطلة»، أولاً... وأخيراً، ليس ثمة شيء ما خلا المطر، يلاحقني من دائرة إلى أخرى.

العودة للمركز الإعلامي، مجموعة أوراق ملقاة، تتحدث عن أن دعاة الشفافية سيراقبوننا، نحن الصحافيين، سيحاولون أن يراقبوا مدى حياديتنا، ومدى التزامنا بمنتصف مكان المعركة. بالنسبة إلي، لن أكون حيادياً، سأقف خلف رؤية تقول إن الصحافة تقف إلى جانب الناس. ضد من؟ لا يهم. ولقد قال لي كثيرٌ منهم هذا اليوم أن لا رقابة على هذه الانتخابات. وأزيد على ما قالوا، قبل أنسى، ثمة «المطر»

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1542 - السبت 25 نوفمبر 2006م الموافق 04 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً