وجّه الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان، رسالة إلى من أسماهم «الإصلاحيين في السلطة، الذين يؤمنون بالمساواة، ويسعون لإقامة العدالة والديمقراطية، وفي مقدمتهم سمو ولي العهد، أيدينا ممدودة للعمل معاً خطوة بخطوة من أجل تحقيق الإصلاح على أرض الواقع».

وقال في كلمته في المؤتمر العام للجمعية للعام 2013، الذي افتتح أعماله مساء أمس الخميس (28 مارس/ آذار 2013) في سار: «قدمنا رؤيتنا الوطنية في (وثيقة المنامة)، والتي تضمنت المبادئ السبعة المعلنة من سموكم في 13 مارس 2011، ولم نجد أحداً يعترض على هذه الرؤية في البحرين أو خارجها».

وتابع «اليوم لن يقبل الشعب من أحد مجرد الكلام؛ فالشعب انتظر طويلاً، ولن يغيّر من موقفه في استمرار مسيرته السلمية الإصلاحية، إلا عبر رؤيته لاتفاق سياسي واضح المعالم، وتنفيذاً عملياً لهذا الاتفاق حسب الجدول الزمني الواضح، وحسب الآليات المشتركة في التنفيذ».

«الوفاق» افتتحت مؤتمرها العام في سار البارحة

سلمان: حركتنا سلمية ترفض العنف... ومطلبنا حل طويل المدى

سار - حسن المدحوب

شدد الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الشيخ علي سلمان على أن «البحرين المستقبلية ليست لفريق على حساب الفريق الآخر، ولا لطائفة على حساب الطائفة الأخرى، بل هي بلد المشاركة الحقيقية بين الجميع عبر نظام سياسي مدني حديث وديمقراطي، يؤمّن مصالح جميع أبناء البحرين حالياً ومستقبلاً».

وأعلن سلمان في كلمته في المؤتمر العام للجمعية للعام 2013، الذي افتتح أعماله مساء أمس الخميس (28 مارس/ آذار 2013) في سار «التضامن الكامل مع المسقطة جنسياتهم عبر قرار غير دستوري، ونعاهد جميع الضحايا والمتضررين باستمرار العمل النضالي حتى توقف هذه الظلامات، ونعيد الحقوق لمن انتزعت منهم، ونقدم لهم ألف تحية وتقدير واحترام وتضامن معنوي وعملي بكل ما لدينا».

وأوضح «سأستخدم لفظ الثورة السلمية الإصلاحية للتعبير عمّا يحدث في البحرين فهي ثورة لأنها تطالب بإصلاح جذري وهي سلمية لأنها لا تتبنى العمل المسلح وترفض العنف وهي إصلاحية لأنها تطالب بتطوير وإصلاح النظام ليكون نظاماً ملكياً دستورياً حقيقياً على غرار الممالك العريقة التي تضمن لشعوبها حق انتخاب حكومتها والتداول السلمي للسلطة في ظل الموطنة المتساوية في الحقوق والواجبات».

رؤيتنا للحوار

وواصل سلمان أن «الحوار كالمسيرة وسيلة وليست غاية، والجلسات التي تجري الآن هي أقل من أن تسمى حواراً أو تفاوضاً، هي جلسات تحضيرية للحوار والتفاوض الذي سيبدأ عندما نتكلم في الأجندة الرئيسية للمطالب من قبيل كيفية تشكيل الحكومة المنتخبة، وكيفية تشكيل صلاحيات السلطة التشريعية والقضائية».

وأشار إلى أنه «لا يمكننا أن نتنازل عمّا يحقق العدالة والاستقرار طويل المدى، لأننا بذلك نضر بالوطن ومستقبله، ونفرط في التضحيات الجسيمة التي بذلها الشعب، لذا طبقاً للفرصة المحدودة نسعى لأجل طرح مطالب شعبنا والدفاع عنها ومحاولة الوصول إلى توافق لتطبيقها».

وأردف «وأقول لأحبتنا، إن محاولة الضغط على وفد المعارضة للقبول باستمرار الاستبداد والتمييز والقبول بالشكليات من دون جوهر الإصلاح الديمقراطي الحقيقي، هي محاولة مضرة بكم مباشرة، ومضرة بمصالحكم ومصالح أبنائكم المستقبلية، ومضرة بالوطن، وما يعانيه الوطن هو جراء سيادة هذه القيم البالية التي يحاول البعض فرض استمرارها».

رؤيتنا لأي انتخابات قادمة

وأفاد سلمان «لقد خلصت التجربة في البحرين وفي البلاد العربية الأخرى إلى أن التغير من داخل أنظمة تفتقد إلى الحد الأدنى من الديمقراطية كما هو الحال في البحرين هي محاولة عديمة الجدوى، وهو ما قاد إلى قيام الثورات العربية والربيع العربي لإحداث التغير المنشود، فالموقف من أي انتخابات في ظل الوضع القائم حالياً والذي يسلب السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية من يد الشعب ويجعل مشاركة الشعب مجرد صور ديمقراطية مفرغة من المضمون، هو رفض الاشتراك في هذه الانتخابات والدعوة الصريحة الواضحة لمقاطعتها من كل فئات الشعب لأنها تمثل تكريساً للاستبداد والاستفراد بالقرار».

رؤيتنا للتحالف مع القوى والشخصيات الوطنية الديمقراطية المعارضة

وشدد على أن «ننظر إلى التحالف بين القوى والشخصيات الوطنية المعارضة على أنه تحالف استراتيجي وليس تحالفاً مرحلياً، فالبحرين التي نريد أن نبني هي بحرين تضم وجوداً فاعلاً وحقيقياً لكل القوى السياسية السنية والشيعية واليسارية والليبرالية والعروبية وغيرها».

ودعا «إلى تبني برنامج «وثيقة المنامة» وتطويره ليكون برنامجاً وطنياً، يضم كل من يؤمن بهذه القيم في إدارة الدولة، وأدعو الشخصيات الوطنية من كل المذاهب والانتماءات الايديولوجية للتفاعل مع هذا البرنامج الوطني وتطويره من أجل أن يكون برنامجاً وطنياً في مرحلة النضال وفي مرحلة بناء الدولة الديمقراطية الحديثة».

رسالتنا للدول العربية والإسلامية والغربية والشرقية

ووجه سلمان رسالة للدول العربية والإسلامية والغربية والشرقية، ذكر فيها أننا «ننظر بإيجابية لكل دول العالم، ونريد أن نبني علاقات إيجابية معها تحقق المصالح المشتركة لشعبنا وشعوب هذه الدول، ونطلب من جميع دول العالم إعلاناً صريحاً من دون مواربة بدعم مطالب شعب البحرين في التحول إلى النظام الديمقراطي وإرفاق هذا الإعلان بخطوات وبرامج عملية تساعد البحرين في هذا التحول».

وتابع «نجدد إعلان انتمائنا الواضح إلى منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربي، التي ندعوها لأن تكون جزءاً من الحل في البحرين، عبر المساهمة في إيجاد حل سياسي يستجيب لمطالب شعب البحرين ويقدر خصوصية قضيته، وننظر بإيجابية لذكر بيان الجامعة العربية دعمه للحوار الجاد في البحرين ومن قبله لدعم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وأميركا للحوار الجاد والمنتج لحل يستجيب لتطلعات شعب البحرين في الحرية والديمقراطية والعدالة».

رسالتنا إلى النظام

وقال: «إلى المتشددين الرافضين للعدالة والمساواة، أقول إن الوقوف ضد الإصلاح هو عملية خاسرة ومكلفة لكم وللشعب وللوطن، وقد جربتم البطش والتنكيل طوال عقود وخلال السنتين الماضيتين».

وتابع أن «التوقف عن هذا السلوك العدائي تجاه الشعب يصب في مصلحتكم ومصلحة الشعب والنظام، وقد علمتم أن الشعب ماضٍ في مطالبه ولن يتوقف عن نضاله مهما كانت التحديات والعقبات والكلفة التي يدفعها للوصول إلى حقه المشروع، فعودوا للتفاعل مع آمال الشعب وطلب المصالحة معه».

وواصل «إلى الإصلاحيين الذين يؤمنون بالمساواة ويسعون لإقامة العدالة والديمقراطية، وفي مقدمتهم سمو ولي العهد، قد قدمنا رؤيتنا الوطنية في «وثيقة المنامة» والتي تضمنت المبادئ السبعة المعلنة من سموه في 13 مارس 2011 ولم نجد أحداً يعترض على هذه الرؤية في البحرين أو خارجها، بل كل من اطلع عليها قال إن هذه مطالب إنسانية بديهية، وتشكل الحد الأدنى لأي بلد يعيش في سنة 2011، وأيدينا ممدودة للعمل معاً خطوة بخطوة من أجل تحقيق الإصلاح على أرض الواقع».

واستدرك سلمان أن «الشعب انتظر طويلاً ولن يغير من موقفه في استمرار الثورة السلمية الإصلاحية إلا عبر رؤيته لاتفاق سياسي واضح المعالم، وتنفيذاً عملياً لهذا الاتفاق بحسب الجدول الزمني الواضح وبحسب الآليات المشتركة في التنفيذ».

وتساءل إلى أن «القوى الوطنية الديمقراطية المعارضة تمتلك الشجاعة والمبادرة للعمل من أجل بناء البحرين المستقبلية على أساس المساواة والديمقراطية والعدالة واحترام حقوق الإنسان، فهل أنتم مستعدون؟».

رسالتنا إلى إخوتنا وشركائنا في الوطن

كما وجه سلمان رسالة إلى من أسماهم إخوتنا وشركائنا في الوطن، مخاطباً إياهم بقوله: «أخي في الوطن، إني أنظر لك على أنك إنسان من حقك أن تعتقد بما تريد من دين أو مذهب، وأن من حقك أن تمارس عقيدتك بحرية من دون المساس بحقوق الآخرين، فانظر لي كإنسان واحترم عقيدتي وحريتي في ممارستها من دون أن أتعدى على حقوق الآخرين».

وتابع «تعال معي، نتفق على أرضية إنسانية واحدة، وأرضية إسلامية واحدة، وأرضية المواطنة المتساوية، ونبني هذا الوطن على هذه الأرضيات الصلبة والمشتركة من دون إقصاء ولا تمييز».

وأكمل «أخي في الوطن، اسمعني مباشرة وليس عبر الإعلام الذي يديره الفاسدون، وأنا أرغب أن أسمعك مباشرة من دون وسائط».

وأردف «أخي الحبيب، البحرين تجمعنا، تعال لنبنيها معاً وطناً حراً كريماً عادلاً لكل أبنائنا، يقوم على المساواة والعدالة والشراكة».

وواصل سلمان «تعال يدي بيدك، ننتخب حكومتنا التي لن ترفض عندها زيادة الرواتب ولن ترفض أن تحصل على وحدة إسكانية خلال خمس سنوات».

ماذا نريد؟

وأفاد «لقد أوضح شعبنا مطالبه في الدوار وفي المسيرات والاعتصامات، نريد الحرية والمساواة والعدالة والديمقراطية الحقيقية، التي يكون فيها الشعب مصدر القرار، وأبرزناها نحن في القوى الوطنية الديمقراطية المعارضة في (وثيقة المنامة)».

وقال سلمان: «نريد أن نطور النظام السياسي من نظام يعتمد على التعيين، إلى نظام سياسي يعتمد الشعب مصدراً للسلطات عبر الانتخابات الحرة القائمة على أساس المواطنة المتساوية وتفعيل مبدأ (الشعب مصدر السلطات جميعاً)».

من جهته، ألقى القائم بأعمال الأمين العام لجمعية «وعد» رضي الموسوي كلمة الجمعيات السياسية في مؤتمر الوفاق قال فيها: «نريد حواراً وتفاوضاً يفضي إلى نتائج تخرج البلاد من عنق الزجاجة ويؤسس للدولة المدنية الديمقراطية التي أساسها الالتزام بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهدين الدوليين للحقوق المدنية والسياسية والثقافية والاقتصادية».

وأكمل «نريد حواراً يشرع الأبواب للحريات العامة بما فيها إقامة الفعاليات والمسيرات والتظاهرات السلمية، وليس بمحاصرة مقار الجمعيات بناءً على بيانات مشبوهة».

وتابع الموسوي «نريد حواراً يعيد الحق إلى أهله ويحاسب من ارتكب جرائم التعذيب والقتل خارج القانون واستخدام كل وسائل الموت المحرمة دولياً».

وأردف «نريد حواراً قادراً على وضع بلادنا على خارطة الدول التي تسير نحو الديمقراطية ويضع شعبها مصدراً للسلطات جميعا».

وختم الموسوي «لقد أبهر شعب البحرين العالم بنضاله السلمي الحضاري على رغم كل ما جرى من بطش وإمعان في الحل الأمني والعسكري، وسر انتصارنا هو التمسك بوحدة المعارضة ووسائلها السلمية الحضارية».

كما ألقى الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين السيدسلمان المحفوظ،، كلمة شدد فيها على أن «يدنا ممدودة للحوار والتفاوض مع من له يد في الشأن النقابي».