العدد 3857 - الجمعة 29 مارس 2013م الموافق 17 جمادى الأولى 1434هـ

سوق السيارات في الهند تسجّل أكبر تراجع منذ 12 عاماً

«اشتروا الآن، ادفعوا لاحقاً» (...) بعد اعتبارها حتى زمن غير بعيد واحة لمصنعي السيارات، تسجل السوق الهندية أكبر تراجع لها منذ 12 عاماً ويتنافس التجار على تقديم عروض خيالية لجذب الزبائن.

«هيا! اشتروها»... بهاتين الكلمتين يسعى وكلاء شركة فولكسفاغن الألمانية لجذب الزبائن لشراء الطراز الجديد للسيارة وهو «فينتو» بسعر 13400 دولار. لكن الشاري ليس مضطرا للدفع فوراً؛ اذ بإمكانه مبادلة سيارته القديمة بأخرى جديدة ودفع مبلغ روبية واحدة الرمزي على أن يبدأ بتسديد ثمن سيارته بعد سنة.

ومن بين العروض المبهرة هناك أيضاً إمكانية استرداد الأموال المدفوعة وصولاً إلى 20 في المئة مع قروض بلا فوائد. لكن تبقى معرفة هل ستنجح هذه الخطط في إعادة إحياء ثالث أكبر سوق للسيارات في آسيا وتصريف كميات السيارات غير المباعة مؤخراً بسبب نقص المشترين.

ففي فبراير/شباط، تراجعت مبيعات السيارات 26 في المئة بالمقارنة مع فبراير 2012، في أسوأ نتيجة منذ العام 2000.

وفي السنة المالية الجارية التي تنتهي في 31 مارس، من المتوقع أن تسجل المبيعات تراجعاً بالمقارنة مع الأشهر الـ12 الماضية، بعد ست سنوات من النمو المتواصل، بحسب الاتحاد الهندي لصانعي السيارات.

وأوضح نائب المدير العام للاتحاد سوغاتو سين أن هذا التراجع في سوق السيارات مرده إلى حال الاقتصاد برمته، مع نمو يقارب 5 في المئة فقط خلال العام الجاري، أي النسبة الأضعف منذ عشر سنوات.

وقال: «إذا كان على الناس عدم شراء سيارة، فإنهم لا يشترونها. إنهم يلجمون أنفسهم عن النفقات غير الضرورية»، مضيفاً «الناس الواقعون في أسفل الهرم أو هواة شراء السيارات الصغيرة، وهم يشكلون الجزء الأكبر من السوق، يحجمون عن الشراء بسبب ضعف الاقتصاد».

في المقابل، لا تشهد السوق الآسيوية الكبيرة الأخرى، الصين التي أصبحت السوق الأولى للسيارات عالمياً العام 2009، أي أزمة. وبذلك فإن الصين «تجد نفسها دائماً في مرحلة عجز عن تلبية الطلب (على إنتاج السيارات) في حين أنه في الهند، المصنعون لديهم فائض في طاقة التصنيع»، بحسب المحلل المتخصص في شئون الهند في شركة «إي إتش إس أوتوموتيف» للدراسات الاقتصادية ديبيش راثور.

وحتى السنة المالية 2010/2011، كانت السوق الهندية تحقق معدلات نمو تتراوح بين 20 في المئة و30 في المئة وكانت تشكل واحة للمصنعين الأجانب الساعين إلى التعويض عن تراجع مبيعاتهم عالمياً وخصوصاً في أوروبا.

وشهد مصنع السيارات الأميركي فورد تراجعاً في مبيعاته بنسبة 44 في المئة في فبراير لتسجل 4490 وحدة مباعة، في حين تراجعت مبيعات جنرال موتورز بنسبة 20 في المئة لتصل إلى 7106 سيارات مباعة، ومبيعات فولكسفاغن تراجعت بدورها بنسبة 8 في المئة.

العدد 3857 - الجمعة 29 مارس 2013م الموافق 17 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً