العدد 3867 - الإثنين 08 أبريل 2013م الموافق 27 جمادى الأولى 1434هـ

وفاة رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر

أعلن متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر وفاتها أمس الإثنين (8 أبريل/ نيسان 2013) عن عمر ناهز 87 عاماً، وذلك بعد إصابتها بسكتة دماغية.


كاميرون يقطع جولته الأوروبية... والاتحاد الأوروبي يصفها بـ «سيدة دولة عظيمة»

وفاة رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر

لندن - أ ف ب

توفيت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، مارغريت ثاتشر التي تعد من أبرز الشخصيات السياسية في القرن العشرين، في لندن أمس الإثنين (8 أبريل/ نيسان 2013) عن 87 عاماً إثر إصابتها بجلطة دماغية، ما دفع رئيس الحكومة الحالية، ديفيد كاميرون إلى قطع جولة كان يقوم بها في أوروبا.

وقال المتحدث باسم «المرأة الحديدية»، اللورد تيم بيل في بيان مقتضب «ببالغ الحزن يعلن مارك وكارول ثاتشر أن أمهما البارونة ثاتشر توفيت بسلام هذا الصباح إثر جلطة دماغية».

وقال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون «لقد فقدنا قائدة عظيمة ورئيسة وزراء عظيمة وبريطانية عظيمة» معرباً عن «حزنه الكبير».

وقرر كاميرون العضو مثل ثاتشر في حزب المحافظين والذي كان موجوداً في إسبانيا عند إعلان نبأ وفاتها، اختصار جولته التي بدأها في أوروبا للدفاع عن خطته لإصلاح الاتحاد الأوروبي والعودة إلى لندن.

ولن تكون هناك جنازة وطنية «للمرأة الحديدية»، كما أوضحت رئاسة الحكومة البريطانية. وأضاف المصدر نفسه أن جثمان الفقيدة سيحرق.

وقال القصر الملكي في بيان إن الملكة إليزابيث الثانية «حزنت لدى تلقي هذا النبأ» وأنها سترسل «برقية مواساة» لأسرة ثاتشر.

وعلى الفور توالت ردود الفعل المعزية.

في واشنطن حيا الرئيس باراك أوباما ذكرى ثاتشر ووصفها بـ «الصديقة الحقيقية» للولايات المتحدة. وقال في بيان «مع وفاة البارونة مارغريت ثاتشر فقد العالم أحد كبار المدافعين عن الحرية وتفقد الولايات المتحدة صديقة حقيقية» مشيداً بالتزام رئيسة الحكومة السابقة إزاء التحالف الأميركي البريطاني.

واعتبر وزير الخارجية الأميركي السابق، هنري كيسنجر أن ثاتشر «كانت شخصية شجاعة، سيدة أدركت أن الزعيم يجب أن يكون لديه قناعات راسخة لأن الناس ليس لديهم أي وسيلة ليقرروا بأنفسهم إلا إن أعطاهم قادتهم التوجه الواجب اتباعه».

وفي برلين عبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في بيان عن «حزنها لوفاة مارغريت ثاتشر التي تركت بتوليها منصب رئيسة الوزراء لسنوات طوال، بصماتها على بريطانيا الحديثة (...) كانت قائدة عظيمة في حقبتنا».

كذلك حيا الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند في بيان روح ثاتشر مشدداً على أن العلاقة التي كانت تقيمها مع فرنسا اتسمت «دوما بالصراحة والصدق».

واعتبر الاتحاد الأوروبي من جهته أن اسمها سيبقى في التاريخ لـ «اسهاماتها» وأيضا لـ «تحفظاتها» إزاء المشروع الأوروبي.

وقال رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيه مانويل باروزو إنها «كانت بدون أدنى شك سيدة دولة عظيمة، أول امرأة رئيسة للوزراء في بلادها... متحفظة لكن ملتزمة بالاتحاد الأوروبي».

من جانبه، قال رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولز إن ثاتشر «دمغت الحياة السياسية البريطانية والأوروبية»، وأنها تبقى «وجهاً تاريخياً على الرغم من فروقاتنا السياسية الأكيدة»، مضيفاً «أكنا مؤيدين أم لا لسياساتها فإن مارغريت ثاتشر أثبتت أن السياسة ما زالت قادرة على أن تكون قوة تغيير».

وأشاد الرئيس السوفياتي السابق، ميخائيل غورباتشوف بثاتشر ووصفها بـ «شخصية سياسية عظيمة (...) كان لكلامها وزن كبير» و»سيخلد التاريخ اسمها».

وفي إسرائيل قال رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو «كانت قائدة عظيمة فعلاً، كانت سيدة مبادئ وتصميم وقناعة وقوة، سيدة عظيمة. كانت مساندة كبيرة لإسرائيل والشعب اليهودي. والهمت جيلاً من القادة السياسيين».

وفي إسبانيا قال رئيس الحكومة، ماريانو راخوي «إن التزامها الثابت من أجل الحرية والديمقراطية ودولة القانون، وكذلك تصميمها الإصلاحي الحازم يشكلان إرثاً ثميناً للحكومات الأوروبية الحالية» التي «تواجه مثلما كانت مارغريت ثاتشر في الثمانينات، تحديات معقدة جداً تتطلب الكثير من الطموح والشجاعة السياسية».

وفي جنوب إفريقيا اعتبر حزب المؤتمر الوطني الحاكم «أنها فشلت في الاعتراف بالمؤتمر الوطني كحزب شرعي ليحكم (جنوب إفريقيا) لكنها لم تكن على موجة الشعب البريطاني نفسها في هذا الموضوع، إلا أن الأمور اصطلحت منذ ذلك الحين»، على حد قول المتحدث باسم الحزب، كيث كوزا الذي أضاف أنها كانت مع كل ذلك «قائدة استثنائية».

ولم تعد المرأة الوحيدة التي تولت منصب رئاسة الوزراء في المملكة المتحدة والشخصية المهمة في الحياة السياسية بهذا البلد، تظهر إلا نادراً.

وبحسب نصيحة أطبائها لم تعد تلقي خطباً عامة منذ 2002 بسبب إصابتها بمرض الزهايمر وضعفها الجسدي، وذلك بعد تعرضها لعدة جلطات دماغية.

وكانت ابنتها كارول كشفت في 2008 في مذكراتها أن والدتها تعاني من الخرف منذ سبع سنوات.

وكانت ثاتشر أدخلت المستشفى في ديسمبر/ كانون الأول الماضي حيث خضعت لعملية جراحية لاستئصال ورم «صغير» في المثانة، بحسب مقربين منها.

وقد نشأت ثاتشر في وسط متواضع وانتخبت نائبة فيما كانت في الرابعة والثلاثين من عمرها قبل أن تتولى رئاسة حزب المحافظين في 1975 ثم رئاسة الحكومة بعد أربع سنوات من ذلك.

وانقسم الرأي العام بشأنها بين الإعجاب الشديد والكره الدفين.

العدد 3867 - الإثنين 08 أبريل 2013م الموافق 27 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً