العدد 3871 - الجمعة 12 أبريل 2013م الموافق 01 جمادى الآخرة 1434هـ

اطلاق اربعة صحافيين ايطاليين وبريطانيا تملك "ادلة" على استخدام الكيميائي في سوريا

 افرج السبت عن اربعة صحافيين ايطاليين كانوا خطفوا بداية نيسان/ابريل في شمال سوريا، فيما كشفت تقارير صحافية بريطانية ان لندن تملك ادلة على استخدام اسلحة كيميائية في النزاع.

في غضون ذلك، تواصلت اعمال العنف على وتيرتها المتصاعدة، لا سيما في المناطق الشمالية من سوريا، حيث قتل 30 شخصا اليوم على الاقل في محافظة ادلب (شمال غرب)، فيما تدور اشتباكات عنيفة في مدينة حلب (شمال).
واعلن رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي السبت انه تم الافراج عن الصحافيين الاربعة الذين احتجزوا لاكثر من اسبوع. وشكر مونتي الذي يتولى وزارة الخارجية بالوكالة، للهيئات التابعة له "العمل الذي قامت به" والذي "اتاح نهاية سعيدة لهذه القضية التي اضفى عليها الوضع الخطير (في سوريا) مزيدا من التعقيد".
وتعرض مراسل قناة "راي" العامة اميديو ريكوتشي والمراسل المصور ايليو كولافولبي ومعد الافلام الوثائقية اندريا فينيالي والصحافية الايطالية من اصل سوري سوزان دبوس، للخطف في بداية نيسان/ابريل في شمال سوريا.
وبعد الظهر، صرح مسؤول في وزارة الخارجية التركية ان الصحافيين باتوا في تركيا حيث يتوقع ان يغادروها عائدين الى بلادهم قريبا.
وذكرت صحيفة لاريبوبليكا ان الصحافيين خطفوا "من جانب مجموعة متمردة فيما كانوا يقومون بالتصوير" في شمال البلاد الذي يسيطر مقاتلو المعارضة على اجزاء واسعة منه.
في غضون ذلك، كشفت صحيفة التايمز البريطانية السبت ان علماء تابعين للجيش البريطاني عثروا على ادلة طبية-شرعية ان اسلحة كيميائية قد استعملت في النزاع السوري.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في وزارة الدفاع البريطانية قولها ان عينة من التراب اخذت من منطقة قريبة من دمشق ووصلت بشكل سري الى بريطانيا حملت التأكيد ان "نوعا من الاسلحة الكيميائية" قد استعمل، من دون تحديد الجهة المستخدمة له.
ورفضت الوزارة في اتصال هاتفي اجرته معها فرانس برس، التعليق على هذه المعلومات، في حين قال متحدث باسم الخارجية "لقد اعربنا عن قلقنا للامين العام للامم المتحدة (بان كي مون) ونحن ندعم قراره في اجراء تحقيق".
وتبادل النظام السوري ومعارضوه اتهامات باستخدام سلاح كيميائي، لا سيما باستهداف منطقة خان العسل في ريف حلب في 19 آذار/مارس الفائت، في حين تتهم المعارضة النظام باستخدام اسلحة من هذا النوع في مناطق عدة، بينها العتيبة في ريف دمشق.
ووافقت الامم المتحدة على طلب سوري رسمي باجراء تحقيق في هجوم خان العسل، لكن دمشق عادت ورفضت استقبال بعثة الامم المتحدة لانها اعتبرت ان رغبة المنظمة الدولية في ان تشمل مهامها كامل الاراضي السورية يشكل "انتهاكا للسيادة".
ويثير موضوع ترسانة الاسلحة الكيميائية للنظام السوري قلق المجتمع الدولي، في حين تشدد دمشق على انها لن تستخدم هذه الاسلحة "ان وجدت" ضد شعبها.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان السبت ان طفلين وامراة قتلوا اثر "استنشاق غازات ناتجة عن القاء قنبلتين صغيرتين على منزلهم في حي الشيخ مقصود" في شمال حلب، في حين اصيب 16 شخصا وبدت عليهم "علامات الهلوسة والاعياء الشديد وسيلان انفي غزير وحرقة في العين".
وطالب المرصد الامم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الاحمر "بارسال لجان عاجلة لمعاينة المصابين وكشف طبيعة الغازات التي يقال انها استخدمت" في اطار اعمال العنف المتواصلة.
ميدانيا قتل 34 شخصا على الاقل في غارة جوية واشتباكات عنيفة تدور بين قوات نظام الرئيس السوري بشار الاسد ومقاتلين معارضين له في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وفي حلب (شمال)، افاد المرصد عن القاء قنابل يعتقد انها تحوي غازا ساما على احد احياء المدينة التي تشهد اشتباكات عنيفة متواصلة بين مقاتلي المعارضة في محيط مستشفى تستخدمه القوات النظامية، ادت الى مقتل نحو 150 شخصا من الطرفين خلال الايام العشرة الماضية.
وقال المرصد "ارتفع الى 18 بينهم سيدتان وطفلان عدد الشهداء الذين قضوا جراء القصف بالطيران الحربي على المنطقة الصناعية في مدينة سراقب" الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، اضافة الى اصابة 50 آخرين بجروح "بعضهم بحال خطرة".
وكان المرصد افاد في وقت سابق عن مقتل 12 شخصا في الهجوم. واشار الى ان المدينة "قصفت بعد الغارة الجوية بعشرين قنبلة عنقودية مصدرها تجمع القوات النظامية" بين اريحا وسراقب.
وبث المرصد عبر موقع "يوتيوب" شريطا مصورا يظهر اعمدة كثيفة من الدخان تتصاعد من المنطقة المستهدفة بالغارة، في حين يهرع جمع من الاشخاص لانقاذ المصابين وانتشال الجثث.
وعمد شبان الى استخدام خراطيم المياه ودلاء صغيرة لاطفاء النيران المشتعلة في محال وسيارات في منتصف الطريق. ويمكن رؤية رجل يرتدي ملابس سوداء وهو يقول "لا يوجد مياه، لا يوجد كهرباء، والآن يقصفنا بالصواريخ. بشار (...) يقصفنا بالصواريخ وبطيران الميغ".
وفي المحافظة نفسها، افاد المرصد ان 16 مقاتلا من الكتائب المقاتلة على الاقل قضوا "اثر قصف واشتباكات قرب قرية بابولين" التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها، والقريبة من طريق دمشق حلب الدولي الى الشرق من بلدة حيش.
واوضح المرصد ان القتلى قضوا "بعد اشتباكات مع حاجز للقوات النظامية في قرية صهيان جنوب حيش على طريق دمشق حلب"، اثر قيام هذه القوات "بالتفاف من شرق صهيان الى بابولين"، مستخدمة الرشاشات الثقيلة والقذائف في المعارك.
وتقع هذه المناطق في ريف مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة منذ تشرين الاول/اكتوبر الماضي، ما مكنهم من قطع خطوط امداد القوات النظامية المتجهة من دمشق الى حلب عبر الطريق الدولي.
وادت اعمال العنف السبت الى مقتل 119 شخصا في حصيلة جديدة للمرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا.
وفي حلب تتواصل المعارك للسيطرة على مستشفى الكندي الذي تتمركز فيه القوات النظامية، وتشتبك مع "مقاتلين من مجلس شورى المجاهدين وحركة أحرار الشام الإسلامية وكتائب المهاجرين ولواء التوحيد"، بحسب المرصد.
واشار المرصد ان "الكتائب المقاتلة تحاصر المشفى بعد فشلها في السيطرة عليه اثر اقتحامها اجزاء منه قبل ايام"، مشيرا الى مقتل 65 مقاتلا معارضا و80 عنصرا من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها في الايام العشرة الماضية.
ويقع المستشفى غير العامل على تلة استراتيجية عند المدخل الشمالي للمدينة، ويشرف على الطريق المؤدي الى سجن حلب المركزي، ويسيطر عليه النظام منذ كانون الاول/ديسمبر.
وشهدت مناطق سورية مختلفة اعمال عنف السبت، منها الاطراف الشرقية والجنوبية لدمشق التي تعرضت لقصف من القوات النظامية، في حين قصف الطيران مناطق في محيط العاصمة.
وفي محافظة حمص (وسط)، اغار الطيران الحربي على مناطق عدة تشهد اشتباكات تدور اشتباكات لا سيما في ريف القصير على الحدود مع لبنان.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً